د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري سيدي الوالد: ها أنا، يا مربّي الأجيال وعاشقَ الصحبِ والآل، قد غبتُ عنكَ وتركتُ الألفةَ والاستئناسَ بك رغبةً في تحصيلِ المعرفة. وجُلُّ رجائي في ذلك كلّه الانتفاعُ بي في ديني ودنياي. بيدَ أنّ بُعدي عنكم قد أطفأْتُ بيديّ بريقَ ضوءٍ كان يُنِير الدربَ لي ويرشدني، وودّعتُ راحةً كانت تسكن أرجاءَ نفسي، وغادرتُ صدراً يتّسع لكلّ أحزاني، وابتعدتُ عن قلبٍ يستمتع بأحاديثي التي لا يملّ منها. والدي العزيز: إنّي أعدكَ، رغم ما بيننا من مسافات، أنّي مستمرٌّ على النّهج الذي أرشدتنا إليه، والطّريق الذي قوّمتَنا وربّيتنا عليه، وما كان عليه آباؤنا وأجدادنا السّادة الأشراف من آداب وأخلاق عَليّة. وإنّني على تعهّد من محبّتكم وخدمتكم، ولا يمرّ عليّ يوم ولا ليلة إلا ودعوتُ لكم فيهما بما أرجو من الله قبولَه، وذلك وِرْدٌ عليّ محتومٌ في الحضر والسّفر، وإنّي يا سيّدي أسألكم ألّا تنسوني من صالح دعواتكم في خَلَوَاتكم وجَلَوَاتكم، والدّعاء لي ببلوغ المُنى دنيا وأخرى، وجزاكم الله كلّ خيرٍ ووقاكم كلّ ضيرٍ، وأسأل ربّي عزّ وجل أن يحفظكم بما يحفظُ به عبادَه الصّالحين، ويلبسكم لباسَ الصّحةِ والعافية، والسّلامُ من ابنكم المحبّ الخادم لجنابكم، والصّادق في محبته لكم. بقلم: الشريف د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري باحث وكاتب أزهري وعضو نقابة السادة الأشراف بمصر