الخريجون الجدد: لحظات الفخر في ذكرى النصر    خلال ساعات.. قطع المياه عن بعض المناطق بالقاهرة (تفاصيل)    «خارجية الشيوخ»: العلاقات المصرية الإماراتية هي الأقوى في المنطقة    مباحثات خليجية إيرانية تؤكد ضرورة الحفاظ على سلامة واستقرار المنطقة    يحيى الدرع يقود فيزبريم للتتويج بمونديال اليد على حساب ماجديبورج    كلب ضال يعقر 7 اطفال بمدينة الفيوم (تفاصيل)    إطلاق الإعلان التشويقي لفيلم "الفستان الأبيض" وعرضه بمهرجان الجونة 30 أكتوبر    ضبط 17 مخبزا مخالفا في حملة على المخابز في كفر الدوار    سعود عبدالحميد أساسيًا في تشكيل روما لمباراة إلفسبورج بالدوري الأوروبي    إجراء 47 قسطرة قلبية وتركيب منظم ودعامات لحالات جلطات حادة بمستشفى الزقازيق العام    بيان مهم بشأن حالة الطقس غدًا الجمعة.. والأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب البلاد (تفاصيل)    المؤتمر: مبادرات الدولة المصرية بملف الإسكان تستهدف تحقيق رؤية مصر 2030    ممدوح عباس يهاجم مجلس إدارة الزمالك    افتتاح فعاليات الندوة العلمية الموازية لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    إيمان العاصي تكشف عن مفاجأة في الحلقات القادمة من مسلسل برغم القانون    أمين الفتوى: الاعتداء على حريات الآخرين ومجاوزة الحدود من المحرمات    دينا الرفاعي وجهاز الفراعنة تحت 20 عاما يحضرون مباراة وادي دجلة والطيران (صور)    قافلة طبية لأهالي «القايات» في المنيا.. والكشف على 520 مواطنًا    أمين عام الناتو يزور أوكرانيا ويقول إنها أصبحت أقرب لعضوية الحلف    "القاهرة الإخبارية": الحكومة البريطانية تطالب رعاياها بالخروج الفورى من لبنان    تكريم أوائل الطلاب بالشهادات الأزهرية ومعاهد القراءات بأسوان    3 وزراء يفتتحون مركزًا لاستقبال الأطفال بمقر "العدل"    صندوق النقد الدولي يؤكد إجراء المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة    لهذا السبب.. منى جبر تتصدر تريند "جوجل"    «الثقافة» تناقش توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي بمهرجان الإسماعيلية    مصر تعيش بروح أكتوبر    موتا: الشجاعة منحتنا الفوز على لايبزج    اقتحمناه في 4 ساعات.. اللواء محمد فكري: معركة "جبل المر" أصابت العدو بالذعر    افتتاح المؤتمر الدولي السابع والعشرون لأمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد احتفال المستشفى الأمريكي بطنطا بمرور 125 عامًا على تأسيسها    حكم صلة الرحم إذا كانت أخلاقهم سيئة.. «الإفتاء» توضح    أضف إلى معلوماتك الدينية| فضل صلاة الضحى    سفير السويد: نسعى لإقامة شراكات دائمة وموسعة مع مصر في مجال الرعاية الصحية    لطفي لبيب عن نصر أكتوبر: بعد عودتي من الحرب والدتي صغرت 50 سنة    إصابة شاب بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    مصرف «أبو ظبي الإسلامي- مصر ADIB-Egypt» يفتتح الفرع ال71 بمدينتي    تأهل علي فرج وهانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة قطر للإسكواش    تعديلات قطارات السكك الحديدية 2024.. على خطوط الوجه البحرى    العرض العالمي الأول لفيلم المخرجة أماني جعفر "تهليلة" بمهرجان أميتي الدولي للأفلام القصيرة    باحث: الدولة تريد تحقيق التوزان الاجتماعي بتطبيق الدعم النقدي    الرئيس السيسي يستقبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمطار القاهرة    ألفاظ نابية أمام الطالبات.. القصة الكاملة لأزمة دكتور حقوق المنوفية؟    رئيس الوزراء ورئيس ولاية بافاريا الألمانية يترأسان جلسة مباحثات مُوسّعة لبحث التعاون المشترك    تعدد الزوجات حرام في هذه الحالة .. داعية يفجر مفاجأة    بيراميدز يخوض معسكر الإعداد فى تركيا    منها «الصبر».. 3 صفات تكشف طبيعة شخصية برج الثور    محافظ الغربية يبحث سبل التعاون للاستفادة من الأصول المملوكة للرى    اتفاق بين منتخب فرنسا والريال يُبعد مبابي عن معسكر الديوك في أكتوبر    الأمن يكشف لغز العثور على جثة حارس ورشة إصلاح سيارات مكبل في البحيرة    مجلس الشيوخ.. رصيد ضخم من الإنجازات ومستودع حكمة في معالجة القضايا    وزير الخارجية السعودي: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة    ضبط 17 مليون جنيه حصيلة قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    الصحة: تطعيم الأطفال إجباريا ضد 10 أمراض وجميع التطعيمات آمنة    نائب وزير الصحة يوصي بسرعة تطوير 252 وحدة رعاية أولية قبل نهاية أكتوبر    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان    الحالة المرورية اليوم الخميس.. سيولة في صلاح سالم    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الحب ,سهم رماح ,جاد به قوس الانسانية
نشر في شباب مصر يوم 15 - 02 - 2019

تعودت المجتمعات الاوربية الاحتفاء بالرابع عشر من فبراير من كل سنة ,كعيد الحب ,الحب الذي قالت عنه فيروز بانه يبني ,وبان الجفاء يهدم
الحب زوج المحبة ,التي قال عنها جبران خليل جبران بانها لاتملك الا نفسها ,بانها كلمة كتبت بيد من نور ,على صفحة نورانية
لماذا الاحتفاء بالتسري المفضي لعيد الحب ؟
فيما مضى كانت الضوابط العسكراتية الاوربية تشترط العزوبية في التجنيد قصد التفرغ للمهام العسكرية ,ومواجهة تلك المهمة , ببال خال من كل الهموم والاوجاع الاسرية والعائلية
لكن اكتساح الحداثة بشكل عميق لتلك المجتمعات ,جعلت الزواج ومن خلاله الحب ضروريا للمجندين ,وكانت جراة القديس فالنتان الذي قرر عقد القران بين المجندين العزاب وزوجاتهم ,ومن ثمة صار الاحتفاء بتلك الذكرى عادة سنوية تتكرر على راس كل عام ,وتهدى فيها الورود وتقام فيها الليالي الحمراء ,اي استحضار اللون الاحمر لون الحظ عند الصينيين
الى عهد قريب مغربيا فرضت ادارة الخطوط المغربية للطيران ,لزوم العزوبية عند مضيفات الطائرات ,وان تناهى العلم بزواجهن لتلك الادارة يعني الاخلال بالعقد والفسخ, اعمالا لضوابط الشرط الفاسخ ,لكن المضيفات ايضا على غرار مجندي فالنتان تقدمن للقضاء الاجتماعي بدعاوى معاينة تعارض ربط تقديم خدمات الضيافة بالطيران ,وبين حقهن في الزواج كحق طبيعي تخوله كل الاعراف والتقاليد الانسية الدولية ,وفعلا ربحت المضيفات خلال عقود السبعينيات تلك الدعاوى ,وعزفت ادارة الخطوط المغربية عن اشتراط العزوبية لدى المضيفات ,ولولا ذلك النضال النسوي المشهود به ,لما دون الان بمدونة الاسرة المغربية نص عدم ربط عقد الزواج بشرط عدم عمل الزوجة بل اعتبر كل شرط يحد من حب العمل ,شرط لغو مفسوخ بقوة القانون ,بل اكثر من ذلك,لولا ذلك التطور, لما وصلت مدونة الاسرة لمستوى تكافؤ الاعباء المشتركة بين الازواج في اطار المناصفة
العشق الممنوع عربيا يعزى الى الصراع السياسي العلوي الاموي الزبيري ,والذي جعل العشق والزواج بين قيس بن الملوح وليلى العامرية عشقا ممنوعا, لاختلاف الولاء السياسي قبليا بينهما ,ولان حجم المعارك التي عرفها تاريخ كل قبيل مع الاخر ,مقتنعا بجعل ذلك العشق ممنوعا ,وكل الترسانة الشعرية التي ظفر بها الادباء لاحقا تخص الشعر العذري اي الذي يصون شرف وعذارة القبائل ,لانه معروف عالميا وعربيا ان الاعراض يصونها رجال الشرف الذين يعضون على التقاليد المتوارثة ,بالاجمال المجتمعات المحافظة وكذلك السمات الاختزالية للانتروبولوجيات البدائية السائدة, تجعل مسار الزواج والحب ,مرتبطا بمعادلات جبر الخواطر وفق الجاري به العمل في النظم الاسرية المعتمدة ,لكن بالاجمال فالاحتفاء بالسان فالنتان يؤكد انتصار الحب ومن خلاله الوصال ,على الهجر والجفاء,ويقول البصيري رافعا اللوم عن عذري الحب الذي حبب كل الفقهاء ايضا
يالائمي في الهوى العذري معذرة***مني اليك ولو انصفت لم تلم
مادام اننا كنا مع العديد من المقالات الخاصة بالاندلس ,فان المناسبة صارت سانحة لنسبح سويا, بمناسبة السان فالنتان ,مع الفتح بن خيقان القيسي الاندلسي , في ديوانه قلائد العيقان ,لنرى الحب والعشق الاندلسي من خلال شذرات قيسية خيقانية ,لاننا سنختم بالحب النبوي مع بردة الامام البصيري ,ونهجها لاحمد شوقي بك
ابن خيقان هو قيسي الاصل ,توفي في سن مبكرة مغتالا باحد فنادق مراكش في عهد ابي الحسن التاشفيني المرابطي ,على نفس طريقة طرفة ابن العبد ,مع ان ابن خيقان يكبره باكثر من عقد
اول ما افتتح به ابن خيقان ديوانه ,هو شعر ابن زيدون القائل =
الاحي اوطاني بشلب ابابكر***وسلهن هل عهد الوصال كما ادري ؟
وسل على قصر الشراجيب فتى*** له ابدا شوقي الى ذلك القصر
منازل اساد وبيض نواعم ***فناهيد من غيل وناهيد من خدر
وكم ليلة قد بث انعم جنحها ***بمخصية الارداف مجدبة الخصر
وبيض وسمر فاعلات بمهجتي ***فعال السفاح البيض والاسل السمر
وليل بسد النهر لهوا قطعته*** بذات سواء مثل منعطف البدر
نضت بردها عن غصن بات منعم***نصير كما انشق الكمام عن الزهر
الحب الاندلسي كما رسمه ابن خيقان في الاشعار التي استدل بها في ديوانه ,هو ليل كتمان وصبح تبسم ,والى ذلك يشير ببيته
ساكتم الليل ما القاه من بعد ***واسئل الصبح عنكم حين يبتسم
الشعر الاندلسي يحكي ايضا معاناة العشاق ,التي اختصرها في اعين الارق التي يخونها النوم او النعاس ,وتكون فريسة الدموع المنهمرة حد النزيف وفي ذلك يقول =
شجون منعن الجفون الكرى ***وعوضنها ادمعا تنزف
الشعر الاندلسي بدوره يعرف هجر الفراق الذي يحل فيه البكاء بديلا عن التلاقي ,شان الشعر العذري ,لكن الشعر الاندلسي يسمح بالتمتع عبر طيف الخيال ,على الطريقة التي ابتدعها ابن حزم , رايت فيما يرى النائم ,ومن الاشعار التي قيلت في ام عبيدة الاندلسية التي اوردها ابن خيقان ما يلي =
ولما التقينا للوداع غدية ***وقد خفقت في ساحة القصر رايات
بكينا دما حتى كان عيوننا ***تجري الدموع الحمر منها جراحات
اباح طيفي لطيفها الخد والنهدا***فعض به تفاحة واجتنى وردا
اما وجدت عنا الشجون معرجا***ولاوجدت منا خطوب النوى يدا
سقى الله سقي قطر ام عبيدة ***كما قد سقت قلبي على حره فبردا
هي الظبي جيدا والغزالة مقلة ***وروض الربا عرفاوغصن النقا قدا
سبق ان عرضت في اكثر من موضع خاص بالاندلسيات ,ان قرطبة ليست فقط رمز الحكم المركزي الاندلسي ,بل هي ايضا مدينة الثنائي الفقيه القاضي ابن رشد صاحب المسائل الذي ارادها قرطبة الفقهية ليلها كنهارها ,وهي ايضا قرطبة ابن شهيد الذي وصفها بالزانية التي اخدت حوانيتها الليلية , شبابه ورمته فريسة للامراض ,ابن خيقان بدوره اورد اشعارا تمجد حب قرطبة ,فهي نموذج حي للحب الحضري على غرار اشعار اخرى مفتونة بحب البداوة,كالحجازية التي ترجت زوجها ان يرجعها الى خيمتها البدوية ,فاستجاب مبقيا على الانفاق عليها بلا فراق ,لان الزوج لم ير في حب البداوة خدشا للتفاهم الزوجي مع شريكته ,لذلك سندرج البصيرية البردة التي تحتفي بذكرى الخيام وساكن الخيم ,وعن حب قرطبة اورد مايلي =
خطبت قرطبة الحسناء اذ منعت ***من جاء يخطبها بالبيض والاسل
وكم غدت عاطلا حتى عرضت لها***فاصبحت في سرى الحلي والحلل
عرس الملوك لنا في قصرها عرس***كل الملوك به في ماتم الوجل
فراقبوا عن قريب لاابالكم ***هجوم ليث بدرع الياس مشتمل
قصيدة البردة للامام البصيري
امن تذكر جيران بذي سلم ***مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
ام هبت الريح من تلقاء كاضمة ***واومض البرق في الظلماء من اضم
فما لعينك ان قلت اكففا همتا***وما لقلبك ان قلت استفق يهم
ايحسب الصب ان الحب منكتم ***مابين منسجم منه ومضطرم
لولاالهوى لم ترق دمعا على طلل***ولاارقت لذكر البان والعلم
ولااعارتك ثوبي عبرة وضنا***ذكرى الخيام وذكرى ساكن الخيم
فكيف تنكر حبا بعدما شهدت***به عليك عدول الدمع والسقم
واثبت الوجد خطي عبرة وضنى ***مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من اهوى فارقني***والحب يعترض اللذات بالالم
يالائمي في الهوى العذري معذرة***مني اليك ولو انصفت لم تلم
عدتك حالي لاسري بمستتر***عن الوشاة ودائي بمنحسم
محضتني النصح لكن لست اسمعه***ان المحب عن العذال في صمم
اني اتهمت نصيح الشيب في عذل***والشيب ابعد في نصح عن التهم
فان امارتي بالسوء ما اتعظت***من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولااعدت من الفعل الجميل قرى ***ضيف الم براسي غير محتشم
لو كنت اعلم اني ما اوقره ***كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
من لي برد جماح من غوايتها ***كما يرد جماح الخيل باللجم
فلا ترم بالمعاصي كسر شوكتها***ان الطعام يقوي شهوة النهم
والنفس كالطفل ان تهمله شب على ***حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر ان توليه ***ان الهوى ما تولى يصم او يصم
وراعها وهي في الاعمال سائمة***وان هي استحلت المرعى فلا تسم
كم حسنت لذة للمرء قاتلة***من حيث لم يدر ان السم في الدسم
واخش الدسائس من جوع ومن شبع ***فرب مخمصة شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلات***من المحارم والزم حمية الندم
وخالف النفس والشيطان واعصهما***وان هما محضاك النصح فاتهم
ولاتطع منهما خصما ولا حكما***وان هما محضاك النصح فاتهم
ولاتطع منهما خصما ولاحكما***فانت تعرف كيد الخصم والحكم
استغفر الله من قول بلا عمل ***لقد نسبت به نسلا لذي عقم
امرتك الخير لكن ما اتمرت به ***وما استقمت فما قولي لك استقم
ولاتزودت قبل الموت نافلة ***ولم اصل سوى فرض ولم اصم
ظلمت سنة من احيا الظلام إلى ***ان اشتكت قدماه الضر من ورم
واشدد من سغب احشاءهوى طوى***تحت الحجارة كشحامترف الادم
وراودته الجبال الشم من ذهب ***عن نفسه فاراها ايما شمم
واكدت زهده فيها ضرورته***ان الضرورة لاتعدو على العصم
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من ***لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
محمد سيد الكونين والثقلين***والفريقين من عرب ومن عجم
نبينا الامر الناهي فلا احد***ابر في قول لامنه ولانعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته***لكل هول من الاهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به***مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق***ولم يدانوه في علم ولاكرم
وكلهم من رسول الله ملتمس***غرفا من البحر او رشفا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم***من نقطة العلم او من شكلة الحكم
فهو الذي ثم معناه وصورته***ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه ***فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ماادعته النصارى في نبيهم***واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ***وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فان فضل رسول الله ليس له ***حد فيعرب عنه ناطق بفم
لو نسبت قدره اياته عظما***احيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
لم يمتحنا بما تعيا العقول به***حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
اعيى الورى فهمه فليس يرى***في القرب والبعد فيه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعد***صغيرة وتكل الطرف من امم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته***قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه انه بشر***وانه خير خلق الله كلهم
وكل أي اتى الرسل الكرام بها***فانما اتصلت من نوره بهم
فانه شمس فضل هم كواكبها ***يظهرن انوارها للناس في الظلم
حتى اذا طلعت في الافق عم هدا***ها العالمين واحيت سائر الامم
اكرم بخلق نبي زانه خلق ***بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في طرف والبدرفي شرف ***والبحر في كرم والدهر في همم
كانه وهو فرد من جلالته ***في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كانما اللؤلؤ المكنون في صدف ***من معدني منطق منه ومبتسم
تعيى العقول كلاة عند رؤيته***كانما نظرت للشمس من امم
لاطيب يضم تربا ضم اعظمه***طوبى لمنتشق منه وملتثم
ابان مولده عن طيب عنصره***ياطيب مبتدا منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس انهم***قد انذروا بحلول البؤس والنقم
وبات ايوان كسرى وهو منصدع***كشمل اصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خالدة الانفاس من اسف***عليه والنهر سادي العين من سدم
وساء ساوة ان غاضت بحيرتها ***ورد واردها بالغيظ حين ظمى
كان بالنار ما بالماء من بلل****حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والانوار ساطعة***والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فاعلان البشائر لم ***تسمع وبارقة الانذار لم تشم
من بعدما اخبر الاقوام كاهنهم ***بان دينهم المعوج لم يقم
وبعدما عاينوا في الافق من شهب*منقضة وفق ما في الارض من صمم
حتى غدا عن طريق الوحي منهزم ***من الشياطين يقفوا اثر منهزم
كانهم هربا ابطال ابرهة***او عسكر بالحصى من راحتيه رمى
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما ***نبذ المسبح من احشاء ملتقم
جاءت لدعوته الاشجار ساجدة***تمشي إليه على ساق بلا قدم
كانما سكطرا لما كتبت ***فروعها من بديع الخط باللقم
مثل الغمامة انى سار سائرة***تقيه حر وطيس للهجير حمي
اقسمت بالقمر المنشق ان له***من قلبه نسبة مبرورة القسم
وما حوى الغار من خير ومن كرم ***وكل طرف من الكفار عنه عمي
فالصدق في الغار والصديق لم يرما***وهم يقولون ما بالغار من ارم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على ***خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقاية الله اغنت عن مضاعفة ***من الدروع وعن عال من الاطم
ما سامني الدهر ضيما واستجرت به ***الا ونلت جوارا منه لم يضم
ولاالتمست غنى الدارين من يده***الا استلمت الندى من خير مستلم
لاتنكر الوحي من رؤياه ان له***قلبا اذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغ من نبوته ***فليس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحي بمكتسب***ولانبي على غيب بمتهم
كم ابرات وصما باللمس راحته ***واطلقت اربا من ربقة اللمم
واحيت السنة الشهباء دعوته***حتى حكت غرة في الاعصر الدهم
بعارض جاد او خلت البطاح بها***سيب من اليم او سيل من العرم
لما شكت وقعة البطحاءقال له***على الرباوالهضاب انهل وانسجم
فادت الارض من رزق امانتها***باذن خالقها للناس والنعم
والبست حلالا من سندس ولوت***عمائما برؤوس الهضب والاكم
فالنخل باسقة تجلوا فلائدها***مثل البهار على الابصاروالعنم
وفارق الناس داء القحط وانبعثت ***إلى المكارم نفس النكس والبرم
اذا تتبعت ايات النبي فقد***الحقت منفخما منها بمنفخم
قل للمحاول شاوا في مدائحه***هي المواهب لم اشدد لها زيم
ولاتقل لي بماذا نلت جيدها***فما يقال لفضل الله ذا بكم
لولاالعناية كان الامر فيه على***حد السواء فذونطق كذي بكم
دعني ووصفي ايات له ظهرت***ظهور نار القرى ليلا على علم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم***وليس ينقص قدرا غير منتظم
فما تطاول امال المديح إلى***ما فيه من كرم الاخلاق والشيم
ايات حق من الرحمان محدثة***قديمة صفةالموصوف بالقدم
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا***عن المعاد وعن عاد وعن ارم
دامت لدينا ففاقت كل معجزة ***من النبيين اذ جاءت ولم تدم
محكمات فما تبقين من شبه***لذي شقاق وما تبغين من حكم
ما حوربت قط الا عاد من حرب***اعدى الاعادي اليها ملقي السلم
ردت بلاغتها دعوى معارضها***رد الغيور يد الجاني عن الحرم
لها معان كموج البحر في مدد***وفوق جوهره في الحسن والقيم
فما تعد ولاتحصى عجائبها***ولاتسام على الاكثار بالسام
قرت بها عين قاريها فقلت له***لقد ظفرت بفضل الله فاعتصم
ان تتلها خيفة من حر نار لظى***اطفات حر لظى من وردها الشبم
كانها الحوض تبيض الوجوه به***من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
والصراط وكالميزان معدلة***فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
لاتعجبن لحسود راح ينكرها***تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد***وينكر الفم طعم الماء من سقم
ياخير من يمم العافون ساحته ***سعيا وفوق متون الاينق الرسم
ومن هو الاية الكبرى لمعتبر***زمن هو النعمة العظمى لمغتنم
سريت من حرم ليلا إلى حرم***كما سرى البدر في داج من الظلم
وبت ترقى إلى ان نلت منزلة ***من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
وقدمتك جميع الانبياء بها***والرسل تقديم مخدوم على خدم
وانت تخترق السبع الطباق بهم***في موكب كنت فيه صاحب العلم
حتى اذا لم تدع شاوا لمستبق***من الدنو ولامرقى لمستنم
خفضت كل مقام بالاضافة اذ***نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
كيما تفوز بوصل أي مستتر***عن العيون وسر أي مكتتم
فحزت كل فخار غير مشترك***وجزت كل مقام غير مزدحم
وجل مقدارماوليت من رتب***وعز ادراك ماوليت من نعم
بشرى لنا معشر الاسلام ان لنا***من العناية ركنا غير منهدم
لما دعا الله داعينا لطاعته***باكرم الرسل كنا اكرم الامم
راعت قلوب العدا انباء بعثتته***كنباة اجفلت غفلا من الغنم
مازال يلقاهم في كل معترك***حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
ودوا الفرار فكادوا يغبطون به***اشلاء شالت مع العقبان والرخم
تمضي الليالي ولايدرون عدتها***مالم تكن من ليالي الاشهر الحرم
كانما الدين ضيف حل ساحتهم***بكل قرم إلى لحم العدا قرم
يجر بحر خمسين فوق سابحة***يرمي بموج من الابطال ملتطم
من كل منتدب لله محتسب ***يسطو بمستاصل للكفر مصطلم
حتى غدت ملة الاسلام وهي بهم***من بعد غربتها موصولة الرحم
مكفولة ابدا منهم بخير اب***وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم***ماذا راى منهم في كل مصطدم
وسل حنينا وسل بدرا وسل احدا***فصول حتف لهم ادهى من الوخم
المصدري البيض حمرا بعدما وردت***من العدا كل مسود من اللمم
والكاتبين بسمر الخط ماتركت***اقلامهم حرف جسم غير منعجم
ان قام في جامع الهيجا خطيبهم***تصاممت عنه اذنا صمة الصمم
شاكي السلاح لهم سيما تميزهم***والورد يمتاز بالسيما عن السلم
تهدي اليك رياح النصرنشرهم ***فتحسب الزهر في الاكمام كل كم
كانهم في ظهور الخيل نبت ربا***من شدة الحزم لامن شدة الحزم
طارت قلوب العدا من باسهم فرقا***فما تفرق بين البهم والبهم
ومن تكن برسول الله نصرته***ان تلقه الاسد في اجامها تجم
من يعتصم بك ياخير الورى شرفا***الله حافظه من كل منتقم
ولن ترى من ولي غير منتصر ***به ولامن عدو غير منقصم
احل امته في حرز ملته***كالليث حل مع الاشبال في اجم
كم جدلت كلمات الله من جدل***فيه وكم خصم القران من خصم
كفاك بالعلم في الامي معجزة***في الجاهلية والتاديب في اليتم
خدمته بمديح استقيل به***ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم
اذ قلداني ما تخشى عواقبه***كانني بهما هدي من النعم
اطعت غي الصبافي الحالتين وما***حصلت الا على الاثام والندم
فيا خسارة نفس في تجارتها***لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
ومن يبع اجلا منه بعاجله***يبن له الغبن في بيع وفي سلم
ان ات ذنبا فما عهدي بمنتقص***من النبي ولاحبلي بمنصرم
فان لي منه ذمة بتسميتي***محمدا وهو اوفى الخلق بالذمم
ان لم يكن في معادي اخذا بيدي***فضلا والا فقل يازلة القدم
حاشاه ان يحرم الراجي مكارمه ***او يرجع الجار منه غير محترم
ومنذ الزمت افكاري مدائحه***وجدته لخلاصي خير ملتزم
ولن يفوت الغنى منه يدا تربت***ان الحيا ينبت الازهار في الاكم
ولم ارد زهرة الدنيا التي اقتطفت***يدا زهير بما اثنى على هرم
يا اكرم الخلق مالي من الوذ به***سواك عند حدوث الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي***اذا الكريم تحلى باسم منتقم
فان من جودك الدنيا وضرتها***ومن علومك علم اللوح والقلم
يانفس لاتقنطي من زلة عظمت***ان الكبائر في الغفران كاللمم
لعل رحمة ربي حين يقسمها***ياتي على حسب العصيان في القسم
يارب واجعل رجائي غير منعكس ***لديك واجعل حسابي غيرمنخرم
والطف بعبدك في الدارين ان له***صبرا متى تدعه الاهوال ينهزم
واذن بسحب صلاة منك دائمة***على النبي بمنهل ومنسجم
مارنحت عذبات البان ريح صبا***واطرب العيس حادي العيس بالنغم
والال والصحب ثم التابعين فهم***اهل التقى والنقى والحلم والكرم
اما قصيدة نهج البردة,في اطار الحب انبوي دائما, للشاعر المصري احمد شوقي بك, فيقول فيها
ريم على القاع بين البان والعلم**احل سفك دمي في الاشهر الحرم
لما رنا حدثتني النفس قائلة**ياويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي**جرح الاحبة عندي غير ذي الم
يالائمي في هواه والهوى قدر**لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم
لقد انلتك اذنا غير واعية**ورب مستمع والقلب في صمم
ياناعس الطرف لاذقت الهوى ابدا**اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
يانفس دنياك تخفي كل مبكية**وان بدالك منها حسن مبتسم
صلاح امرك للاخلاق مرجعه **فقوم النفس بالاخلاق تستقم
وللنفس من خيرها في كل عافية**والنفس من شرها في مرتع وخم
ان جل ذنبي عن الغفران لي امل**في الله يجعلني في خير معتصم
القي رجائي اذا عز المجيرعلى**مفرج الكرب في الدارين والغمم
اذا خفضت جناح الذل اسئله**عز الشفاعة لم اسئل سوى امم
وان تقدم ذو تقوى بصالحة**قدمت بين يديه عبرة الندم
لزمت باب امير الانبياء ومن **يمسك بمفتاح باب الله يغتنم
محمد صفوت الباري ورحمته**وبغية الله من خلق ومن نسم
ونودي اقرا تعالى الله قائلها**لم تتصل قبل من قيلت لهم بفم
هناك اذن للرحمان فامتلات**اسماع مكة من قدسية النغم
سرت بشائر بالهادي ومولده في الشرق**والغرب مسرى النور في ظلم
اتيت والناس فوضى لاتمر بهم**الا على صنم قد هام في صنم
اسرى بك الله ليلا اذ ملائكه**والرسل في المسجد الاقصى على قدم
لما خطرت به التفوا بسيدهم**كالشهب بالبدراو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطر**ومن يفز بحبيب الله ياتمم
جبت السماوات او مافوقهن بهم**على منورة درية اللجم
مشيئة الخالق الباري وصنعته**وقدرة الله فوق الشك والتهم
حتى بلغت سماء لايطار لها**على جناح ولايسعى على قدم
وقيل كل نبي عند رتبته **ويامحمدا هذا العرش فاستلم
يارب هبت شعوب من منيتها**واستيقظت امم من رقدة العدم
راى قضاؤك فينا راي حكمته**اكرم بوجهك من قاص ومنتقم
فالطف لاجل رسول العالمين بنا**ولاتزد قومه خسفا ولاتسم
يارب احسنت بدء المسلمين به**فتمم الفضل وامنح حسن مختتم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.