نهر النيل ذلك المخلوق البديع الجمال وأجمل ما يكون النيل في أسوان ولا يضاهي روعته وجمال منظره هناك شيءٌ آخر تعانق مياهه الصافية الأحجار وتحتضن الرمال الصفراء مجرى النيل وترقص أشجار النخيل على ضفافه ملأى بالطيور الصادحة في صورة فريدة حبا الخالق بها مصر وميزها دون سواها لقد خص الله الكريم عطاؤه مصر بالنيل العظيم سخاؤه هذا النيل الذي يعتبر شريان الحياة لمصر والمصريين ومتنفس البسطاء والأغنياء على حدٍ سواء ونهرنا العظيم يتميز بجمال أخَّاذ يخلب اللب ويذهب بالعقول وفي أسوان بلد السحر والجمال يختلف في بهاءه عن أي مكان آخر كما أن النيل يختلف عن كل أنهار الدنيا فهو فيه المستراح من الهموم ومياهه العذبة تجلي العيون بمرآها وتداوي النفوس والأرواح نسماته الرقيقة .... فهنيئاً لنا نحن المصريون بهبة الله وعلينا أن نحافظ عليه ونشكر الواهب المعطاء. وترى المراكب الشراعية تتهادى فوق سطح النيل وتنعكس صورتها على صفحته الزرقاء في مشهد يجعلك تسبح في دنيا الخيال وعندما تلتفت للشاطئ وتداعب عينيك مناظر أشجار النخيل الباسقة والمانجو الخلابة فهناك في أقصى الصعيد في الأقصروأسوان على وجه الخصوص تجد الطبيعة لا تزال بكراً لم تعبث بها أيادي البشر ولم تمتد إليها يدٌ بالتخريب ويكمن سر جمال النهر هناك في هذا العامل بشكل أساسي إضافة إلى عوامل أخرى عديدة منها المكون البديع لجغرافية المكان فتجد النهر يشق طريقه متجهاً للشمال حاملاً لمصر الخير والنماء حيث تخرج المياه مندفعة من السد العالي لتنساب بين الصخور السوداء وتجدها ضحلة لا تكاد تصدق أن تلك المياه هي التي تصنع ذلك النهر العظيم وهناك على الشاطئ الرمال الصفراء في سفح الجبل لكم أ ن تتخيلوا معي هذا المشهد الخلاب وتتناثر مجموعة من الجزر هنا وهناك مليئة بالخضرة والحشائش والأشجار ولا سيَّما جزيرة النباتات التي تعد مزاراً عالمياً لكل من تطأ قدميه أسوان وفيها أشجار نادرة وبعض الحيوانات الأليفة والطيور وهي متنفس رئيسي لأهالي أسوان وزوارها من وطأة الحرارة في الصيف وفي الشتاء يتلمسون فيها الدفء والجمال . يا لروعة ذلك المشهد مشهد النيل وهو يحتضن بكل رقة ولطف معبد " فيلة " والذي يعد من أهم معالم أسوان الأثرية وهو بمثابة تحفة معمارية متقنة البناء محكمة التصميم وتحيط به مياه النيل من كل جانب وكان قد تم نقل ذلك المعبد من جزيرة فيلة بعد تفكيكه عندما غمرتها المياه ليعاد تجميعه مرة أخرى وبنفس هيئته التي كان عليها فوق جزيرة أجيليكا في أعقاب بناء السد العالي وخلف السد تشاهد أكبر مسطح مائي صناعي في العالم وهو بحيرة ناصر التي تمتد على مساحة 5250كم مربع وهي تختزن كميات ضخمة من المياه لتحافظ على مصر من وطأة الجفاف الذي تكتوي بناره أغلب دول القارة فتظل شاهدة على عظمة الفكرة وعظمة العصر ورجاله.