وأعنى بذى الوجهين هنا ازدواجية سلوك الانسان الذى يسلك مسلكين متناقضين , المسلك الاول يظهر به أمام الناس فى المجتمع , ويبدو متفق مع ما يدعو إليه الدين و القيم والفضائل , و العادات والتقاليد, والروح الوطنية المضحية بنفسها فى سبيل الأخرين , وذلك على نحو يجعله موضع الرضا والثناء ممن حوله , والمسلك الآخر يمثل منزعه الحقيقى الذى يخفيه عن الناس لأنه يضعه فى موضع الرفض والزارية منهم . وهناك من له أكثر من قناع . هكذا أصبح حال الجميع الأن الكل يحمل أقنعة , ويدعى أنه الأفضل الأجدر بتولى شئون البلاد والعباد, وهم فى الأصل مجموعة من المرتزقة تريد أن تستولى وتتحكم على رقاب العباد والاستلاء على خيرات البلاد . من يدعى الصدق يكذب ومن يدعى الفضلية يأتى بالفاحشة , وهولاء ينطبق عليهم قول الله تعالى “ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ” فهذا الفريق يؤمن ببعض ويكفر بالبعض الاخر . ولكن كيف بكم تصنعون هذا الامر المذموم ؟ ولكن أذا كانوا هولاء ممن يتلون الكتاب فأين الخلل عندهم ؟ وهناك فريق لا يعرف شئ عن كتاب الله وهو كذلك أيضا فكلا الفريقين قد جعلونا جميعا نعيش معهم حالة من التضاد بين الخير والشر بين ما هو صادق وما هو كاذب .هل السياسية هى من تغير فى تربية هولاء , ولا هم لم يتربوا فى الاصل , وأنا دائما ما أقول أن السياسية لا دين لها , ولكن هل شاء القدر أن يكتب علينا رجالا لم تلتزم بأى شرع أو دين أو قيم تذكر أين الخلل عندهم هل هو خلل نشاة لم يتربوا على المصداقية وقول الحق أم ماذا هل من مجيب ؟ وللاسف الشديد هذا هو وصف لما نحن عليه الأن فى مصرنا وهل العالم أجمع هكذا حكومات تكذب على شعبها وتدعى أنها تعمل لمصحلتهم وقوى معارضة تدعى الباطل أيضا وتقول نحن نعمل لصالح الشعب الجميع بق واصى على الشعب المسكين الذى لا حول له ولا قوة يحتاج دائما إلى من يخطط له من يتكلم بلسانه من يفوضى فى أمره وهو شعب ذليل مقهور من كلا الفريقين . ومايصير على الساحة السياسية الأن لهو الازدوجية بأم عينها الجميع يدعون إلى المثالية ولكن الكلام شيء والفعل والتنفيذ شيء مناقض تمام متمثل فى الكذب ، الخيانة ، النفاق، المصلحة ، نكران جميل . ألم يسمع أو يقرأ أحد منكم قول الله تعالى “ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون “ البقرة ( 44) يا ويلتى ألم يسمع أحد منكم بحديث ذم ذي الوجهين وتحريم فعله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “إن من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” وذلك بإن يظهر لكل طائفة أنه منهم ومخالف للآخرين مبغض لهم . أليس هذا ما يحدث الأن الكل يلتف على بعضه البعض وعند حدوث أى شئ يظهر الوجة الثانى الوجة القبيح الوجة المتنكر خلف الطهر والبراءة خلف اللسان المعسول بحلو الكلام ولكن دائما هناك قاعدة لا يتسطع أحد الخروج عنها ولا حتى كسرها . أنت تسطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت , أو بعض الناس كل الوقت , ولكن لا تسطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت . وهذه الرسالة موجهة الى مسئولينا العظام وحاكمنا الكرام إلى متى سوف يظل الأمر عندكم بوجهين وجه ماكر وغادر ووجه رحيم وكريم وهذا وعد من شعب مصر لم يستمر الأمر ولن يستقر لديكم لأنك تفقدون أهم شئ وهى المصداقية والشفافية ولكم بدل القناع ألف قناع .