اصبح الحديث عن التحرش مؤخرا حديثا مبالغا فيه لدرجة أن بعض العجائز لا يتورعن عن سرد قصص التحرش بهن. الذي يمكن أن يتبادر للدهن متنوع , هل التحرش اصبح جديدا في مجتمعاتنا العربية؟ أم أنه اصبح مضاعفا عما كان؟ أم أن النساء لم يجدن من يعيرهن الاهتمام في الشوارع وأصبحن يجتهدن لإستصدار قانون يعاقبن به كل من يمر بهن غير مكترت, ليتهمنه بجريمة التحرش الجنسي؟ لقد سمعت في قناة مغربية حديث عجوز تجاوزت الخمسين, تزعم أن زميلها في العمل والذي عملت معه مدة 22 سنة, تحرش بها مؤخرا ولمرة واحدة بعد طول المدة التي قضتها معه. المرأة تدعي أنها ذات أخلاق وخلق حسن, وأنها متزوجة وام لأبناء, ودام تواصلها مع زميلها المدة المذكورة كلها, ولم يسبق له حسب زعمها أن تحرش بها أو حتى رغب فيها, لكنه مؤخرا فعل. الا يمكن أن يطرح أكثر من سؤال حول هذه الواقعة. هل المرأة صادقة في ادعائها هذا؟ هل يمكن لعازبة تعمل في نفس المكتب مع زميل لها, رغم كونها محجبة حسب زعمها, إذ لا أحد شاهد صورتها, رغم أن صوتها واضح ويمكن لكل من يعرفها أن يتعرف عليها من خلال صوتها, أن لا يحدث تجادب بينهما ولا تحرش؟ وأن يتحرش بها نفس الشخص بعد أن تفقد بريقها وتتجاوز الخمسين من عمرها؟ اليس في الأمر سر؟ خاصة إذا علمنا أن المرأة تطالب بطرد المستخدم معها من عمله؟ لقد كتب أحد المعلقين ممن ذكر أنه يعرف المرأة والرجل, وذكر أن الرجل وسيم وذا مال, وأنه خطب فتاة للزواج, وأرادت المرأة أن تفسد ذلك الزواج, غيرة منها ربما على عشيقها الذي كان يداويها أيام عزوبته, وبعد أن مل منها وأحست أنها ستفقده, اسطنعت تلك التهمة لتبعده عن خطيبته, لتبقيه تحت إمرتها, تخلد إليه كلما وجدت في نفسها حاجة إليه. الذي اعرفه عن شباب اليوم هو أن الفتيات يتحرشن بالرجال, تحرشا فاضحا, بل وإن القاصرات منهن يعترضن سبيل الرجال, خاصة منهم من كان يسوق سيارة, ويبدو عليه الولع بالنساء. يعترضن سبيله ويفرضن عليه تسليمهن رقم هاتفه, ويتحملن الاتصال به والالحاح عليه في رؤيته. لقد اصبح الرجال يسيرون في الشوارع ورؤسهم منحنية خوفا من النساء, لأن من كان منهم مستعدا لهن, فعليه أن يفرغ جيبه ويسير خاوي الوفاض, ويكون ممن يقبل أن تنفق عليه النساء ويرضى بذلك. أما من كان عكس ذلك فما عليه إلا أن يبتعد عنهن لأنهن بلا شك سيفقرته, وينفقن أمواله على غيره. التحرش اصبح فعلا نسائيا خالصا, وأصبح الرجال يمرون بهن خائفين وجلين, يسمعون الهمسات واللمزات, يمشون بحياء كما كانت النساء من قبل يمشين. اغلب النساء اليوم يخرجن للشارع معطرات صابغات افواههن ووجوههن, يملن يمينا ويسارا, ويحركن اخصارهن في كل الاتجاهات, معلنات أنهن راغبات, ومن لم يبدي اعجابه ولو بنظرة خاطفة او بكلمة اعجاب, فالويل له كل الويل. يرمقنه بنظرة احتقار, ويعتبرنه عاجزا أو ضعيفا وفي أحسن الأحوال فهو عبد لزوجته لا يقدر على النظر لغيرها. ورغم ذلك فهن يشكينه لزوجته, ويقلن عنه أنه يعاكسهن, يحرضن عليه زوجته, لتجبره على معاكستهن من حيث لا تعلم. حدثني أحد المعلمين ممن يعمل في احدى البوادي, أن زميلا له وسيما ورعا تقيا, يتعفف عن النظر في النساء والفتيات, في حين كان زميل آخر معه, كان محبا للنساء, يداويهن كلما طلبن منه ذلك, ويتلقى منهن المكرمات والهدايا, من الدجاج البلدي والبيض والعسل والسمن, وكل ما لد وطاب من طعام البادية. الأول اطلقن عليه إشاعة أنه يتحرش بهن, وأصبح منبودا ومحاصرا من الرجال, يراقبونه في كل حركاته وسكانته, والآخر يشكرنه ويعلقن عليه وكأنه ملاك يمشي فوق الأرض وأصبحت له كامل الحرية للسير في القرية في أي اتجاه يريد من غير مراقبة. السبب هو أنه أدرك عقلية النساء, وعلم أن من يترفع ويتعفف عليهن, يتهمنه, ومن يستجيب لهن يرفعنه لدرجة الملاك. ايها الرجال استعدوا لصدور قانون جديد, يعاقبكم على عدم التحرش بالنساء, بل سيجبركم على الزنى بهن, وإلا يكون مصيركم مصير يوسف عليه السلام. قد يبدو للبعض أن بعض التصرفات التي تصدر من بعض الرعاع والمجرمين, على أنها تحرش والحقيقة أنها عنف واضح وعدوان على بعض النساء المحترمات.