عندما تكون لدى الدولة خطة إصلاحية واضحة المعالم محددة التواريخ يسهل أن تأتي أية حكومة لتحقيق هذه الخطة في المدة المحددة؛ لكن عندما تكون الدولة بلا خطط ولا معالم ولا رؤية، ولا تحديد لزمن تتحقق فيه هذه الرؤية في الإصلاح فالأمر مختلف تماما.ولأني مواطن مصري معني بهذا الوطن وراغب في تحقيق تقدم به في أسرع وقت أرى أنه يجب علي أن أعرض رؤيتي في تشكيل الحكومة؛ ومن ثم فإني أعترض على أن تكون الحكومة ائتلافية، حزبية، أو غير ذلك من الأسماء التي تطلق على أنواع متعددة من الحكومات.تشكيل الحكومة من وجهة نظري يجب أن يعتمد على برامج محددة، وليس على انتماءات حزبية أو سياسية؛ ولعل هذا الكلام غريبا، وهو كذلك؛ فثورتنا تمت بطريقة غريبة ولم يتوقع أحد أن تكون بهذا الشكل؛ ونجاح الدكتور مرسي في انتخابات الرئاسة تم بطريقة غريبة أيضا؛ فلم ينجح لبرنامجه الذي أحبه المصريون فصوتوا له من أجل هذا البرنامج، ولم ينجح بالإخوان الذي ينتمي إليهم وحدهم، ولا بمن يثق في قدرة الإخوان التنظيمية، ولا بمن يقتنع بفكر الإخوان وقدرتهم على إدارة المرحلة القادمة؛ إنما إضافة إلى كل ما سبق نجح لأن فريقا كبيرا رفض منافسه في انتخابات الإعادة، ولأن الحكم بحل مجلس الشعب قبيل انتخابات الإعادة دفع كثيرا للتعاطف مع موقف الإخوان والثورة على المرشح الآخر؛ وخوفا من وقوف المجلس العسكري خلف ذاك المرشح؛ فغرابة تشكيل الحكومة إذن ربما تكون نابعة من غرابة الموقف الذي نحن فيه الآن.أرى أن يتم تشكيل الحكومة عن طريق المسابقات؛ فتعلن الدولة عن حاجتها لخطط إصلاحية في جميع الوزارات المطلوبة، وتطلب ممن لديه القدرة على تقديم خطة إصلاحية للوزارة مدعومة ببرنامج زمني أن يتقدم بها في فترة زمنية لا تتجاوز شهرا من تاريخ الإعلان، على أن توفر الدولة قاعدة بيانات كاملة بمواقع الإدارات التابعة للوزارة وجميع متعلقاتها وعدد المستشارين العاملين بها وراتب كل منهم والميزانية المخصصة للوزارة المعنية، وكافة المعلومات المتعلقة بالوزارة لتكون متاحة للمتسابقين.يتم تلقي الخطط من جميع الراغبين في ذلك في الأسبوع الأخير من الشهر المنصوص عليه، وبانتهاء الشهر ينتهي تلقي الخطط والبرامج، لتبدأ مرحلة الفحص والدرس من جهة متخصصين لتحديد أعلى خمسين خطة في الوزارة الواحدة، ويتم ذلك في أسبوع واحد، على أن يقرأ الخطة الواحدة ثلاثة متخصصين ويعطي كل واحد منهم درجة للخطة دون علم الآخرين.يتم عقد مؤتمر في كل وزارة على مدار ثلاثة أيام تتم فيها مناقشة الخطط الخمسين التي حصلت على أعلى تقديرات من المتخصصين، ويحضر هذا المؤتمر المتسابقون الخمسون أصحاب الخطط الفائزة. يتناقش المتسابقون في الخطط على مدار الأيام الثلاثة، ويقوم كل منهم بعمل تقدير للخطط كلها باستثناء خطته، فيقدر كل متسابق تسعا وأربعين خطة.يتم تجميع هذه التقديرات جميعا وعمل إحصاء ونسب لتحديد أعلى عشرة خطط لإصلاح الوزارة، فتكون الخطة الأعلى هي خطة الوزارة التي نريد تحقيقها في السنوات المحددة وبرنامجها الزمني المحدد.صاحب الخطة الأولى يتولى الوزارة، ويعاونه التسعة الباقون (أصحاب الخطط العشرة الفائزة) فيعملون معا فريقا واحدا رغبته نجاح الخطة التي اتفقوا على أنها أفضل خطة تم تقديمها لإصلاح الوزارة.وبهذه الصورة نضمن تحقيق عدة أمور:1- مشاركة المجتمع في صياغة خطط تطويره2- إيجاد حماس لدى الشباب للوصول إلى منصب الوزارة في يوم ما ممايفعهم للعمل بإخلاص وجهد كبير لتحقيق.3- الرضا بالنتائج المحققة فهي التي كنا نريدها، ولم نجد أفضل منها.4- الخروج من دائرة تعيين الموالين للحاكم والبعد عن ذوي الكفاءة.5- تكوين كوادر الصفوف الثانية والثالثة والرابعة وغيرها...6- تحقيق تقدم معين في زمن معين مهما كانت الصعوبات