فى حياة موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب حكايات وقصص فنيه سوف نتناول جزء منها – فى احد المرات دعى الى سهرة بها عدد من كبار الشخصيات في احد فنادق القاهرة . وكان من بين الحاضرين زعيم الوفد " مصطفى النحاس باشا " وكان رئيسا للوزارة . وعندما سارع بالسلام على الباشا . لكنه رفض ان يمد يده إليه وأشاح بوجهه عليه وقال بغضب: أنا لا أصافح المائعين ( مائع يعني دلوع).وهنا شعر بدوار لكنه تمالك نفسه وقال له: ليه يا باشا؟ قال: لأنك مائع .مش انت اللي بتغني وتقول "مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك.. ياللي تركت الوطن والأهل علشانك" وكان رد محمد عبد الوهاب: أيوه يا باشا أنا--- ورد الباشا ( صرخ وغضب ) وقال: إزاي تسيب وطنك عشان بنت؟ انت ما عندكش رجولة ؟ ماعندكش كرامة؟ ماعندكش وطنية؟ بنت زي اللي بتحبها تخليك انت محمد عبد الوهاب ابن الشيخ عبد الوهاب محمد تصير مسكين وتهجر وطنك وتسيب اهلك علشانها ؟ ورد محمد عبد الوهاب: بس يا باشا...الباشا: لا بس ولا حاجة .. الحكومة لازم تمنعك من غناء الموال ده . وانت ممنوع تغنيه بعد النهاردة فاهم؟ ولأن مصطفى النحاس باشا كان يؤنبه امام جميع نزلاء الفندق .. ومعظمهم من كبار الشخصيات وكرام الأسر وسيدات المجتمع فترك الفندق وعاد الى غرفته وظل يبكي ...وبعدها خلا الى نفسه ووجد ان ماقاله له مصطفى النحاس باشا كان صحيحا. ان الرجل يجب ان يظل رجلا حتى في مرافق الفنون . إن الميوعة والتخنث والبكاء لا يليق برجل مهما استبد به الهوى والحرمان والعذاب. ومن يومها وهو يراعي الدرس القاسي الذي لقننه اياه رئيس وزراء سابق. وهكذا لم يعد مسكينا . بل أصبح موسيقيا ينحر قلبه اذا ما احس ذله ويترك دمعته تتحجر في عينيه قبل ان تنحدر و يعض على جراح قلبه اذا ما هجره الحبيب'ومن الحكايات الاخرى فى حياة الموسيقار انه كان نحيل الجسم وحدث فى موسم 1927 واثناء تمثيله امام منيره المهديه ان ارتمت على صدره ( كليوباترا ) فسقط على ارض المسرح ومن فوقه كليوباترا وعقب هذا الموقف ان قال " حسين باشا رشدي رئيس مجلس الشيوخ" يقول لمنيرة: ايه الواد المفعوص ده .. انا اقدر امثل دور انطونيو احسن منه. فأجابت منيرة على الفور: مفيش مانع يا باشا تبقى انت انطونيو بس تعين محمد عبد الوهاب رئيسا لمجلس الشيوخ. فضحك حسين باشا وقال خلاص اتفقنا. وايضا لا احد ينسى دور محمد عبد الوهاب المدرس والتلميذ احسان عبد القدوس - كان محمد عبد الوهاب يمتهن التدريس في مستهل حياته - مدرسا لمادة الاناشيد بمدرسة فؤاد الاول الثانوية. وكان من بين تلاميذ المدرسة " احسان عبد القدوس" .وفي امتحان الاناشيد طلب المدرس من احسان الغناء. فلم ينل صوته قبول المدرس وصرخ في وجهه " صوتك وحش". وكلما دخل المدرس الفصل كان يقول لاحسان عبد القدوس " ا طلع بره الفصل" فكان ينزل في فناء المدرسة يقرأ قصص وروايات. فلما علمت امه "روزاليوسف" بسوء معاملة محمد عبد الوهاب لتلميذه قررت أم الطالب اقامة حفلة في بيتها ودعوة المدرس وبعض الاصدقاء من رجال الادب والفن. وحضر الموسيقار الحفل. وجلس في الصالون وسط المدعوين يروي متاعب بعض التلاميذ وعدم تذوقهم للموسيقى والغناء . وفي هذه اللحظة لمح المدرس تلميذه احسان اثناء دخوله الصالون فصاح في وجهه: تعال هنا .. اسمك ايه؟؟ فأجاب الولد : اسمي احسان عبد القدوس فقال له محمد عبد الوهاب: اطلع برة وضحكت السيدة روزاليوسف وهي تقول: ده ابني يا محمد افندي يطلع بره ازاي؟ خجل محمد عبد الوهاب من تصرفه ونادى على احسان قائلا: طيب يا احسان اوعى اشوفك تغني اناشيد مرة تانية. ومن المواقف الاصيله – فى 1917 ومع ابن الشيخ سلامة حجازي: كان عبد القادر حجازي ابن الشيخ سلامة حجازي فرقة تمثيل بعد وفاة والده. وكان يقول في الاعلانات انه خليفة الشيخ سلامة حجازي في التمثيل والغناء ليضمن اقبال الجماهير. ولكن لما كان لا بد من أن يغني وهو لم يكن ذا صوت مقبول أصلا فقد قاده أحد ملحني هذا العصر واسمه محمد يوسف شمعون الى الصبي الصغير عبد الوهاب لانقاذ الموقف . ولم يجد عبد القادر حجازي بدا من أن يمثل هو أدوار والده وفي نفس الوقت يجلس محمد عبد الوهاب خلف الكواليس ليغني القصائد وما على عبد القادر الى ان يفتح فمه ويغلقه كما لو كان يغني حقيقة. ولكن تشاء المقادير التعسة ان يحدث خلاف بين غناء محمد عبد الوهاب وبين مخارج الحروف عند عبد القادر حجازي مما كشف الأمر امام الجمهور وكانت فضيحة يتحدث بها مسرح ( الكلوب الحسيني).- وايضا ومن روايات وذكريات موسيقار الاجيال يقول ان صديقا أغراه بتعاطي مخدر ييسر له الوحي فمرض من هذا المخدر مرضا شديدا وعن هذه التجربه قال: " هذه التجربة علمتني ان الفن لا يمكن ان يولد ابدا بطرق شاذة. والفنان اللذي يتصور انه يبتدع فنه بفضل السطل - هو فنان واهم جدا. لأن الفن موهبة وعقل وذكاء ويقظة وتأمل ونظام". ومن اقوال موسيقار الاجيال عن الميكروفون: ان الميكروفون هو السبب في تراجع الأداء الغنائي العربي.. لأن الميكروفون سهل كثيرا عملية وصول الصوت حتى اصبح اصحاب المواهب الناقصة يحولون الى مطربين. بينما كان عصر اللا ميكروفون لا يسمح بالتحول الا الانسان الذي اكتملت مواهب الغناء فيه. وكان راى موسيقار الاجيال فى شخصية أم كلثوم يقول : احس كلما سمعتها ان صوتها منحدر من سلالة صوتية اصيلة وان في حنجرتها خلاصة لنبرات حلوة متعددة وهي تمثل العظمة واحلى بوابة انفتحت لألحاني. ويقول عن العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ: انه صاحب اذكى عقل واحلى صوت رجولي حنون عاطفي لن يعوض. ويقول عن شخصية موسيقار الازمان فريد الأطرش: كنت أفضل سماع اعماله الموسيقية – وعن المطربه نجاة الصغيرة: صاحبة الدلال والصوت الشجي - يمامة الغنوة وعن شادية يقول :أخف صوت نسائي و شباب على طول - وعن محمد قنديل: صاحب احلى صوت مصري اصيل لابن البلد - وسعاد محمد: أحسن من غنت الاغاني الدينية - وأحمد السنباطي: إنه يذكرني بوالده وقد كنت من المعجبين بصوت السنباطي انه لا يقلد والده ولكن صوته هو نفس لون صوت رياض السنباطي. – وعن فيروز يقول : صوت ملائكي صاف مقطر - يكاد يفقد آدميته لطهارته وعن صوت صباح: تعبر بدقة وحساسية عن بيئتها اللبنانية الجميلة الاصيلة وعن اهل الموسيقى والملحنين يقول : رياض السنباطي: ملحن يعكس روحنا الشرقية بالحانه وهو ملحن رصين. يجبر المستمع على احترام ما يقدمه . وأنا اجد فيه دائما الروح الدينية والرومانتيكية الحالمة وهما صفتان شرقيتان اصيلتان في بيئتنا العربية. وعن الموسيقى بليغ حمدي يقول : يشدني لسماع الحانه عندما يعطي كل امكانياته = كمال الطويل: أدق موسيقار في عمله ومحمد الموجي يقول عنه : تشدني أعماله القديمة للأسمتاع اليها اكثر من مرة والى حكايات فنيه اخرى لكم كل الحب \ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى 01006802177 [email protected]