بدأ اليقين يلقى بمرساه داخل قلبي ، باننا نذهب للأسوء ، ليس تشاؤما ، لكن معطيات الواقع ترسم دائما ملامح المستقبل ، لا شك اننا جميعا نرنو لمصر بمستقبل مشرق أفضل بكثير مما عاشته ، لفترات ليست بالقليلة ، جميعا ندعو ان نحمل الخير لمصر يقينا فى قلوبنا ، وليس على اطراف لساننا . علميا عندما يتذوق المرء شيىء وتخبر مراكز التذوق فى اللسان العقل به ، يكون اثره مؤقت ، لا يدوم ، اما ما يكنه القلب ففى الغالب لا يخرج على اللسان ، بين النظام القديم والنظام الجديد ، ما هى ملامح مستقبله ، وهل حقا سنختلف كثيراً ، هل حقا سيرتفع معدل نمونا الاقتصادى والسياسي والفنى والثقافى والدينى ... الخ ، عادة لا يذكر لفظ معدل النمو الى فى مكانين اولهما الاقتصادى والاخر البشرى ، لكننا نأمل ان يرتفع معدل نمونا فى كل شىء وهو رياضيا نسبة من كسر بسيط ، لكن حساباته معقدة جداً، ديمقراطيا ان تزداد مساحة الاختلاف ، دينيا ان تزداد معدلات الاخلاق والعبادات ، ثقافياً ان تزداد مساحة المثقفين ايمانا وعملا وان نجد اثر ذلك على المجتمع فكل مثقف سيأخذ معه اخرين فى الدائرة وهكذا ، هل احلامنا هذه لها محل من الاعراب، فى وقتنا الحالى تعالوا بنا نأمل ان يتحول المبدأ الاساسى فى السياسية كما علمونا وهو الكذب ، نأمل ان يتحول الى الصدق فى القول والاخلاص فى العمل به . انه حقأ حلم . سأفند فى كلماتى القادمة احلامنا لمصر وهل من حقنا ان نتفائل ام ان نقف وقفة جادة ونحلل معطيات الامور تحليلا صادقا بعيدا عن الميل او الهوى . بين هذا وذاك لقد عشنا فترة استبداد لا يختلف عليها احد كبتت فيها الحريات ، وقصفت فيها الاقلام ، قطعت فيها الالسنه ، انتشر الفساد حتى بين العائلة الصغيرة فى القرية الصغيرة لابد وان وصل اليها اى لون من الوان الفساد ، اما بموظف لا يعمل او عامل لا يتقن ، او تاجر يغش .... الخ . لن الوم احد لان كل هذا كان ثقف النظام العام ، لكن هل من حقنا ونحن على اعتاب تحضر حقيقى أن نأمل بالاتسام بصفات المجتمع المتحضر كلمة ومضموناً . الجزء السىء منى الذى دعانى للتشائم ، انى اشعر اننا نزداد سوءا ، فالغش ما زال مستمر والحريات تزداد تحجيما ، ذاك لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم سوى مع نفسه . ذاك يعتقد ان الاخر انه فاسد وسيموت دون توبه ، ذاك يخون كل من يختلف معه ، ذاك يرى من ليس معه عدوه الأول . عانينا من هذا كثيرا من جوع وفقر وغش وافتراء ، من تزوير فى الارادة وحجر على المعتقدات ، فأصبح من يقومه محظور ، ومن ينافقه رمز ، صور هذا لنا ان ذاك لا يسعى للعمل بما يدعو له على اطراف لسانه ، وانما يخفى ما يريد حقاً ، على اساس علمه بالغيب ، نجد الان معطيات ذاك تشير الى نفس الاسلوب من يختلف خائن وعميل ، ومن ينافق رمز وصديق ، معطيات ذاك تشير الى الحديث عن شىء والعمل للوصول لشىء اخر . عانينا كثيرا من هذا لاستخدامه سلطته ، والاعتقاد انه اله ( اعوذ بالله ) لا يحترم عرف ولا اعراف ، نصب نفسه مشرع ومنفذ وحاكم ومحكوم ، قائد وشعب ، اعمته السلطة بضم السين ، لا يحترم احكام ولا قانون ينفذ ما يرى مصلحته فيه ، ويغفل عما يضره ، واجد ذاك يسعى لنفس الشىء ، لا يحترم قانون ولا احكام ، يطلب ان يكون ديكتاتورا كسابقة ،قبل الوصول لكرسى هذا دعا ذاك لان ينال من سلطة هذا شىء وان يتم اعادة توزيع الادوار بما يحقق توازن للقوى تسعى لتقويم بعضها بعضا ، وبعد ان تغيرت الايه واصبح هذا سجينا وذاك رئيسا دعا لكل ادوات هذا كاملاً ، وهو ينفذ منوال هذا ، يرفض ما يضره ، ويستميت من اجل الدفاع عن الباطل ، يستغل القوه ليصبح ذاك مثل هذا . لقد سمعنا جميعاً ولمرات عديدة بلا شك جعل من ليس هذا وذالك شريف وحرامى ، شريف لان ذاك فى حاجه اليه ، وحرامي لانه يحكم بما لا يريده ذاك . لقد رأينا جميعا ونحن فى المدرجات ان الحكم بين هذا وذاك لم ولن يرضيهم جميعا ، حتى عندما ثرنا جميعا كجمهور فى المدرجات لاننا نرى الجميع من خارج الدائرة ، ثرنا من اجل الحق خونا وكفرنا . عانينا كثيرا من انعدام اخلاق هذا ، وبعده عن الشرع والدين ، وذاك يتاجر بهما معا علنا ويخفى سراً من يبغيه ، كثيرا ما استغل هذا قوته لينهش الاخر ، واجد معطيات ذاك تفعل هذا علنا . عاننيا دوما من سفه هذا ، وافترائه على ذاك ومن معه ، واختلافه معه كان دائما يجلب العنف ، كان دائما يخرج عن دائرة الاختلاف واحيانا ممكن ان يخلق سفك الدماء ، واجد ذاك الان بعد ان تبدلت الايه ولم يبقى الحال على ماهو عليه ، يختلف بعنف يقصى ويهدد بسفك الدماء ، نجده يفتى دوما بلا ادلة ، نجد اعينه يخرج منها نار الغل والانتقام لتحرق كل شىء يقف فى طريقها . اخيرا اجد الجميع متكالب على مصر ليقضى عليها ، اجندات واهداف غير معلنه نستغل تعاطف البسطاء ، وقهر المظلومين ، وحماسة الغير راضيين ، لنتاجر بهم جميعا من اجل مصالحنا فقط . اعتقد ان ذاك لن يكون افضل من هذا كثيرا وقد فندت مواقفهم معا واوجه تشابههم ، بين هذا وذاك اصبح سيرك الجميع يلعب من اجل اعجاب الجمهور ، ولن ينظر الجمهور للجميع معا ، اشعر بأن الكيل قد فاض ، والغش قد ساد ، والكذب قد عاد . ادعو الله لمصر ان يحميها من هذا وذاك ، وان يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن .