لا شك انه ما من مخلوق خلقه الله الا وتألم في مختلف أطوار حياته أو مرت عليه لحظات أو فترات طويلة المدى كانت أو قصيرة الا وشعر فيها بالمرارة والألم ... فدعوني اليوم ان اصحبكم معي في قصة قد أكون كتبتها من نسج خيالي الا انها قد تكون حقيقية ولا أدري فلا يعلم الغيب والشهادة الا الله تعالى . هلا قبلتم دعوتي لكم كي نبحر سويا في بحور الخيال ونحلق في الفضاء بجناحين أحدهما الايمان وثانيهما اليقين مثلما يطير طيور حرة ومخلصة توكلت على الله حق توكله غادت خماصا وعادت بطانا ألا قبلتم دعوتي كي نطير كما تطير الفراشات حملها النسيم في ليلة قمراء من ليالي العاشقين ومحبي الجمال وبنات الأشعار وبعثرها هذا النسيم العليل على الازهار تشم رحيقها فتنعم دون ان تدري انها بتنقلاتها الرشيقة تمدها بحبوب اللقاح من زهرة الى زهرة فتضمن لها تكاثرها واستمرارية دورة حياتها . هذه الليلة التي نسجتها من وحي خيالي و سوف نعيشها هي ليلة بين مريض وطبيب اصاب الأول مرضا شديدا وطالت أيام وليالي عناءه وآلامه مع مرضه الذي قوى على المريض وهزمه فصار انسانا ضعيف القوة , قليل الحيلة , لكنه مؤمنا على البلاء صابرا فاختار الصبر على البلاء لكن الطبيب الماهر البارع الذي أستعان بالله متوكلا عليه وبعد فترة طويلة قضاها مع مريضه بشتى سبل واساليب العلاج والحلول وأخذه بالأسباب حتى يشفى ويبرأ من مرضه المزمن والمستعصي , وبعد استشارة اساتذته , حتى طلابه , وبعد الاستعانة بكل خبير وقدير وماهر وجدير بشأن هذا المرض وذلك المريض في نهاية الأمر أشار على المريض بنبذ واقصاء وباستئصال موطن الألم , حينئذ سأل المريض طبيبه هل عدم اقصاء واستئصال هذا الجزء يؤثر على حياتي ؟ فأجاب الطبيب لا لن يؤثر على حياتك اي لن يكون سببا مباشرا في وفاتك ان تركته أو استئصلته لكن حتى لا تعيش طوال حياتك متألما وكي أهون عليك خاصة انك اذا أبقيت عليه وتركته فلن يؤدي وظيفته الطبيعية التي من الطبيعي والمفترض ان يؤديها فأرى من وجهة نظري استئصاله أفضل .... حينئذ ابتسم المريض ابتسامة الرضى بالقضاء والصبر على البلاء وقال رغم انني اتفق معك ايها الطبيب البارع فيما وصفت ونصحت أن شدة ومرارة الألم أهون من طولا البلاء لكن المرارة هنا قد اختلفت عن ذي قبل فالمرارة وكذلك البلاء مع الأخذ في الاعتبار أنني اذا تركت هذا العضو لن يفيد ولن يؤدي مهامه الطبيعية بل تركه سوف يسبب استمرارية ودوام الألم والمرارة , حينئذ فاجأ المريض طبيبه قائلا لا , فتعجب الطبيب فقال رغم انك تتألم لكن انت لك مطلق الحرية فأنت لك حق الاختيار ولكن دعني أسألك لماذا رفضت وفضلت ان تعيش بقية حياتك متألما ؟ فقال المريض لنفس السبب رد الطبيب لا أفهم فماذا تقصد بنفس السبب ؟! فقال المريض لأن شدة ومرارة الالم أهون من طول البلاء قال الطبيب : لا زلت لا أفهم مقصدك ماذا تعني ؟؟!! فقال المريض شدة ومرارة الألم هي : الابتلاء بقضاء الله , والصبر على البلاء وطول البلاء هو : الخلود في نار جهنم – فكيف افوت على نفسي فرصة دخولي الجنة والنجاة من جهنم برحمة الله تعالى ثم بعملي وهو ابتلاء الله لي بقضاءه وصبري على هذا البلاء فلا أعلم أنا ولا أدري هل أكون أنا من أهل الجنة أم من اهل النار لكني اظن بسابق اعمالي في صحيفتي التي سوف القى الله بها ليس بها شيئا يدخلني الجنة وقد انعم الله علي بفرصة ذهبية وهي الابتلاء بالقضاء والصبر على البلاء و لعله يكون سببا في دخولي الجنة برحمة الله قد يكون هذا أمرا محيرا لأننا بصدد قضية أو مسألة لا يوجد فيها حرمانية أو حتى اشتباه بالحرمانية وفي نفس الوقت منطق وفكر المريض فكر وتدبر نابع من ايمان ويقين فلا تستطيع ان تلومه وتعاتبه ان فعل او ان لم يفعل فلا جرم ولا حرمانية من حيث الفقه والشريعة اذا قام المريض بخلع أو اقصاء او استئصال العضو المسبب في هذا الألم المبرح خاصة ان تركه لن يفيد في شيء ولن يقوم بأداء مهامه الحياتية الطبيعية – لكنه اختار بمحض كامل ارادته ورغبته أو كما يقال في كامل قواه العقلية ان يحيا ويعيش كما هو بهذا العضو الأليم المؤلم والضعيف لكن مؤذي حتي ينول ان يكتب مع الصابرين ويحشر معهم يوم الدين ويحظى برضوان الله ودخوله جناته , لذا فلن تستطيع ان تلومه وتعاتبه فأنى تحاسب وتلوم وتعاتب محبا وعاشقا لتكاليف الله وراضيا بقضاء الله وصابرا على البلاء ؟؟؟ والسؤال هنا هل نرضى ونتفق بالاقرار والتوقيع على حركة تمرد أم نصبر ونحتسب ونرضى بقضاء الله ؟؟؟؟؟؟؟ في رأيي لله الأمر من قبل ومن بعد وانا لله وانا اليه راجعون فأنا مع المريض واختياره وأنتم ما موقفكم ما رأيكم ؟