بدأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى الجمعة فى فيلنيوس اجتماعا فى محاولة "لتنسيق" ردهم على استخدام أسلحة كيميائية فى سوريا وسط خلافات تتعلق بجدوى تدخل عسكرى. وقال وزير الخارجية الليتوانى ليناس لينكيفيسيوس الذى تتولى بلاده رئاسة الاتحاد حتى نهاية العام "نحتاج إلى مزيد من التنسيق لمواقفنا". وبدأ الاجتماع فى غياب وزيرى خارجية فرنسا لوران فابيوس وألمانيا جيدو فسترفيلى اللذين يحضران قمة العشرين فى سان بطرسبورغ. وكان فابيوس صرح على هامش قمة مجموعة العشرين أنه يتوقع من اجتماع نظرائه الأوروبيين الجمعة والسبت فى فيلنيوس أن تقر أوروبا "كحد أدنى" بمسؤولية نظام دمشق فى "المجزرة" المرتكبة بالأسلحة الكيميائية التى وقعت فى 21 أغسطس. ودعا فابيوس إلى "موقف أوروبى" مشترك مشيرا إلى إن على الاجتماع "كحد أدنى" أن "يقر على أساس الأدلة التى قدمت إليه بان نظام (الرئيس السورى) بشار الأسد هو مرتكب هذه المجزرة" التى أوقعت أكثر من 1400 قتيل فى ريف دمشق بحسب أرقام واشنطن. وقال فابيوس: "المسالة تكمن فى معرفة ما إذا كان من الممكن التوصل إلى موقف أوروبى إم أن أوروبا غير قادرة على اتخاذ موقف" معتبرا أن "هذا الموقف يجب أن يقول كحد ادنى: إننا ندين استخدام أسلحة كيميائية ونستخلص استنادا إلى الأدلة المقدمة ألينا إن نظام بشار الأسد هو مرتكب هذه المجزرة". وأبدت دول كثيرة فى الاتحاد الأوروبى منها النمسا وأيرلندا وهولندا وعدد من الدول الاسكندينافية التردد حيال اللجوء إلى عمل عسكرى، من بين المترددين الدنمارك وقبرص فيما تريد إيطاليا وبلجيكا تبريرا قانونيا صائبا لاستخدام القوة. إما ألمانيا فتريد دعم الولاياتالمتحدة لكن فرنسا تشكك بفوائد الضربات المحددة الأهداف. وأكد رئيس مجلس أوروبا هيرمان فإن رومبوى أن "لا حل عسكريا للنزاع السورى" معتبرا إن "حلا سياسيا وحده يمكن أن يضع حدا لإراقة الدماء المروعة هذه.. حان الوقت للأسرة الدولية لتخطى خلافاتها وجلب إطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات". وتعليقا على تصريح رئيس الاتحاد الأوروبى هذا، قال فابيوس إن الجدل الذى أثاره هذا الموقف انتهى الآن. وأوضح "قال لى هذا الصباح أسيء فهمى لأن ما أردت أن أقوله هو أنه ينبغى إيجاد حل سياسى وآخذ علما بذلك". وكان وزير الدفاع الليتوانى يوزاس أوليكاس الذى تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى صرحا أن "جميع الوزراء نددوا باستخدام أسلحة كيميائية" واتفقوا على "وجوب أن يتحمل الذين استخدموها المسؤولية". وأكد وجود "مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الأسلحة الكيميائية استخدمها النظام" السورى. وحول الأسس لتوجيه ضربات من أجل "معاقبة" دمشق، قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن ملخصا المعضلة التى تواجه عدة عواصم "إنه من المؤسف لعدد كبير من الدول أن يكون عليها الاختيار بين موقف فرنسا وأميركا اللتين تشكلان مرجعا فى ما يتعلق بتفسير القانون الدولى من جهة، والقواعد الأساسية للأمم المتحدة من جهة أخرى". ويفترض إن تصدر آشتون بيانا السبت فى ختام الاجتماع الذى دعى إليه وزير الخارجية الأميركى جون كيرى.