امام بحور الدماء التى سالت لابد ان نقف امام دماء الابرياء فقط منها بكل خشوع وخوف داعين لها بالفردوس الاعلى، فهناك قلوب تبكى دماء واعتصرها الالم على دماء ذويها التى سالت، فللموت حرمات لابد ان نحترمها خوفا من يوم سنقف فيه موقف عظيم بين يدى الله يوم الممات، فما بالنا لو كنا قد رأينا يوما صاحب تلك الدماء يبتسم ،يتحرك، يرد علينا السلام ،نسأله فيجيبنا وننظر فى عينيه فنجد ابتسامته تملأ العين والوجه، ملعونة انتى ايها السياسة! دنيئة انتى ايها الدنيا!، كم احلم الآن ان امتلك آلة تمثل الزمن اعود بها الى الوراء كى اذهب إليك الى هناك، الى رابعة العدوية، لمحاولة إقناعك _وانى اعلم بأنك لم تكن يوما فى تنظيمهم_ بأن الامر لا علاقة له "بحرب على الإسلام"، ولكن هيهات فقد قضى الامر وسالت دمائك وصعدت روحك وانت صائم الى السماء لتهز عرش الاتحادية ، انه "اشرف" ابن قريتى،فمن قتلك يا صديقى؟!، وكم من أم بعد فض الاعتصام تحجرت دموع عينيها لتسقط من قلبها بدلا منها دماء بعد ان سمعت خبر رحيل فلذة كبدها الذى كان معتصما بريئا وسط اعتصام غير سلمى فيه مجموعة من القتله وعبيد السلطان، او كان فلذة كبدها شرطيا كان يحمى مكانه سحل على يد مصاصي دماء، او جنديا فى سيناء قتل على يد إرهاب غاشم، وعندما استمعت لخبر الرحيل هرولت لتحاول الخروج من المنزل لتصرخ لتهز صرختها الدنيا بما فيها وقد تكون عندما حاولت الخروج نسيت اين باب الخروج الذى طالما خرجت منه ودخلت آلاف المرات الا ان هذه المرة تختلف عن كل مرة ففى هذه المرة "ابنها مات". فى سيناء عندما جعلوهم ينبطحون ارضا رغم انهم كانوا دائما مرفوعي الهامة يحملون السلاح لحماية ارض الوطن، الا انهم كانوا فى هذا اليوم عزل فقيدوهم من ايديهم وجعلوا وجوههم على الارض لتأتى الرصاصة لتخترق الرأس تلو الرأس، ومابين اختراق الرصاصة الرأس الاولى وانتظار الرأس الاخرى دورها لحظات مميته انفجرت فيها الدماء لتعلن غضب السماء، تلك الدماء كلنا نعلم متى واين تم التخطيط لها ؟؟ ويسأل البلتاجى وجماعته واعوانهم فى سيناء كيف دبروا بليل امر سقوط تلك الدماء الطاهرة ؟ وساعة حساب كل خائن من هؤلاء اقتربت ، اما من سقط شهيدا من الشرطة فى انحاء البلاد يوم فض الاعتصام يتحمل مسئوليته مجلس دفاع وطنى لم يكن على قدر المسئولية اتخذ قرار الفض ولم يؤمن المنشآت الحيوية وترك كرامة البلاد تهان على يد قتلة ،ووزير داخلية فاشل لابد ان يختفى من المشهد فورا، هذا الوزير كان يعلم ان الساعات التى سبقت يوم فض الاعتصام كان هناك حركة تنقلات داخلية للكثير من مأمورى وضباط الاقسام الذين فوجئوا بخبر الفض وعندما تم الهجوم عليهم واستنفذوا ما كان معهم من ذخيرة فالكثير منهم عندما حاول الهرب كان لا يعلم خبايا مداخل ومخارج تلك الاقسام لان هذا اليوم كان بالنسبة لهم اول او ثانى يوم عمل، ذلك الوزير الذى كان عليه تآجيل تنفيذ حركة التنقلات وابلاغ ضباطه لاخد احتياطهم ترك رجاله لقمة سائغة لارهاب قاتل لا يعلم شيئا عن قواعد الانسانية ،ترك حياة رجاله وكرامتهم وانسانيتهم تنتهك على يد مجموعة من الرعاع ، ان مشهد سحل الضباط واغراقهم فى دمائهم وكذلك مشهد حرق الكنائس لا علاقة لهما بالاسلام وسيظلان وصمة عار فى جبين من ظن نفسه يوما يعلم شيئا عن الاسلام ،ولابد من محاكمة كل من تواجد امام اقسام الشرطة او الكنائس من تنظبم الاخوان او انصارهم فالذين فعلوا ذلك لابد ان يدفعوا الثمن غاليا. اما انت يا صديقى،،، انى اعلم ان هناك ابرياء سقطوا معك فى هذا الاعتصام، فمن قتلك؟! هل هو صاحب تلك الرصاصة التى اخترقت جسدك لتزفك الى السماء شهيدا ؟! انى اعلم جيدا ان هناك قوه مفرطة استخدمت من قبل اجهزة الامن، ولابد من تحقيق عادل مستقل يخضع له الكبير قبل الصغير يتولاه النائب العام بنفسه وإلا عليه الرحيل ليوضح لنا الحقيقة كاملة، واول من يخضع لهذا التحقيق وزير الداخلية ليوضح لنا خطته البديلة التى وضعها فى حالة تعرض قواته للرصاص قبل فض الاعتصام فهل كان البديل فتح النار على الجميع؟! لأن كلامه ان القوات فوجئت باطلاق الرصاص غير منطقى بالمرة، فكيف المفاجأة والقاصى والدانى كان يعلم ان الاعتصام به من يحمل السلاح؟! انى ارى ان من كان قادرا على قنص احدى الفتيات التى ظهرت فى احد الفيديوهات واقفة بين مئات وقيل انها ابنة البلتاجى كان قادرا على قنص كل من يحمل سلاح فى مقتل ،وكان قادرا بدلا من توجيه الرصاص الى الكل فى مقتل ان يوجه رصاصته لمن لا يحمل السلاح الى القدم ليشل الحركة فقط لا ان ينهى الحياة،لذلك لابد من التحقيق الفورى حتى نفهم ملابسات ما حدث، ولكن يا صديقى هل صاحب تلك الرصاصة هو القاتل الحقيقى ام من حاول _ونجح فى ذلك_ طوال كل الفترة التى سبقت فض الاعتصام ترسيخ داخل الابرياء امثالك ان الامر متعلق بالاسلام وان وجودكم هناك افضل عند الله من زيارة الكعبة ،وان سيدنا جبريل نزل يوما من السماء ليصلى الفجر فى مسجد رابعة العدوية ،وان السيسى الآن فى ورطة وان خارطة الطريق فى مهب الريح وانهم اصبحوا الاكثر عددا والاقوى سياسيا على الارض وان السيسى لا مجال امامه الا اعادة مرسى ،بل ووعد الابرياء ان مرسى سيعود للعرش غدا وعندما يآتى غدا بدون جديد يعدهم بغد جديد وعندما يآتى الغد الجديد بدون جديد يعدهم بغد آخر حتى ضاعت الايام وجاءت اللحظة التى ضاعت فيها الحياة ،وعندما حانت تلك اللحظة فمن كان يلهب مشاعر البسطاء بالشعارات الرنانة وان وجوده ووجودهم هنا طمعا فى الشهادة ودفاعا عن الاسلام وانه شخصيا لن يقبض عليه الا جثة هامدة وان فض الاعتصام دونه رقبته فبدلا من ان يقف ليواجه اللحظه الحاسمة ظل يردد نفس الشعارات هو وغيره التى تطالب الابرياء بالصمود ولا يستمعوا لنداءات الشرطة للمعتصمين بالخروج الآمن ،هذه المرة لم يكن ترديده لنفس الشعارات طلبا للشهادة كما كان من قبل لان اللحظة الحاسمه ستكشف شجاعته لا محالة، انما اراد ان يحمى ظهره بجثثهم ليهرب هو كالفأر! وعندما قبض عليه اصبح فجأة مع عزل مرسى بعد ان مثل للابرياء دور الاسد على المنصة، فهل هذا هو القاتل الحقيقى ام صاحب الرصاصة الغادرة؟ ان من اطلق عليك الرصاص قد تكون سيطرت عليه لحظات خوف على حياته اثناء فض الاعتصام فاطلق الرصاص دون تدقيق ولابد ان يحاسب على هذا، ولكن هل هو القاتل الحقيقى ام من ادعى انه جاء لتطبيق الشريعة وتناسى ان سيدنا الحسن حفيد رسولنا العظيم تنازل عن الخلافة لمعاوية ابن ابى سفيان حقنا للدماء اما من ادعى تطبيق الشريعة قال ان "السلطة فدائها حياتي" وكان يعلم ان حياة غيره من مؤيديه هى التى ستضيع لا حياته هو ! لقبتك بصديقى رغم انه لم تربطنى بك علاقة عميقة فاسمح لى ان اناديك بذلك، ابتسامتك لم تفارق الجميع،هؤلاء الذين حاولوا التجارة بدمائك اثناء جنازتك انت برئ منهم، هؤلاء الذين ارادوا حرق مصر وادخالها الى نفق مظلم يوم الجمعة التى تلت فض الاعتصام انت برئ منهم، هؤلاء الذين خرجوا يوم فض الاعتصام لينشروا الفساد فى الارض لم يخرجوا من اجلك ،فقد خرجوا بمخطط سابق بمجرد سماعهم بخبر محاوله الفض دون الانتظار هل سيسقط ابرياء ام لا، فقد خرجوا للدفاع عن وجودهم وسلطانهم الذى زال، الى الجنة يا صديقى