( ادعوكم إلى إسلام مسالم بلا فقهاء يحرضون ضد كل الآخرين .. وبلا طوائف .. وبلا تحزبات .. وليكن كل مسلم منا مسلما مسالما يحترم الآخرين ويحترمه الآخرون كما أراد سبحانه في القران الكريم ) لقد ذكر سبحانه وتعالى لنا عبارة (( حدود الله )) عدة مرات في القران الكريم ولكنه لم يخول من البشر أحدا بمعاقبة من يتجاوز حدوده إنما حصر تلك العقوبات بذاته الجليلة فقط .. وحتى رسول الله لم يخوله سبحانه بمعاقبة من يتجاوز حدود الله .. وبما يخص جلد الزاني والزانية وقطع يد السارق فانه لم يسمها ضمن وصف عبارة (( حدود الله )) . ولتأكيد ما ذهبت إليه هنا من أن تطبيق عقوبات على ما يسمونه تجاوز (( حدود الله )) هي جريمة بحد ذاتها يقوم بها الحكام أو الفقهاء المسلمون فأنني أبين لكم يا سادتي الكرام أن في القران الكريم وردت عبارة (( حدود الله )) إحدى عشر مرة .. ووردت كلمة (( حدوده )) مرة واحدة في القران الكريم أيضا . فقد وردت عبارة (( حدود الله )) أربع مرات في الآية الكريمة رقم 229 من سورة البقرة . ووردت عبارة (( حدود الله )) مرتين في الآية الكريمة رقم 230 من سورة البقرة . ووردت عبارة (( حدود الله )) مرة واحدة في الآية الكريمة رقم 13 من سورة النساء . ووردت عبارة (( حدود الله )) مرة واحدة في الآية الكريمة 97 من سورة التوبة ووردت عبارة (( حدود الله )) مرة واحدة في الآية الكريمة رقم 112 من سورة التوبة . ووردت عبارة (( حدود الله )) مرة واحدة في الآية الكريمة رقم 4 من سورة المجادلة . ووردت عبارة (( حدود الله )) مرتين في الآية الكريمة رقم 1 من سورة الطلاق وأخيرا وردت كلمة (( حدوده )) وهي تعني أيضا حدود الله في الآية الكريمة رقم 14 من سورة النساء. وجميع هذه الآيات الكريمة التي وردت بها عبارة (( حدود الله )) قد ذكر فيها سبحانه إما تبشيرا للمؤمنين الذين يحفظون حدود الله .. او عذابا للكافرين الذين يتجاوزون حدود الله ولكنه سبحانه لم يخول رسوله ولا فقهاء المسلمين وحكامهم في الآيات التي وردت فيها ذكر عبارة (( حدود الله )) أن يكافئوا المؤمنين أو يعاقبوا الكافرين .. إنما ترك ذلك لذاته الجليلة فقط مثلما حصر نسخ الآيات بذاته الجليلة فقط أيضا . وأمامكم يا سادتي الكرام الآيات الكريمة التي ذكرتها أعلاه والتي فيها بما يخص وعد الله وتوعده العبارات التالية .. (فأولئك هم الظالمون ) وكذلك عبارة(يبينها لقوم يعلمون ) وأيضا ( وللكافرين عذاب اليم ) وكذلك ( يدخله نارا خالدا فيها ) وجميع هذه العبارات تخص جلال الله وحده ولا تخص رسولا أو فقيها أو حاكما .. وأما عبارات الوعد للمؤمنين في نفس الآيات التي ذكرتها فمنها ( ذلك الفوز العظيم ) ومنها ( وبشر المؤمنين ) وهذه أيضا تخص ذات الله الجليلة حصرا .. ويمكنكم قراءة الآيات بالتفصيل في القران الكريم فليس فيها أي تخويل لرسول أو تخويل لفقيه .. أو تخويل لحاكم بتطبيق (( حدود الله )) على الآخرين ومعاقبة من لم يطبقها أو مكافأة من يطبقها . من أين جاءنا فقهاؤنا بحدود الله المبتكرة التالية والتي لم يمنحها سبحانه وصف (( حدود )) .. ومن أين جاءونا بمقدار العقوبة لكل حد من هذه الحدود وأسموها عقوبة شرعية والتي من هذه الحدود التي ابتكرها فقهاؤنا هي :- 1- حد القتل العمد .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 2- حد الحرابة .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 3- حد الزنى البكر .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 4- حد الزنى المحصن .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 5- حد المسكر .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 6- حد السحر .. وعقوبته كذا(ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) 7- حد ترك الصلاة .. وعقوبته كذا (ولكنها تختلف من فقيه لآخر ) ويدعي فقهاؤنا الأجلاء أن هذه العقوبات التي هم وضعوها ومنحوها اسم ((عقوبات شرعية )) وهي لا تمت بصلة إلى شرع الله إنما هي من شرعهم فقط .. نعم هم يدعون أن هذه العقوبات تردع المجرم .. وتمنع المنحرف .. وتزجر من تسول له نفسه الفساد والإفساد .. وتمنع ما كانت عليه الجاهلية من ثارات وانتقام .. وفيها مقاصد عظيمة لأمن وسعادة المجتمع الإسلامي . فبالله عليكم يا قرائي الكرام .. هل تجدون مجتمعاتنا الإسلامية ومازال فيها فقهاؤنا يطبقون حدود الله فهل ارتدع بيننا مجرم .. وهل امتنع بيننا منحرف .. أم هل تراجع مسئول عن فساده وإفساده .. أم هل ان مجتمعاتنا قد تخلت عن الثارات والانتقام .. ام هل تحققت السعادة والأمن في ظل فقهائنا الكرام وحوالينا فقهاؤنا يحرضوننا على كل الآخرين . تحياتي ومحبتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا .