أن الجانب الروحي أو التربية الروحية عند الانسان المسلم له دور كبير في بناء شخصية مرتبطة بكل أحاسيسها ووجدانها ونفسها وروحها وكيانها وكل حواسها يكون لها ارتباط مع الله سبحانه وتعالى ارتباط منسجم وذوبان في حب وطاعة المولى عز وجل , والجانب الروحي في شخصية الانسان المسلم يتمثل في مجموعة من العناصر النفسية الداخلية المنشدة الى الله تعالى.. والمرتبطة به، بصائر وعواطف، وارادة , حيث الايمان بالله تعالى , واطمئنانك له، وخوفك، ورجاؤك منه، وحبه، وحب المؤمنين، والاخلاص والصبر، والزهد، وامثال ذلك من المعاني التي يتشكل منها الجانب الروحي. ولا ننسى انه توجد جوانب أخرى تتعلق بالتربية الروحية ولها تأثيرها الكبير والخاص , كالصلاة وقراءة القران وزيارة أئمة اهل البيت (عليهم السلام ) ومناجاة والدعوات لهم (عليهم السلام ) ومن خلالهم الى الله سبحانه وتعالى . يكون لها الدور الكبير في تغير ذلك السلوك عند الانسان وربطه في سلوك التربية المعنوية الروحية حتى يصل الى الكمال , فالصلاة وأقامتها في أوقاتها لها الدور الأول وكذلك قراءة القران الكريم له الدور التنمية الروحية والكثير من المستحبات ايضآ لها الدور كصلاة اليل وغيرها من مستحبات لها الدور في تنمية تلك التربية الروحية عند الانسان المسلم , كذلك الصيام كصيام شهر رجب وشعبان ورمضان والدور الكبير للتربية والسلوك عند الانسان , أذن التربية الروحية لها مفاهيم كثيرة وطرق عديدة في الاسلام فهي اساس سلوك الانسان المسلم الصالح , حتى الاخلاق الحسنة ميزة من ميزات تلك التربية وقد حث أهل البيت (عليهم السلام ) من خلال أرشاداتهم ونصائحهم وأقوالهم في الامة حتى تسلك مسلك الخير والنجاة من خلال تربيتها على الأسس الصحيحة في الاسلام وتنميتها فكريآ وروحيآ وعقائديآ وأخلاقيآ , فقد أكد الاسلام على التربية الروحية والاخلاقية وأكد السير فيهما ,ومن خلال عدة طرق أهما هو الصلاة وقراءة القران الكريم , فالصلاة وقراءة القران لهما الدور الكبير في التربية النفسية عند الانسان وقد أكد القران الكريم ((أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا )) سورة الاسراء / الاية (78) وهنا تأكيد تام على أقامة الصلاة وقراءة القران لانهما لهما فضائل عديدة منها كفارة الذنوب , حيث ذكر عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه وال وسلم ) قال : (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر) والكثير من الاحاديث والاقوال والرويات تؤكد فضل الصلاة وقراءة القران ودورهما في التربية الروحية عند الانسان , لكن اليوم ولشديد الاسف نشاهد أن الصلاة قد تركت والقران قد هجر في مجتمعنا المسلم مهما ولد الكثير من المشاكل النفسية والانحرافات الاخلاقية والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى , فترك الصلاة وقراءة القران الكريم يولد الانحراف عند الانسان المسلم من حيث لايعلم , زنشاهد ونسمع اليوم الكثير من المشاكل والامراض التي لاتعالج الا عن طريق القران الكريم بل يوجد من ترك الصلاة فمرض وبعد رجوعه لها شفي من ذلك المرض , وقد أكد سماحة المرجع العراقي العربي السيد الحسني الصرخي (دام ظله ) ودوره في الارشاد التربوي الروحي والمعنوي وتأكيده على الصلاة وقراءة القران والصيام والمستحبات حيث ذكر في قوله (دام ظله ) : (( أننا نلزم الجميع بل نوجب عليهم قراءة جزء من القران كل يوم وزيارة عاشوراء كل يوم وزيارة ائمة الهدى (عليهم السلام ) حسب الايام وصيام 7 ايام من رجب و7 ايام من شعبان قدر الامكان , وقراءة دعاء الجوشن الصغير كل ليلة جمعة أضافة الى أعمال شهر رمضان المبارك وغيرها من الاعمال المستحبة التي يؤكد عليها (دام ظله ) لانها لها الاثر الكبير في تربية الانسان المسلم ومن خلالها يكون له الاستعداد في نصرة الامام صاحب العصر والزمان (عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف ) فلا يجوز ترك الصلاة وقراءة القران والواجبات والمستحبات لانها هي أساس أستعداد الانسان المسلم روحيآ وفكريآ ونفسيآ حتى يكون من جند وأنصار الامام المهدي (عليه السلام ) واليك الاعمال التي أوجبها وأكد عليها السيد الحسني (دام ظله ) في بناء التربية الروحية عند الانسان المسلم ,