في رحلة خاصة جداً أحاول فيها أن أمتلك نفسي وأتعرف على روحي وأمارس فيها شي من عاداتي وطقوسي الخاصة في عالمي الوحيد الغير مسموح لأي أحد باقتحامه في عالمي الملي بالأسرار الذي لا يعلمه إلا الله ينتباني أحياناً وخلسه شعور غريب وأنا أقرأ في كتاب الله بعض من أيات الذكر الحكيم ولا أستطيع أن أوصف لكم حالة الشعور بالطمأنينة والسعادة والرضا واللذة التي تغمرني وأتعرف بيها الي روحي والسكينة التي تسكنني فيفرح بها قلبي ويسكن منها عقلي وتلك الراحة النفسية التي نبحث عنها جميعاً ولا نجدها الا نادراً الي أن قرأت (( وانه لهدي ورحمة للعالمين)) فهو الرحمة الحقيقية لعبّاده وحفظته وقرائه وللخلق كافه وهو الهدي للمؤمنين العارفين بمقامه القارئين له ما أستطعوا قراءة القلب قبل اللسان ومعراج الروح لرب الأنام أذا قرأت بإيمان فتأخذك تلك التلاوة المباركة الي عوالم مختلفة وأزمنة بعيدة لترتقي بها إلي مقام الإحسان والإيمان والبصيرة والزهد في دنيتنا الكاذوبة الخادعة الماكرة الفانية فمن عرف مقام القرآن فاض عليه بأنواره ورفع من مقامه وكشفت له أسراره ولأشك أن القرآن هو المعحزة الخالدة لبني ادم وإلي قيام الساعة والي أن يرث الله الأرض ومن عليها وعندما قرأت في سير الصحابة العظماء درر الأمة الإسلامية وما تبعهم من التابعين وتابعي التابعين والعلماء الأجلاء من أصحاب المذاهب والمدارس الفقيهه في الإسلام وجدت أن هنالك شي واحد مشترك بينهم غير كونهم مسلمين إلا أنهم كانوا أكثر قراءة للقرآن وأغلبهم يحفظونه عن ظهر القلب ودائماً في قراءة مستمرة له ينهالون من بحر علمه الفائض وذخائر مكنونه الواسع وقال سهل ابن عبد الله التستري: ( لو أعطي العبد بكل حرف من القرآن ألف فهم لم يبلغ نهاية ما أودع الله في آية من كتابه ) و قال أحد الأدباء : ( إن هذا القرآن لا يمنح كنوزه إلا لمن يُقبِلُ عليه ) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( القرآنُ حمَّالٌ ذو وجوه ) ودهشتني أيضاً راجحه عقولهم وفصاحه ألسنتهم ومهارة حكمتهم ورقي أخلاقهم وطبائعهم وثباتهم النفسي وأتزانهم الروحي وصلابتهم في الشدائد وهو ما أكدت عليه الدراسات مؤخراً فأثبتت الدراسات العلمية أن حفظ القرآن وقراءته فيها تقويه للذاكرة وتحصين من كثير من الأمراض و من بركة القرآن أن الله يبارك في عقل قارئه وحفظه. فعن عبد الملك بن عمير : ( كان يقال أن أبقى الناس عقولاً قراء القرآن ) وفي رواية : (( أنقى الناس عقولا قراء القرآن )) وقال القرطبي : من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مئة وأوصى الإمام إبراهيم المقدسي تلميذه عباس بن عبد الدايم رحمهم الله : ( أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ ). قال أبو الزناد : ((كنت أخرج من السحر إلى مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ )) قال شيخ الإسلام : (( ما رأيت شيئا يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى )) تعلّق بالقرآن تجد البركة: قال الله تعالى في محكم التنزيل: "كتاب أنزلناه اليك مبارك" وكان بعض المفسرين يقول : ((اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا )) فما أحوجنا في تلك الأيام وذلك الزمان الذي تلوث بأيدينا وتاهت فيه الحقيقة وكثرت فيه الفتن وأضمحلت فيه البركة وكثرت فيه الخبائث الي كتاب الله تعلقوا بالقرآن تجدوا البركة والسعادة والراحة والأمل والحب تعلقوا بالقرآن لتغمرنا البركة ويرفع الغلاء ويكشف عنا البلاء ويرحم به الأحياء تعلقوا بالقرآن يرحمني ويرحمكم الله