كثيرا ما يتعلق فى اذهاننا عبارات فى الافلام المصريه القديمه وايضا الحديثه ولا يمكن ان نغفلها او ننساها ومن تلك الافيهات لفظ "متعودة " أمام أي مصري وربما أى عربي دون ان يكمل لك الجملة بقوله "دايماً " متأثراً بالعبارة الشهيرة لعادل إمام في مسرحية " شاهد ما شفش حاجة " ، " رقاصة و بترقص .. ومتعودة دايماً ". الطريف أنني سمعت الدكتورة عبلة الكحلاوى، تستشهد بهذه المقولة في أحد البرامج الدينية، حين سألها أحد الأشخاص على الهواء .. هل ينتقل من السكن الذي يقيم فيه ، لأن جارته سيئة السمعة. إلى هذا الحد تؤثر الأعمال الفنية فى وجداننا وتحفر عباراتها وشخصياتها فى ذاكرتنا ، وتصير جزء من لغة الحياة ، وتصوراتنا عن الواقع .. وعادل إمام بالذات هو واحد من أكثر الفنانين فى تاريخ السينما والمسرح الذين يحفظ الناس جمل شهيرة لهم ويرددونها فى مناسبات كثيرة .ومن عبارات الزعيم فى " مدرسة المشاغبين. "بعد 14 سنة خدمة فى ثانوى بتقولى اقف " .. و"الست المللسة " و "العلم لا يكيل إلا بالبتنجان". وفى أول مسرحياته المشهورة جماهيرياً "أنا وهو وهى " مع فؤاد المهندس وشويكار ، له عبارة لا تزال تتردد حتى الآن وهى " بلد بتاعة شهادات صحيح " ، وإن كانت البلد لم تعد بتاعة شهادات وخريجو الجامعات على الأرصفة بالآلاف . وفى فيلم " عنتر شايل سيفه " هناك عبارة " الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب ".. وفى " كراكون فى الشارع " الجملة التى قالها عادل ليسرا " أنا شربت حشيش يا سعاد " . أما رفيق عمر عادل إمام وصديقة الكوميديان سعيد صالح ، فرغم أدواره الكوميدية الكثيرة الناجحة ، إلا أن دوره فى أولى مسرحياته " هاللو شلبى" وعبارة " أشد الأستيك يلسعنى " " شراب منه فيه " لا تزال عالقة بأذهان الناس حتى الآن . وكذلك دوره فى مسرحية "مدرسة المشاغبين "فى بيروت المقررات سهلة بشكل " و "مرسى ابن المعلم الزناتى أتهزم يا رجالة" .. و "انجليزي ده يا مرسى " وهى من الجمل التي استخدمت كثيراً فى الإعلانات التليفزيونية والأعمال الفنية ، وظلت جملة شائعة فى الحوار بين الناس حتى الآن. والأستاذ الراحل فؤاد المهندس "كان له إفيهات كثيرة تحولت إلى عبارات وجمل مأثورة لدى الناس .. مثل " القانون ما يعرفش زينب " و"بلاها سوسو خد نادية " .. "سيبيه يمسكها يا فوزية".وحتى النجوم الجادون ونجوم التراجيديا لهم جملهم المشهورة ، وأشهرهم بالطبع عادل أدهم صاحب "أنا الصباع اللى يوجعنى .. ماعالجوش .. أقطعه " و "تعالى يا قطة " و "ادبح يا زكى قدرة .. يدبح زكى قدرة". ولا زالت جمله يرددها الناس رغم أنه كان يمثل أدوار الشر، لكنه كان شريراً خفيف الظل، مثل الراحل توفيق الدقن صاحب " يا آه يا آه .. أحلى من الشرف مافيش " و "أنا الباز أفندى .. .وهى نفس المدرسة التى يعتبر العبقرى استيفان روستى هو رائدها والمعلم الأكبر فيها ، ولا يمكن أن ننسى له بالطبع "نشنت يافالح" وقد تحولت هذه العبارة إلى اسم مسرحيه ، وترددت مئات المرات فى أعمال فنية مختلفة ، كما لا نزال نتذكر له " طب اسمحيلى يا هانم .اتحزم وآجيلك ".وهناك فنانون مغمورون، ومع ذلك فلهم جمل شهيرة يرددها الناس مثل سيف الله مختار صاحب "هو العشا أمتى" وأحد أعضاء فرقة ساعة لقلبك صاحب "أصل أنا عندى شعرة .. ساعة تروح وساعة تيجى"، وهو نفسه الذى مثل دور مساعد الحانوتى مع اسماعيل يس الذي قال له "هو أنت اكلت الميت ياد" فرد ببلاهة "لا والله .. دى منبى منبى يا منعنمي" .. ومن نفس جمله القليلة فى الدور "فوت له بنيزة يامعنمي ".ومن جيل الوسط فى الكوميديا محمد نجم وعبارته الشهيرة فى مسرحية "عش المجانين" .. "شفيق يا راجل " .. ولا تزال من الجمل الأكثر ترديداً على ألسنة الناس ، كلما ذكر أحد أمامهم إسم شفيق .أما الكوميديانات الجدد فيأتى فى مقدمتهم بالطبع من حيث عدد "إفيهاته " التى يتم ترديدها فى الشارع، محمد سعد فى شخصية "اللمبى". وقد تحولت الشخصية نفسها بطريقتها فى الكلام و "تون" الصوت إلى "لازمة " لدى الشباب، وتجد كثيرين منهم يحدثونك بطريقة اللمبى. وقد سمعت بنفسى سيدة تتحدث إلى صديقتها فى "مترو الأنفاق "عن الكشكول الأصفر الذى يبحث زوجها عنه ويقسم أنه يمتلك واحداً مثل الذى عثر عليه اللمبى وحل به كل مشاكله فى الفيلم .. فهو أيضاً له ولعائلته "نقطة " كثيرة عند الأقارب والجيران ،أما بوحة فلا تزال جملته " صبح .. صبح .. يا عم الحاج " تتردد على الألسنة .. كما نجحت شخصية " خالتى أطاطا " فى أن تعيش هى الأخرى فى وجدان الناس,ولا ننسى هانى رمزى وجملته الشهيرة فى فيلم "غبى منه فيه" .. "يا معلم ".وأحمد حلمى هو الآخر ليس له جمل كثيرة يرددها المشاهدون وهو يعتمد على كوميديا الموقف ، أكثر من اعتماده على "الإفيه" المضحك. ومسرحية "مدرسة المشاغبين" بها نسبة كبيرة من "الإفيهات " والجمل الشهيرة فى المسرحية، كانت من إبداع أبطال المسرحية، وكثير منها قاموا بارتجالها أثناء التمثيل يومياً على المسرح. , ولا نغفل الفنان محمد الصاوى فى فيلم "جواز بقرار جمهورى " حين كان يعلق على كل حوار يشترك فيه بقوله : "هو الموضوع ده إيه غير شويه حاجات... وعليها حاجات تانية صغيرة "ورغم الأعمال الكوميدية الكثيرة التى قدمها الفنان محمد نجم خلال مشواره الفنى إلا أن مسرحية "عش المجانين "وعبارة "شفيق يا راجل " وبقدر سعادته بنجاح هذه المسرحية ، بقدر حزنه الشديد للتركيز عليها وحصر نجاحه فيها، ويقول إنه ليس المبدع الوحيد الذى يعانى من عثرة العمل الناجح الواحد، فهناك كثيرون آخرون تم حصرهم فى عمل واحد ، مثل الكاتب والمفكر الراحل يحيى حقى، الذى لا يذكرون له من كل أعماله الإبداعية العظيمة سوى قصة "قنديل أم هاشم "، والمطرب الراحل محمد حمام صاحب "يا بيوت السويس" وغيرهم . والخوف من هذه العقدة هو الذى دفع الفنان والكوميديان محمد صبحى لمحاولة التخلص بسرعة من تأثير النجاح الباهر لشخصية "على بيه مظهر" ودفعه لتقديم شخصيات مغايرة حتى لا يقع فى أسر تلك الشخصية. وهو نفس ما فعله مرة أخرى بعد نجاح مسلسل "سنبل ورحلة المليون" بجزئيه الأول والثانى ، فهو فنان متنوع .. ممثل وكاتب ومخرج ، ولذلك فقد حذر الكوميديانات الجدد من الوقوع فى هذا الفخ ، وخاصة الكوميديان محمد سعد الذى يرى أنه طاقة كوميدية وتمثيليه هائلة، ونصحه بألا يستسلم كثيراً لنجاحه من خلال شخصية " اللمبى وصدق الفنان محمد صبحى اطال الله عمره بيننا \ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى 01006802177 [email protected]