قال قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان يوم الثلاثاء إن سحب القوات الامريكية من أفغانستان بدءا من يوليو تموز المقبل سيبدأ بتخفيض القوات بالتدريج بدلا من خفضها بأعداد كبيرة دفعة واحدة. ويقول منتقدون ان استراتيجية الرئيس الامريكي باراك اوباما المتمثلة في البدء في سحب القوات أحدثت اثرا عكسيا اذ وجهت رسالة لحركة طالبان الاسلامية مفادها أن الولاياتالمتحدة مستعدة للتراجع في الوقت الذي تتكبد فيه القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي خسائر قياسية في الارواح. وقتل خمسة جنود امريكيين يوم الثلاثاء في نهاية اربعة ايام دامية. وأقلق ذلك القادة الافغان كذلك وقال متحدث باسم الرئيس الافغاني حامد كرزاي الاسبوع الماضي ان تهديد طالبان لم ينته واي جدول زمني للانسحاب سيكون من شأنه "تنشيط" تمرد الاسلاميين. ويحاول القادة الامريكيون منذ ذلك الحين تهدئة المخاوف قائلين ان الجدول الزمني لن يكون انسحابا كاملا. غير انه بات من المؤكد ان الجدول الزمني سيخضع للتمحيص الدقيق في اطار مراجعة استراتيجية للبيت الابيض للحرب في افغانستان في ديسمبر كانون الاول دعا اليها اوباما العام الماضي عندما أعلن خطة عام 2011 وارسال قوات اضافية قوامها 30 ألف جندي. قال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان ان الدفعة الاخيرة من القوات الاضافية ستصل في الايام القليلة المقبلة ليصل قوام قوة المعاونة الامنية الدولية في افغانستان الى نحو 150 الف جندي. وقال ان الخطوط الارشادية وضعت حديثا للانتقال وكرر أن وتيرة الانسحاب "ستعتمد على الظروف" على ارض الواقع وفي الاساس على مدى استعداد القوات الافغانية. وقال بتريوس لرويترز ووكالتي أنباء اخريين في كابول "هذه الخطوط الارشادية تشير الى أن هذه عملية وليست حدثا. ما يعني انها ستتمثل في خفض أعداد القوات بالتدريج وليس سحبها دفعة واحدة." وأضاف "في بعض الحالات ... يجري سحب القوات التي لم يعد لوجودها داع وفي حالات اخرى يعاد توجيهها الى مجالات أخرى ربما في الاقليم نفسه لمعالجة مشكلات امنية في مناطق مجاورة." ووحد المنتقدون صفوفهم الاسبوع الماضي للتشكيك في الجدول الزمني للانسحاب فقال جيمس كونواي الجنرال المتقاعد بالبحرية الامريكية ان تحديد موعد سيشكل دفعة معنوية لطالبان التي تعتقد ان بامكانها الانتظار لحين سحب قوات حلف شمال الاطلسي. وهناك مخاوف كذلك بين حلفاء واشنطن في حلف شمال الاطلسي الذين يتعرضون لضغوط متزايدة من جانب رأي عام متشكك للخروج من الحرب التي لا يحققون فيها انتصارا. وقال بتريوس "الانتقال من المرجح ان يبدأ في مناطق وليس من اقاليم في باديء الامر رغم انه يمكن ان يكون ممكنا في بعض الاقاليم." وقال عن حملات في جنوب وشرق وشمال البلاد في الفترة الاخيرة "لا شك في أن طالبان تتصدى للقتال لكن تكلفة ذلك على قادة طالبان كانت صعبة جدا." وبلغت أعداد القتلى بين القوات مستوى قياسيا هذا العام فقتل 475 جنديا على الاقل حتى الان هذا العام بالمقارنة مع 521 قتيلا في عام 2009 بكامله. ويقول مؤيدو قرار أوباما بشأن بدء سحب القوات في يوليو تموز 2011 انه ينقل لكابول الشعور بضرورة الاسراع بتعزيز قوات الامن لتسلم زمام الامور بالتدريج. غير ان هذه الاستراتيجية قسمت الرأي العام الامريكي حتى بين الديمقراطيين وستخضع لتمحيص دقيق خلال انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في نوفمبر تشرين الثاني المقبل.