مرسي وفهمي صهران والعريان يرتبط بنسب مع فضل وسلطان مع الهضيبي عاكف تزوج بشقيقة أمين عام الجماعة والشاطر متزوج شقيقة غزلان مالك وابو الفتوح والزعفراني وشرف والديري أشهر العائلات بالجماعة المصدر : وكالات خارجية القاهرة - محمد عبد المنعم: تكتل العائلات الإخوانية يعد العامل الأساسي أو العنصر المهم الذي حافظ على تماسك الإخوان المسلمين ووصولها الى سلطة الحكم في مصر في الوقت الحالي على الرغم من الضغوط البوليسية التي تعرضت لها في عهد الأنظمة السابقة هذه الجماعة التي يزيد عمرها على ال 82 عاماً ابتدعت نظاماً جديداً منذ أن تولى "حامد أبو النصر " منصب المرشد العام خلفاً لعمر التلمساني تمثل هذا النظام الذي بدأ في الأربعينيات ووصل في الستينيات الى قمته ما أدى الى نشأة ما يسمى بظاهرة الزواج الإخواني " العائلة الإخوانية " لدرجة جعلت البعض يرى أن مصاهرات الإخوان مع بعضهم البعض شكلت ما يمكن أن نطلق عليه " تكتل العائلات الإخوانية " وهو تنظيم أشبه بحال رجال الحكم في مصر أيام العائلة المالكة فقد كانت المناسبات المختلفة سواء فيما يتعلق بالزواج أو الوفاة هي التي تكشف تغلغل العائلات الإخوانية وعلاقات المصاهرة بينها لدرجة تكشف معها ان كل قيادات مكتب الإرشاد من الممكن أن يكونوا في علاقات نسب مع بعضهم البعض فإذا نظرت الى هذه الشجرة التي أصبح على رأسها الان د.محمد مرسي رئيس الجمهورية ورئيس حزب الحرية والعدالة السابق الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين فستجد انه صهر الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى وهذا هو الحال بالنسبة لقيادات الجماعة فالمرشد العام السابق مهدي عاكف تزوج بوفاء عزت شقيقة القيادي الإخواني محمود عزت أمين عام الجماعة السابق وكان يطلق عليه الرجل الحديدي في التنظيم ، كما تزوجت شقيقة محمود عزت الثانية بالدكتور محمود عامر والذي كان مسؤولاً عن الإخوان في المنزلة ،اما الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي للجماعة فتزوجت أخته بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأخيرة والذي تم استبعاده كما أنه أحد أبرز قيادات جماعة الاخوان . والملاحظ أن عائلة الشاطر ذاتها تدعم هذا الفكر العائلي للإخوان فهناك العديد من علاقات المصاهرة مع قيادات إخوانية ، فقد تزوجت ابنته الكبرى الزهراء بالقيادي الإخواني المهندس أيمن عبد المنعم وابنته الأخرى متزوجة بمحمد الحديدي أمين شباب القاهرة بينما تزوجت ابنته خديجة بالصيدلي خالد أبو شادي وهو قيادي بقسم نشر الدعوة وابن القيادي الشهير أحمد أبو شادي مسؤول قسم مدينة نصر أحد أهم أقسام الجماعة هذا بالنسبة لكبار قيادات الجماعة وقد سار على هذا النهج الكثير من أبناء أعضاء هذه القيادات حيث تزوجت ابنة محمود حسين عضو مكتب الإرشاد وأمين عام الجماعة خلفاً للدكتور محمود عزت بابن محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد كما أن الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد تجمعه علاقة نسب بالدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة حيث تزوجت ابنة الأول سارة بالمهندس ياسر نجل الثاني أما من يطلق عليه ب "شاهبندر الجماعة " وهو رجل الأعمال الإخواني حسن مالك فمتزوج بجيهان عليوة شقيقة رجل الأعمال الإخواني محمد عليوة صاحب إحدى شركات توظيف الأموال كما أن حسن مالك نفسه يعد حلقة وصل بين عائلتين من أشهر العائلات الإخوانية هما عائلتا أبو الفتوح والزعفراني فشقيقة أبو الفتوح هي زوجة للدكتور خالد الزعفراني القيادي الإخواني السابق وابن عم إبراهيم الزعفراني القيادي الإخواني المغضوب عليه في الإسكندرية أما أخت حسن مالك الثانية فهي زوجة لأحمد أبو الفتوح الشقيق الأصغر للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي السابق المنشق عن الجماعة والمرشح الخاسر في الجولة الأولى لانتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة ويعد د.عبد المنعم أبو الفتوح الوحيد الذي كسر القاعدة ولم يتزوج من الإخوان أما د.عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة وأحد أبرز قيادات الإخوان فهو صهر للدكتور صلاح فضل الإخواني البارز داخل التنظيم كما أن ابنة العريان قد تم عقد قرانها على أحد القيادات الإخوانية في نقابة الأطباء كما أن إبراهيم شرف سكرتير مكتب الإرشاد السابق فقد تزوج بمكارم الديري وذلك بفضل علاقته الوثيقة بعمها الدكتور ممدوح الديري أحد قيادات تنظيم سيد قطب أما شقيقة مكارم الثانية فهمي زوجة القيادي الإخواني إمام غيث الذي كان زميلاً لعمها أيضاً في قضية تنظيم سيد قطب وعلى الرغم من مصاهرة عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط لعائلة حسن الهضيبي المرشد العام الثاني لجماعة الاخوان المسلمين إلا أن ذلك لم يمنعه من الانقلاب على الجماعة والانشقاق عنها وكانت زوجته إحدى الناشطات في قسم الإخوان بالجماعة واستقالت منها عقب الخلاف بين زوجها والتنظيم . والمتابع ل"تكتل العائلات الإخوانية " يجد أن هذه الشبكة التي شكلتها علاقات المصاهرة بين العديد من قيادات التنظيم الإخواني تعد أحد أهم أسرار حالة التشابك والترابط بين الإخوان المسلمين فضلاً عن أن هذا النهج يدعم العلاقة التنظيمية داخل الجماعة وقد زاد هذا الأمر بصورة كبيرة في الستينيات من القرن الماضي وذلك منذ نشأة قسم المرأة داخل الجماعة والذي يعد من مهامه الأساسية أن يقوم بدور " الخاطبة " لإقامة هذه الشبكة الاجتماعية حيث إن الإخوان منذ نشأتهم يفضلون التزاوج والمصاهرة . وقد جاءت العديد من حالات الزواج والمصاهرة بين القيادات التنظيمية أثناء وجودهم في السجن حيث إن الفترات التي قضتها قيادات الاخوان في السجن سهلت لهم التعارف وساعدت في تقوية العلاقات بين أبناء التنظيم ما أسهم في خروج جيل يمكن أن يطلق عليه " أبناء المعتقلات " كما أسهم أيضاً في تزاوج شباب الإخوان الذين كانوا يقضون العقوبة مع شيوخ الجماعة فالعلاقات الوطيدة بين أفراد الجماعة قبل أن يصبحوا قيادات أدت الى وجود علاقات نسب فيما بينهم على الرغم من الفروق السنية الكبيرة بين الأزواج ولكن كان الأهم لقيادات الجماعة التربيطات داخل الجماعة بما يعمل على تدعيمها أهم من فارق السن حيث يعتبر الاخوان أن الزواج بأخوات ومن عائلات إخوانية أفضل للعمل على شد أزر الجماعة من ناحية فضلاً عن كونهم أكثر إيماناً بمبادئ هذه الجماعة وأكثر قدرة على تحمل الصعاب التي كان يواجهها أزواجهن في المعتقلات ما ساهم في زيادة التماسك بين أفراد الجماعة لمواجهة القبضة الحديدية والبوليسية للنظم السابقة حيث كان دائماً ما يتعرض أفراد الاخوان الى الاعتقال بشكل دائم ومستمر فضلاً عن المحاكمات العسكرية وأمام هذا التعذيب الذي تعرضوا له لفترات طويلة فكان الأفضل ان تكون الزوجة من إحدى العائلات الإخوانية حتى تكون الزوجة على نفس الفهم والفكر وبالتالي تستطيع أن تتعايش معه وتؤمن بما يقوم به. والملاحظ أن عمليات المصاهرة تخلق حالة من الود والتفاهم والتراحم بين أفراد الجماعة بشكل أكبر ولكنها لا تأتي على حساب العمل لأن هناك قاعدة داخل التنظيم تؤكد أن العمل شيء والمصاهرات شيء آخر فالعلاقات الإنسانية تكون بمنأى عن العمل التربوي الدعوي والتنظيمي ولكن أحياناً يحدث مثلما يحدث في أي تجمع بشري آخر فقسم الاخوات بالجماعة يقوم بمهمة تقريب العائلات والتعرف على بعضها البعض وهو أشبه بدور " الخاطبة " حيث يسعى الى تزويج شباب وبنات العائلات الاخوانية لان هذا يؤدي الى مزيد من التماسك داخل التنظيم نظراً لوحدة الفكر والايمان بمبادئ التنظيم غير أن هذا النهج شهد تراجعاً كبيراً في الفترة الأخيرة فجيل الشباب الحالي من الاخوان يضع شروطاً للزواج أصبحت أكثر تعقيداً من ذي قبل في حين أن شروط البنات أكثر تيسيراً فالشباب له مجموعة من المواصفات التي يريدها ويصر عليها نظراً لطبيعة المتغيرات التي تواجه الحياة بشكل عام وبالتالي لم يعد يعجبه بنات الاخوان . كما أن الشباب تطلعاتهم أصبحت أكبر لذلك يرتبط معظمهم من خارج الجماعة كما أنهم يعرفون أن الطاعة هي جزء من 10 أجزاء من مبادئ الجماعة للنقاش وإبداء الاعتراض أكثر من قبل كما أن الوصول للمناصب القيادية داخل الجماعة لا يرتبط أبداً بعلاقات النسب وأن قيادات التنظيم لم تصل الى ماهي عليه الان لمجرد علاقات النسب وإلا ما كانت نجحت على هذا النحو فالأصل في القيادة الاخوانية يعتمد على الكفاءة وتبقى المعايير الأخرى تالية لهذا المعيار .