بهذه العبارة عبر شاهد العيان عن واقع الحال أمام كنيسة الاسكندرية التي عرفت تفجير سيارة ملغومة وسببت مقتل 21 مؤمنا و43 جريحا, كلهم أبرياء لا ذنب لهم, غير حبهم لنبي الله عيسى واحتفاء بذكرى مولده عليه السلام. بقول المشاهد, هذا مشهد من العراق, عبر عن المشهد بدرجة التخريب والقتل, وفي نفس الوقت أشار بكلتا يديه للقاتلين والمجرمين, الذين هم نفسهم من يفعلون نفس الشيء في العراق. فمن هم يا ترى؟ الكنيسة تقع قبالة مسجد للمسلمين, والسيارة المفخخة أصابات تسعة مسلمين بجروح بلغية. رد الفعل المسيحي هو الهجوم على المسجد بالحجارة, وتكسير واجهته الزجاجية, رد فعل شباب المسلمين كان يمكن أن يكون أعنف, لولا يقضة رجال الأمن الذين قطعوا التيار الكهربائي عن المسجد, كي لا يستعمل مكبر الصوت للمنادات على الشباب وترديد شعارات محرضة, لتقع الكارثة, بين من يفترض فيهم أن يكونوا أحبة. هل يمكن لمسلم حقيقي, مقتنع بأن الاسلام هو الحل, أن يفخخ سيارة لتتحطم قبالة مسجد, يمكنها أن تهلك مرتاديه, أو على الأقل تحطم واجهته؟ ألا توجد كنائس في الاسكندرية, لا توجد مساجد بالقرب منها, يمكن لمن يسمونهم الارهابيين, أن ينفذوا فيها جريمتهم, من غير المساس بمسجد؟ ألا يمكن أن تشتم رائحة أعداء مصر من هذه الجريمة؟ من له المصلحة الحقيقية في هذه الجريمة؟ المستفيد الأول من هذه الجريمة النكراء هو إسرائيل, وثاني مستفيذ هو إيران, وثالث مستفيذ هو حلف الناتو الذي يتأهب للدخول إلى مصر, ولو بعد حين. السيارة مؤكد أنها لأحد مرتادي الكنيسة, لكنها فخخت من غير علمه, وكان المنفذ خارج الكنيسة وفجرها بالتحكم عن بعد. التحريات ستؤكد أن السيارة لمسيحي متدين, لكنه لم ولن يكون الفاعل والمجرم, إلا إن كان من غلاة المتطرفين, الذين يضحون بأقاربهم وذويهم من أجل إشعال الفتنة. إسرائيل, كل المعطيات تفرض عليها الدخول في حرب توسعية على جيرانها, ولن تدخلها بأمان إلا إن زعزعت استقرار مصر, وشغلتها بحرب داخلية. اختيار اليوم والمكان والكنيسة المقابلة للمسجد, كلها معطيات ستكون فتيلا خطيرا لفتنة قد تأتي على استقرار مصر. إيران, تسعى بدورها لنشر التشيع, ومصر تشكل حاجزا قويا في وجه إيران, وهي القادرة بعد تركيا, أن تزعزع استقرارها, لذلك فإيران تنسق مع إسرائيل من أجل زعزعة مصر واستقرارها, ليخلوا للشيعة فيها, القيام بما يقومون به في العراق من قتل وتشريد وسفك لدماء الأطفال والنساء, واغتصاب الفتيات. صدق من قال, أن الشيعة دواب اليهود, ينسقون معهم من أجل قتل أهل السنة, منع السلطات المصرية لإيرانيين من الدخول إلى غزة, يعتبر صفعة لإيران التي تريد التحرك وعلى جميع الأصعدة, لذا يتوقع جدا أن يكون لإيران دخل في تلك الجريمة النكراء. حلف الناتو, مؤكد أنه على علم بكل ما يحاك ضد مصر وأمنها واستقرارها, لكنه متفرج يتربص منتظرا الفرصة المواتية ليستغلها, وترك غيره يلعب لعبته القدرة في مصر, والاعبون يخدمون حلف الناتو, من حيث لا يعلمون. مصر ورجالها الأسود, القادرون على إرعاب الجيران أعداء كانوا أم أصدقاء, هم اليوم خارج الملعب, وبقي التافهون وذووا الذمم الضعيفة والانتهازيون هم السادة, وباقي الشعب الصادق منه, يتحسر على التزوير الذي رفع من شأن اعداء الوطن على حساب الغيورين عليه. قد يقول البعض أن إسلاميين متطرفين هم من كانوا وراء تلك الجريمة النكراء؟ أقول لا وألف لا. صحيح أن بعض المسيحيين في مصر, يفكرون تفكيرا رجعيا متخلفا, ويتصرفون تصرفات عدوانية في حق مسلمات مؤمنات صالحات. لكن ورغم ذلك فالمسلمون في العالم, يخوضون حربا وعلى جميع الأصعدة مع الصهيونية وليس مع المسيحيين. لا يمكن لعملية ينفذها إسلاميون متدينون أن تخلف ضحايا مسلمين, ولا أن تكون بالقرب من مسجد. أيها المصريون, تعقلوا واعلموا أن أعدائكم يتبرصون بكم, ويريدون لكم الفناء مسلمين ومسيحيين. الصهيونية محاربة لإخوانكم ايها المسيحيون في العراق تهجرهم بالترهيب وتستوطن في أرضهم اليهود وكذلك تفعل في فلسطين. تعقلوا أيها المسلمون, وأعلموا أن المسيحيين أقرب الناس إلينا, وأن فضلهم علينا وعلى الاسلام كبير, فلولاهم لهلك المسلمون على يد الفرس الوثنيين. اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله, ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)(سورة المائدة آية64) صدق الله العظيم.