منذ عدة شهور يدور في الوسط السياسي المصري كلاما كثيرا حول انتخابات مجلس الشعب القادمة وقد صدرت تصريحات وتحليلات ومواقف كثيرة عن احزاب وتيارات سياسية وحركات ومجموعات وأشخاص طرحو انفسهم كدعاة وداعمين للتغيير. تباينت هذه التصريحات والمواقف ما بين مشاركين في الانتخابات ومقاطعين لها وكلا دافع عن موقفه بإستماته شديدة بما يتماشي مع رؤيته ومصالحه السياسية . كنا نتمني بالطبع ان تعلن كل القوى السياسية الموجودة علي الساحة مقاطعتها للانتخابات البرلمانية القادمة ، ساعتها فقط كان سيحدث فراغا سياسيا كبيراً لن يستطيع النظام المصري سده ، وستسقط ورقة التوت التي تسطر عورته ، إلا ان هذه الامنية لم تتحقق لانها ظلت خلال الفترة الماضية في موضع الامنية ولم تقدم آياً من القوى السياسية الداعمة لفكرة المقاطعة مبادرة عامة بدعوة كل القوي السياسية الي فتح مناقشات وحوارات موسعة حول المقاطعة وأهميتها وهذا طبعا يوضح بشدة انه ليس هناك اصلا آليات للحوار بين مختلف قوي المعارضة في مصر. وبم ان فكرة المقاطعة العامة للانتخابات لم تتحقق ، فعلينا ان نتعامل مع الواقع. الواقع يطرح موقفين اساسيين...... اولهما : مقاطعة الانتخابات ويتبني هذا الموقف احزاب الغد والجبهة والعمل والوسط بالاضافة الي الجمعية الوطنية للتغيير وكفاية وبعض مجموعات التغيير الاخري. اما الموقف الثاني : فهو المشاركة في الانتخابات ويتبني هذا الموقف احزاب النجمع والناصري والكرامة والوفد بالاضافة الي جماعة الاخوان المسلمين. اننا لا ننحاز الي اصحاب احد الموقفين عن اصحاب الموقف الآخر. إن لدينا رؤيتنا الخاصة في التعامل مع الانتخابات القادمة...قبل ان نطرح هذه الرؤية لابد ان نتناول الموقفين السابقين بشيء من التفصيل. من الاحزاب التي تبنت فكرة المقاطعة حزب الغد ورغم ذلك يطرح مرشحا في الانتخابات الرئاسية القادمة صحيح انه اشترط اجراء تعديلات دستورية خاصة بشروط الترشيح والمراقبة علي الانتخابات وغيرها إلا أنه قد بدءا حملته الانتخابية دون ان ينتظر التعديلات الدستورية المطلوبة وهذا يعني انه قد قرر خوض الانتخابات الرئاسية القادمة سواء تمت التعديلات الدستورية او لم تتم ورغم احترامنا الكبير للدكتور ايمن مرشحا للغد الا اننا نتسائل.... اليست هذه شيزوفرينيا سياسية ايها السادة . من الحركات التي تبنت ايضا فكرة المقاطعة الجمعية الوطنية للتغيير وأذا نظرنا الي القوى السياسية المكونة للجمعية ، فسنجد ان من بينها مثلا الحزب الناصري والاخوان المسلمين والحزب الشيوعي المصري وهؤلاء قرروا المشاركة في الانتخابات بهياكلهم السياسية بينما قرروا المقاطعة من داخل الجمعية أليس هذا موقفا أكثر شيزوفرينيا . اما بالنسبة للموقف الثاني الذي تبني اصحابه المشاركة في الانتخابات فأننا نرى ان عليهم التزامات كثيرة سنتناولها لاحقا . رؤيتنا في التعامل مع الانتخابات القادمة : اننا نرى ان هناك معركة انتخابية بدأت مقدماتها منذ اسابيع من خلال الدعاية الانتخابية وسوف تشتد هذه المعركة ويزداد لهيبها في الاسابيع القليلة القادمة ، ونحن نؤكد انه ليس هناك طريقة امام كل من يناضل في معركة الديمقراطية الا ان يشتبك وبقوة مع هذه الانتخابات. من هم المعنيون بالاشتباك ؟ ان مطالبة مجموعة معينة هنا او هناك بالقيام بهذا الاشتباك بمفردها بصرف النظر علي انه يمثل عبئا كبيرا علي هذه المجموعة ، فإنه عملا فرديا لا يمكنه ان يأتي بالنتائج المرجوه من هذا الاشتباك ، لذا يجب علينا اجراء اتصال مباشر وسريع بحركات ومجموعات كثيرة طرحت نفسسها علي الساحة السياسية في القاهرة والاسكندرية وعدد من المحافظات الاخري "شباب 6 أبريل _ حشد _ العدالة والحرية _ وفديون مع التغيير_ شباب الفيوم مع التغيير.........._..........._...........إلخ بالاضافة الي شباب الاحزاب والأخوان المسلمين إن أمكن هذا. إن هذا الاتصال سيخلق نوعا من الألتفاف حول ما اسميناه الأشتباك مع الانتخابات. كيف يكون هذا الأشتباك؟ أذا ما نجحنا في بناء هذا التحالف او الالتفاف حول فكرة الاشتباك فإن آليات عمل كثيرة يمكن ان تطرح وتنفذ بنجاح ، وبالتأكيد لا يمكن لمثل هذه الورقة ان تحدد كل الأليات والأفكار التي يجب ان تطرح ولكن يمكننا ان نشير الى بعض هذه الافكار فقط كمجرد أمثلة: 1.نستطيع ان نصدر بيانات تحت عناوين مختلفة ومتنوعة مثلا:(لماذا نقول لا لمرشحو الحزب الوطني)نوضح فيها ان اعضاء الحزب الوطني اصحاب الاغلبية في مجلس الشعب في الدورة الماضية والدورات التي سبقتها لم يمارسوا دورهم التشريعي ولا الرقابي علي الحكومة ، ولم يدافعو عن مصالح الجماهير انما أضرو بهذه المصالح ففي عهد اغلبيتهم تم تجديد قانون الطوارئ الذي يستخدم ضد كل صاحب رأي حر او معارض لسياسات الحكومة ، كما تم تمرير قوانين تمثل اعباء اجتماعية علي الشعب مثل قانون الضرائب العقارية والرسوم الزراعية ومحاولة تمرير قانون التأمين الصحي الجديد الذي يحول الخدمات الصحية الي سلعة تباع للقادرين وتمنع عن غيرهم والغاء الدعم علي السلع الاساسية والتستر علي الفساد الي آخر الامثلة التي توضح تواطيء هؤلاء الاعضاء مع حكومة رجال الاعمال ضد مصالح الجماهير. علي ان تصاغ هذه البيانات بأسلوب سلس وشكل مبسط وأن يتم فتح نقاش اثناء توزيعها . 2.شن حملات دعائية ضد اباطرة الحزب الوطني ورموزه داخل دوائرهم الانتخابية متي امكن هذا. 3.ان نقوم بدعم ومساندة مرشحوا الاحزاب والتيارات السياسية المعارضة والمستقلين ممن نري في برامجهم حدا ادني من التوافق مع مطالبنا السياسية والاجتماعية مع مراعاة الفصل بين مساندة هؤلاء المرشحين وحملات الدعاية ضد رموز الحزب الوطني. ورغم دعواتنا الي مساندة مرشحوا الاحزاب والتيارات السياسية المعارضة الي اننا نري ان علي هذه الاحزاب وهي التجمع والناصري والوفد بالاضافة الي جماعة الاخوان المسلمين أن يلتزموا بعدم ابرام صفقات مع النظام من اجل كسب بعض المقاعد الانتخابية وان يلتزموا ايضا بأتخاذ مواقف قوية في حالة ما اذا تم تزوير الانتخابات وعدم الاكتفاء باصدار تصريحات وبيانات جوفاء تندد بالتزوير ، انما عليها ان تتخذ اجراءات مربكة للنظام تبدأ من شكوة النظام والاحتكام دوليا وتنتهي بتجميد او حل كياناتها السياسية(وهذا طبعا فيما يخص الاحزاب) . سوف يري الكثيرون ان هذا الكلام مجرد جملا ثورية ونحن لا ننكر ثورية هذا الكلام-طبعا في اطار فهمهم لمعني الثورية- كما اننا لا نفترض اطلاقا وجود تلك الثورية داخل قيادات هذه الاحزاب ، إنما نراهن أن يلعب التحالف الشاب الذي تحدثنا عنه في البداية دور المحرك الرئيسي بما لديه من مرونة وقابلية للتوسع وامكانية لاحتواء كل العناصر الراديكالية داخل الاحزاب والتيارات السياسية وحركات التغيير المختلفة. وهذا يستلزم منا وفورا فتح قنوات اتصال بيننا وبين قيادات وكوادر هذه الاحزاب والتيارات وعقد ندوات وحلقات نقاشية معهم حول العملية الانتخابية وموقفهم اذا ما تم تزوير الانتخابات. وهذا من شأنه ان يدفع هذه الاحزاب تحت ضغط من اصوات حية من داخلها وخارجها ان تتقدم خطوة في طريق النضال الديمقراطي ضد النظام وهذا من شأنه ايضا ان يجعل من نتائج الانتخابات بداية جديدة للنضال الديمقراطي . "حركة شباب الفيوم مع التغيير"