يبدو أن الفقراء في مصر منذ عصر الفراعنة , كُتب عليهم الشقاء , في العصر الفرعوني حملوا أحجار الأهرام وأخذوا الفتات , وتمر الأيام والأعوام , ويثور الفقراء على مبارك , بعد سنوات عجاف , تراكمت فيها الهموم , وكثرت المخدرات , وضاع الشباب , وتاهت البنات بين النقاب والانحلال ................ثم يأتي مرشحي الرئاسة لتسمع نفس الإسطوانة المشروخة .. رأس المال الوطني الشريف هو الذي سيحل القضية , سوف نعطيهم الأراضي الصالحة للزراعة حتى تعود بالخير على أبناء مصر , ونعطيهم المناجم والمواني ونعطيهم ونعطيهم .... ونسى الجميع شباب مصر تلك القوة المعطلة التي لا تجد ما يستغلها ..... شباب اليوم من شدة ما لحق بهم على استعداد لزراعة الصحراء بل صعود الجبال ....... فلم نسمع أن الرئيس القادم سوف يوصل البنية الأساسية للأراضي وتوزيعها على الشباب ومنحهم القروض الميسرة حتى يتمكنوا من زراعتها وتصبح ملكاً لهم , فالكل مازال يدور في فلك رجال الأعمال الذين لم نجنِ منهم إلا الشوك , سواء في عهد مبارك أو حتى بعد الثورة فقد أنفقوا ومازالوا ينفقون الملايين لتدمير الثورة بل تدمير الشعب لتبقى مصالحهم قائمة كما هي . فما زلنا نسمع عن قانون حق استغلال الأراضي وليس التمليك ويشمل أبناء مصر والأجانب , فهل أصبح المصريون والأجانب على أرض مصر سواء ! , هل يحرم شاب صغير من ثمرة كده عندما يأخذ قطعة أرض في الصحراء وينفق فيها عمره وماله ثم بعد ذلك أقول له أنها ليست ملكك ؟ ثم نقول فقد المصريون الانتماء لأرض الوطن . لم نسمع أن مجلس الشعب سوف يعيد قوانين تم إلغاؤها في فترة مبارك حتى تتمكن الحاشية من النهب والسلب , مثل قانون تحديد الملكية , وقانون من أين لك هذا ؟ لم نسمع رئيس متوقع تكلم اللهم إلا بعض الألفاظ العابرة عن الفلاح المصري , الذي أكلته البلهارسيا وغمس به السرطان , والتهمت ماشيته الأمراض الفتاكة . لم يتكلم أحد عن المخدرات التي تباع على قارعة الطرق بل أصبحت تزرع في مصر فعما قليل سوف تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من المخدرات . أو حتى التعليم المصري الذي أصبح كالرجل العجوز الذي جرب معه الأطباء جميع أنواع العلاج حتى أصبحت الحقن لا تنفد إلى جسده , وما زال نفس الأطباء رغم فشلهم يحاولون لعله يموت في أيديهم , فلماذا لا يأتي أطباء جدد لعلهم يعيدون الحياة للجسد الميت ؟! الفقراء في مصر هم الذين يجنون ثمار السياسات الفاشلة والعقول الجامدة , ومدعي العلم والثقافة وأصحاب الألقاب الرفيعة من الأساتذة والدكاترة و المستشارين الذين ورثوا اللقب كابر عن كابر ........ فيا فقراء مصر .... طوبة أو حجر أو عظمة لكم , قريبا ً سوف تخافون من العسكري , وتقبلون الضرب على القفا .