محنة العراقيين لم تبدأ مع الدمار الذي احدثه البوشين في غزوتيهم الصليبيتن لتدمير العراق حيث قتلوا الألاف من الاطفال والنساء ويتموا الكثيرين ورملوَ الكثيرات، واعلنوها نصرا عاونهم فيها جنود العرب قبل الكفار. بل لمحنة العراققين جذور توغلت مع توغل الاستعمار الاوروبي في المنطقة منذ بدايات القرن الماظي، والسبب ببساطة لأن العراقي أبى ان يستسلم ويكون طيعا للذل كما اقزام الخليج اللذين رضخوا للمهانة والتحقير تحت سطوة عبيد اختاره الغرب عليهم اسيادا، فمنهم ال سعود وال نهيان والصباح وغيرهم، فعوقب العراقييون، وكان دور الملعون صدام لغبائه وسوء تصرفه جزء من مكائد الغرب الذي سخره لأذلال الشعب العراقي. وكذلك محنة العراقي لم تنتهي بعد توكيل ربع بوش المهمة لاقزامهم اللذين جلبوهم فوق ظهور دباباتهم ليتحكموا بهم على رقاب العراقيين بعد غزو جيشهم لها. فدباباتهم التي زحفت من شمال العراق والتي كانت تحمل على ظهورها رئيس جمهورية العراق الحالي السيد مسعود الطالباني (البدين) ورئيس اقليم الشمال السيد جلال البرزاني (المتخلف)، اللذان لهما تاريخ غني ومتوارث وبطولات مشهودة ليس في قتل وخطف الجنود العراقين وموظفي الدولة اللذين كانوا يعينون من قبل الدولة للعمل في مؤسسات الشمال العراقي فحسب، بل ان لهم اليد الطولى في تدمير وتهجير القرى الكردية وقتل ساكنيها، متعاونين في ذلك مع جحافل الافواج الخفيفة (الجحيش) او البيش مركة كما يعرفون انفسهم اليوم. وهكذا أمتطى البعض الاخر وكالابطال دبابات العدو التي زحفت من الجنوب للانتقام من العراق وأهانة شعبه، ومنهم مثلا السادة نوري الحكيم وعادل المالكي وعبيد المهيدي الجعفري وغيرهم، وطبعا لهؤلاء مثل اقرانهم قادة البيش مركة في الشمال تاريخ لامع، وفخر باقي مع بقاء كتًاب التاريخ الشرفاء، ليكتنب عنهم بأنهم كانوا قد شكلوا حزب الدعوة واسسوا جيشا في فترة الثامنينات من القرن الماضي واشتركوا في قتل الجندي العراقي الذي ورَطه صدام في حرب خاسرة ضد الجارة ايران، فلم يبقى امام الجندي مجالا الا ان يؤدي واجبه للدفاع عن وطنه ضد عدو رغم كونه يشاركه في الدين والعقيدة، ويماثله في المحنة. والتقى هؤلاء القادمون من الجنوب مع اولائك القادمون من الشمال في بغداد ليتقاسموا الكعكة فيما بينهم، وبهتة نسوا او تناسوا كل ادوارهم وتاريخهم الحقير، وتحولوا اناس يختفون خلف اقنعة مصطنعة يوهمون ويتهمون بأنهم ابطال واصبحوا يتكلمون بلهجة القادة الخيرون المصلحون! ولايزل الفرد محتار من امرهم ويتسأل هل هؤلاء اغبياء ام يتغابون لتمريرهذه اللعبة. وكم كان دور السيد هوشيار زيبرا مضحكا حين كان يتصرف وكأنه سياسي عراقي ومخلص حين تودده لوزير الخارجية الامريكي الذي بدوره كان يطبطب على ظهره ويقول له عافية ابني احنا راضين كل الرضا عنكم ( طبعا قالها باللهجة الامريكية القبيحة) كونه كان يؤدي خنوعه بأتقان معهود عنهم وعن امثالهم. ومن الجدير بالذكر بأن دولة بريطانيا لم تنسى مشكورة دورها في هذه العملية الحقيرة، فقدمت هديتها (علاوي) على علبة عيد ميلادية مغلفة بورقة مطرزة حمراء على لاجوردي مماثلة لالوان العلم البريطاني السقيم، بل وتفننت بأن تربطها بالربطة الصليبية الزرقاء لكي؛ اما ان يحمي المحروس علاوي او من ان يمنعه من ان يهرب اذا صلح امره، وطبعا سلمت بريطاني العلبة الثقيلة مع محتوها الثقيل الدم ليتناوب طارق وصالح الهاشمي في حملها وهما كما هو معروف من مخلفات الماضي. وقبل ان ننسى بان الخوئي كان هو الاخر، الشخصية ذي الاهمية البريطانية ولكن كان مصيره القتل على يد اشقائه في حزب الدعوة ذووا الوللأت الامريكية حيث لم تحطت له انكلترا كما احطاطت لعلاوي، وكذلك الباججي، والبقية المتبقية من بنوا فيصل حيث يبدوا وكان محنطا ولا ادري اين!- اما التركمان،فياعيني عليهم فقد أزيحوا من العملية السياسية كأزاحة الشعرة من العجين، وخلت التكويك السياسي وبفخر منهم، الا من اذلة وكلوا قد نصبوا من قبل الاطراف اعلاه، فحزب البعث مثلا احتلت مكان القلب في مركز جبهتها، وحزب الدعوة عينت موالين لها في مراكز حددوها ليتمكنوا بهم من شرخ وحدة الشعب التركماني، والاكراد طبعا تدفع لمن يؤمن لها مصالحها. اما الكلدو-أشورين: فطبلوا وزمروا للأحتلال منذو عهوده الاولى، فأبدوا ولاءا حميدا للأحتلال البرطاني حين تدنيسه للعراق في فترة العشرينيات بل وانخرطوا في الجيش الليفي البريطاني، والتي بدورها لم تقصر معهم، حيث وظفوا الكثيرين منهم في منشئات مهمة ومنها المنشئات النفطية والدوائر والمراكز الحكومية الاخرى وبمرتبات وامتيازات عالية فكانوا سببا مهما لايجاد فارق طبقي بين فئات المجتمع العراقي يعتليه المكون المسيحي! ولكن هذا لم تلبي طموح الكلدو- اشورين السياسي ولا الديني، اللذين كانت لهم اليد الطولى في تأسيس الحزبيين المجرميين الشيوعي والبعثي في العراق، علما بأن صدام حسين كان يدين لهم ذلك ولم ينكر فضلهم عليه فكان يقربهم اليه ويمتازون بخدمته وارضائه! وعلى كل حال يبوا ان الكلدو-اشوريين ادركوا يأن الوحوش في العراق كثار ومنافستهم صعبة مما يحدد من طموحاتهم بعد التميز المادي الذي كانوا قد حققوه، فاختاروا العيش الرغيد في بلاد الغربة فأثروا الهجرة والرحيل والابتعاد عن معانات العرق والعراقيين، ولكن هل يرضى فعلتهم هذا البابا في روما ؟ وهل الدول الصليبة التي لها خطط لعينة في المنطقة سوف تسكت على ذلك؟ وهل يمكن اعتبار هذا التصرف سبابا مبرر لتثير حافظة فرنسا مثلا ورئيسا العنصري ساركوزي لاستخدام التصريحات ضد السيادة العراقية المفترظة ؟