د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري تعرف المتلازمة بأنها مجموعة من الأعراض والعلامات التي تصف بمجموعها مرضا معينا أو اضطرابا نفسيا أو أية حالة غير طبيعية، ومن هنا أطلقت على (تتبع العثرات وتصيد الزلات) متلازمة، فهي نوع من المرض الشديد الذي يعاني منه كثير من الناس ممن يمتلكهم محبة الأذية بالآخرين من خلال النفخ في أخطائهم وتضخيمها، وهذه (المتلازمة) تحتاج إلى علاج مستمر، وأفضل علاج لها: الانشغال بإصلاح النفس وعيوبها؛ فمن عرف نفسه واستبصر حاله .. أحسن ولابد الظن بالآخرين. ومنه يعلم أن التغافل عن زلات الناس وعدم تتبع عثراتهم، والترفع من تتبع أخطائهم، والوقوف على عوراتهم من أعلى وأرقى شيم الكرام في عصرنا؛ لأن الناس مجبولة على الوقوع في الزلل والخطأ، فإن اهتم الشخص بزلة وعورة كل أحد تعب وأتعب غيره، ولهذا يحسن بالإنسان أن لا يدقق في أخطاء الناس، ولا يتتبع عوراتهم، وأن يغض الطرف عن عثراتهم، ويحسن الظن بأصحابه وأحبابه. وفي حقيقة الأمر ليس هناك أفضل من خلق يتخلق به المرء في هذا الزمان من خلق (حسن الظن) بالناس، فحسن الظن يريح قلب الإنسان ويسمو بشخصيته، ولولا حسن الظن لعاش في قيل وقال، ولتعب وأتعب غيره ممن حوله، ولن يصل لشيء إلا بغض الناس لأفعاله، فإذا أكثر الشخص البحث عن تفاصيل الناس وتتبع أخطائهم .. فإنه يبحث عن مواطن الوجع لقلبه، وإنما يكتفي في معاملاته مع الناس بالظاهر وينطلق. وأخيراً: تجاهلوا عيوب أحبابكم؛ لتنحصر العيوب وتنكمش، وركزوا على جوانب التميز لتتسع، وما دمت تخطئ ويلتمسون لك الأعذار فمن الحكمة إذا أخطأوا أن تلتمس لهم الأعذار، فلك عقل .. ولهم عقول، وعندك خطأ .. وعندهم أخطاء، ويلتمسون لك .. فالتمس لهم. ولراحتك وسعادتك: اعتن بنفسك، وراجع دوما أخلاقك، وتفقد أسلوبك، واهتم بمعاملاتك، ولا تتدخل في أمور غيرك، واترك حياة الآخرين لهم. بقلم د. علي زين العابدين الحسيني الأزهري باحث وكاتب أزهري