بات خروج الشيخ حازم من سباق الرئاسة شبه مؤكد.. ربما لم تعجبني مطلقا خطاباته العنترية وطريقته في تخدير الناس.. ولكن هناك كلمة حق لابد أن تُقال وهي أن جنسية والدته لا تعيبه مطلقا كشخص محترم في المجتمع.. ولو ثبت بالفعل أنها تحمل الجنسية الأمريكية فيجب أن نُحسن الظن بالشيخ ونكون على يقين أنه لم يعلم بذلك. لقد عشتُ عامين خارج البلاد كان من الممكن أن أحصل خلالهما على أي جنسية دون أن يعلم أهلي بذلك.. هذا أمر وارد جدا. والإسلام يأمرنا بإحسان الظن بالناس ويشدد على أن نحسن الظن بأنفسنا {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا}. لم ألتق بالشيخ حازم مطلقا ولكني سرت خلف والده رحمة الله عليه في مظاهرات صاخبة مناهضة لإتفاقية كامب دافيد ومعارضة لسياسة الرئيس السادات.. كان الشيخ صلاح أبو إسماعيل رجلا طويلا قويا مهيبا يرتدي زيا أزهريا يزيد من هيبته.. وفي إحدى المرات كان الشيخ صلاح أبو إسماعيل على رأس مظاهرة عارمة أمام الجامع الأزهر.. ورأيت ضابط الأمن المركزي يأمر الجنود بالقبض على الشيخ أو ضربه.. لم أسمع الأمر ولكنه أشار لهم نحو الشيخ.. فانطلقوا نحو الشيخ الجليل وبدلا من إيذائه انحنوا يقبلون يده.. رحم الله والد الشيخ حازم فقد كان رجلا ربانبا جريئا في الحق لا يخاف في الله لومة لائم وكان سياسيا قديرا قلما يجود الزمان بمثله. العلمانيون يستخدمون قصة الجنسية لتشويه التيار الإسلامي ويجب ألا ننساق في خضم الخصومات الإنتخابية نحو هذا المنزلق الخطير.. فليس حمل أحد الأقارب للجنسية الأمريكية عيب لشخص المرشح نفسه ولا لقريبه.. ولو ثبت الأمر فبكل تأكيد لم يكن الشيخ حازم يعرف ذلك وإلا لما تجشم هذا العناء في حملته الانتخابية ولما أنفق تلك الأموال.. وهو كمحامي قدير يعرف جيدا أن جنسية الوالدين ستخضع لفحص دقيق.. فحتى من الناحية المنطقية لا يمكن أن يكون عارفا بحمل والدته لجنسية أخرى وإلا لما أقدم على الترشح من الأساس. وأخيرا أريد أن أشكر الشيخ حازم لأنه أظهر كم يُحب هذا الشعب شريعة الإسلام.. فبمجرد أن رأورا رجلا يُطالب بالشريعة صراحة دون مواربة ولا تلميح انساقوا خلفه متعطشين إلى الإسلام.. وهذا في حد ذاته مكسب سياسي للإسلاميين.. فلا أظنهم إلا سائرون على نفس المنهج الصريح.. وقد ظهر ذلك جليا حيث كان أول تصريح لخيرت الشاطر مرشح الإخوان أنه يسعى لتطبيق الشريعة.. بينما كان الإخوان قبل ذلك يُغَّلفون الكلام عن الشريعة بكثير من الطمأنه للمفزوعين من الشريعة.. طمأنه تكاد تجعل موقفهم من الشريعة كموقف كالعلمانيين.. فشكرا للشيخ حازم ورحم الله والده العالم الكبير والشيخ الجليل.. صلاح أبو إسماعيل.