أواصل حديثي معكم حول الوصايا الخمس واواصل هنا معكم الحديث عن حسن الخلق وكأن البر يساوي حسن الخلق لكن ما هو البر؟ اسمع لتقف علي مكانة حسن الخلق قال جل وعلا : "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَي الْمَالَ عَلَي حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَي الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ". وهذا هو البر انظروا إلي آية البر الجامعة هذا البر هو حسن الخلق البر حسن الخلق. والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس فيا من تريد أن يُحبك ربك جل وعلا وهذه منزلة تتوقف الكلمات أمامها قال صلي الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه الطبراني من حديث اسامة بن شريك رضي الله عنه: "أحب عباد الله إلي الله أحسنهم خلقا" بل يا من تريد أن تكون مع النبي محمد صلي الله عليه وسلم لن تنال هذه الدرجة إلا بحسن الخلق. وروي الإمام الترمذي بسند حسن من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن من أحبكم إلي" الله اكبر"إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" انظروا إلي مكانة حُسن الخلق "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا" بل إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم كما في رواية أبي داوود من حديث أبي الدرداء بسند صحيح وفي حديث الترمذي من حديث أم المؤمنين عائشة أنه صلي الله عليه وسلم قال : "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" وفي رواية أبي الدرداء :"ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق" إنما أمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا التغيير الحقيقي الذي ننشده جميعاً. ولن يكون بسن القوانين ولا بتعديل الدستور مع تقديري لهذا كله لكن لن يتغير علي أرض الواقع شيء إلا إذا تغيرنا من أعماقنا إلا إذا تطهرت قلوبنا من أمراضها وتطهرت نفوسنا من أدرانها لابد أن يكون التغيير حقيقياً من الأعماق "إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمي حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ.."11""الرعد.وقال جل وعلا "ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَي قَوْمي حَتَّي يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ.."53""الأنفال...الله الله الله في الأخلاق. علينا أن نتحلي بخلق نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. ونريد أن نغير الكذب إلي الصدق. وسنريد أن نغير الخيانة إلي الأمانة. ونريد أن نغير النفاق إلي إيمان. نريد أن نغير الرياء إلي إخلاص. ونريد أن نغير المعصية إلي طاعة. وأن نغير كل خلق سييء ذميم إلي خلق حميد كريم. فوالله لا كرامة لنا ولا فوز ولا نجاة إلا إذا تخلقنا بأخلاق ديننا وبأخلاق نبينا محمد صلي الله عليه وسلم. ثم أقف هنا عند الاصل والوصية الرابعة وهي وصية لا تقل أهمية عن الثلاث الأول آلا وهي إحسان العمل فبلادنا الآن تمر بأزمة اقتصادية لا تخفي عن مسلم متابع ولن نخرج ببلدنا من هذه الأزمة إلا بالعمل. ومضي وقت الجدال والمراء وحان وقت العمل والبناء.ومضي وقت الإثارة وحان وقت العمل والعلم والإنارة. ولا وقت الآن لثقافة الضجيج الذي يمارسه كثير من وسائل الإعلام . ويجب أن نؤصل الآن فقه العمل فالعمل إن خالف القول بذرت بذور النفاق في القلوب كما قال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ"2" كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ"3""الصف.وقال جل وعلا: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ "44""البقرة. وكلكم يعرف حديث رسول الله في الصحيحين من حديث أسامة بن زيد أنه صلي الله عليه وسلم قال: "يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقي في النار فتندلق اقتات بطنه أي أمعائه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحي فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ألم تك تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر؟ فيقول بلي. كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهي عن المنكر وآتيه" نريد أن يشهد كل مسلم في موقعه وفي مكانه الذي هو فيه شهادة عملية لدينه ثم لبلده لا نريد أن تتحول الأمة كلها إلي دعاة علي منابر المساجد وإنما نريد أن تتحول الأمة كلها إلي دعاة علي منبر الإسلام الكبير العظيم كل أمرنا في تخصصه وكل في موقع إنتاجه وعمله وعطائه "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَي عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ"105""التوبة بل لقد قرن الله العمل بالإيمان في كثير من آيات القرآن مع أننا نعتقد كأهل سنة أن العمل من الإيمان ومع ذلك يقرن ربنا العمل بالإيمان في عشرات من آيات القرآن. يقول جل وعلا :"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَري أَوْ أُنثَي وَهُوَ مُؤْمِنى فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"97""النحل. وقال جل وعلا : "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا"107""الكهف.وقال جل وعلا "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا" "30" النحل فلابد من أن نعمل أيها الأفاضل لابد أن ننفض الكسل كن صاحب همة وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي علي قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم. وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام "يجتمع عبد الله بن عمر مع عبد الملك بن مروان مع مصعب بن الزبير وعروة بن الزبير يجتمعون في فناء الكعبة يوماً ومن باب الأمانة العلمية في سند الروايات ضعف.لكنهم تذاكروا فضل الله عليهم في الله الحرام فقالوا لبعضهم تمنوا فقال مصعب بن الزبير أما أنا فأتمني ولاية العراق وأن أتزوج سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة أبن عبيدة الله فنال ما تمني وقالوا وأنت يا عبد الملك فقال عبد الملك بن مروان أنا أتمني الخلافة فنال ما تمني وقالوا وأنت يا عروة فقال عروة ابن الزبير أما أنا فأتمني أن أكون فقيها وأن يطلب الناس مني حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فصار فقيها. فقالوا لعبد الله بن عمر يتمني يا عبد الله فقال عبد الله بن عمر أما أنا فأتمني الجنة أحزان قلبي لا تزول حتي أبشر بالقبول وأري كتابي باليمين وتقر عيني بالرسول هؤلاء هم أصحاب الهمم العالية. وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام. بل لم يأمرنا ربنا بالعمل فقط وإنما بإحسان العمل "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا". وتكررت في القرآن ثلاث مرات في سورة هو وفي سورة الكهف وفي سورة الملك "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا" فلم يأمرنا ربنا بالعمل فقط بل بإحسان العمل بل بإتقان العمل. فلنعمل أيها الأفاضل وابذل ما استطعت ولا تحقر غيرك ولا تنتقص قدر غيرك. بل إن وجدت عني نقصاً في عملي فسد نقصي وسد خللي. وإذا رأيت يدي كلت وتعبت من رفع الراية راية الخير وراية الحق. فلا تسقط يدي لتسقط الراية من يدي بل قف تحت يدي وأعنها وارفعها وأنا كذلك. ينبغي أن يعاون بعضنا بعضا لنعمل لدين الله ثم لهذا البلد. أيها الناقد أعمال الوري هل أريت الناس ماذا نعمل؟ لا تقل عن عمل ذا ناقصُ جيء بأوفي ثم قل ذا أكمل إن يغب عن ليل صار قمر فحرام أن يلام المشعل وللحديث بقية العدد القادم بمشيئة الله