والحق أننا لن ندخل فى إشكاليات فقهية واختلافات بين المذاهب عن حقيقة وماهية تكفير تارك الصلاة ، فذلك تنازع يطلبه غيرنا فى كتب الفقه وآراء أصحاب المذاهب الفقهية المختلفة .. ولما كنا قد علمنا بوجوب الصلاة وأنها فرض عين ، فلا عذر لمن تركها عامدا أو متكاسلا ، بل لا يجوز تركها فيما أفهم إلا لعلة الموت.. وأركان الصلاة أربعة عشر ركنا لا تسقط عمدا ولا سهوا ولا جهلا . أحدها : القيام في الفرض على القادر منتصبا . الثاني : تكبيرة الإحرام ، وهي : اللّه أكبر ، لا يجزئه غيرها . الثالث : قراءة الفاتحة . الرابع : الركوع . الخامس : الرفع من الركوع والاعتدال قائما . السادس : السجود . السابع : الرفع من السجود . الثامن : الجلوس بين السجدتين . التاسع : الطمأنينة وهي السكون . العاشر : التشهد الأخير . الحادي عشر : الجلوس للتشهد الأخير . الثاني عشر : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . ومن هنا لا تصح الصلاة إلا بشروط الإتيان بأركانها وأدائها على التفصيل السابق والوجه الأكمل من قيام وركوع وسجود وجلوس للتشهد .. ويمكن أن نربى أبناءنا عليها عن طريق مشاهدتنا نصلى وتقليدنا وتشجيعهم على ذلك ، فالتقليد أسلوب من أساليب التأسى . ويمكن أن نعلمهم الأركان يالصور ، فنقدم لهم صور ورسوم لكل ركن بالترتيب المطلوب ، صورة تمثل القيام وسورة تمثل الركوع وصورة تمثل السجود وصورة تمثل الجلوس للتشهد .. ولما كان الأمر مشوقا جدا ، فقد شاهدنا أمر غاية فى الجمال والروعة أثناء تمثيل تلك الصور تمثيلا حيا كما يلى : 1- أن نوقف أحد الأبناء أو الأشخاص فى وضع القيام 2- وآخر فى وضع الركوع 3- وثالث فى وضع السجود 4- ورابع فى وضع الجلوس للتشهد هكذا تكون الأركان قد تشكلت صورتها تماما أمام الطفل أو المتعلم .. لكن – تلك الصورة كشفت لنا أثناء مشاهدتها الهادئة عن روعة ما أنتجته تلك الصورة بأوضاعها الأربعة مكتملة ، فقد قرأنا اسم أحمد مكتوبا بتلك الأوضاع الأربعة وكأنها حروف هجاء اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فأحمد من أسمائه الخمسة المشهورة فى السنة صلى الله عليه وسلم ، فهو محمد وأحمد والماحي والحاشر و العاقب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم " لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب ".( موطأ الإمام ملك وصحيح الإمام البخاري - رواية محمد بن جبير بن مطعم ) نعم / من حقك أن تندهش وتتساءل فى ذات الوقت ، فقط انظر معنا إلى الأوضاع الأربعة ستقرأ اسم أحمد صلى الله عليه وسلم بحروفه الأربعة هكذا : 1- الألف ويمثله وضع القيام 2- الحاء ويمثله وضع الركوع 3- الميم ويمثله وضع السجود 4- الدال ويمثله وضع الجلوس للتشهد والآن دعنا نقرأ اسمه صلى الله عليه وسلم فى شكل وصورة الصلاة الظاهرة ، ولكن – لا نكتفى بذلك ؛ فالصورة الباطنة للصلاة وما تحويه من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فى التشهد الأخير واجبة عند الشافعية ، فهى ركن تبطل بدونه الصلاة عند الشافعية وكذا عند الإمام أحمد ، وهو ما توسعنا فيه فى كتابنا ( الكون كله خريطة محمدية ). ( والله من وراء القصد ) ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور بحث وكاتب وأديب أستاذ الفلسفة والتصوف بالجامعات الليبية سابقا