امتلأ صدري ضيقا وحزنا حينما سمعت فى أحد البرامج التليفزيونية عند استقبالهم اتصال من أحد المشاهدين و امتلأت بعلامات التعجب حينما سأل المتصل شيخ الحلقة سؤالا وهو ( يا فضيلة الشيخ إنني أتصدق وأصوم ولكن لا أستطيع الصلاة!!) فسأله الشيخ لا أفهم مقصدك ؟ كيف لا تستطيع ؟! فقال المتصل إنني أنوى الصلاة وأتوضأ ولكن حينما أعتزم لأصلى أرجع للخلف دون أن أصلى !! وقال المتصل أيضا ( هل لى أن اخرج الصدقات والزكاة ولكن لا أصلى ويغفر لى ربى حيث أن هذا الشئ ليس بإرادتي ؟ فتعجبت من المتصل كيف له أن يستسلم بكل هذه السهولة للشيطان اللعين ؛ فسألت نفسي ما الذى حمله على اليقين بأنه لا يستطيع الصلاة بمعنى أن المسلم اذا نوى الصلاة فمهما كانت وساوس الشيطان الرجيم فهو ينتصر عليها لأنه سوف يكون بين يدى الله أما هذا الشخص فقد ملأ نفسه باليقين بأن هناك شئ خفي يجعله غير قادر للصلاة فاستسلم لهذا ولكنه نسى أن الله عز وجل قد ملأ الإنسان بالعزيمة والإرادة فمثلا لو أن هناك طالب يمتحن امتحان الشهادة الثانوية وقد اخفق فى أول اختبار له فليس هناك أمامه سوا طريقين ليختار أحدهما فيسلكه الأول هو الاستسلام ومن ثم ضياع مستقبله والثانى هو أن يحمد الله فى السراء والضراء وليضاعف ساعات مذاكرته ومن ثم يعود لتوازنه . وايضا مثل فتاة ليست بجميلة ونراها تمتلك ثقة بالنفس لاحدود لها وبداخلها ثقة اكبر بأنها هى الأجمل ونرى أخرى قد انعم الله عليها بالجمال ولكن ثقتها متزعزعة وترى دائما بأن هناك الأجمل والأفضل . أريد أن أصل الى أن الإنسان هو الذى يملأ نفسه يقينا بالأشياء سلبية كانت أو ايجابية كانت فلو هذا المتصل قد تحدى شيطانه وأكمل صلاته ووقف بين يدى الله وقال فى نفسه لن أترك نفسى للشيطان اللعين وبعدها بدأ بالتكبير وأقام صلاته ودعى الله عز وجل بأن يهده ويجعله دائما على السراط المستقيم ويبعد عنه كل مايبعده عن رضى الله ويعوذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم والله عز وجل سوف يستجيب له حيث ان الله الرحيم قال ..(ادعونى أستجب لكم( ولنعلم أن الإنسان حينما يعمل خير كان يحاربه الشيطان فى عمله ولكنه انتصر عليه وأصر على فعل الخير واستعان بالله العلى الرحيم كان ثوابه عند الله عظيما ......................