في لقاء تليفزيوني ببرنامج الحقيقة صرح الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بأن الجماعة بذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" لن تدعم رئيساً من التيار الإسلامي، مؤكداً أنها ستقف خلف أي مرشح توافقي، وعازياً ذلك إلى الحفاظ على الثورة المصرية، التي ربما يعمل الغرب وقوى أخرى على إفشالها إذا كان الرئيس إسلامياً. وبعيداً على تأييد أو رفض هذا الكلام وأسبابه، فإن هناك عدة نقاط تؤكدها تصريحات المرشد، أولها أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت الآن الرقم الصعب في المعادلة السياسية بمصر، وإن كانت كذلك منذ ما يقارب العام، إلا أن قوتهم التأثيرية على الشارع المصري أصبحت أكثر فاعلية بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، ومن قبلها انتخابات النقابات، ومن بعدها المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشورى حتى الآن، فقد أثبت الإخوان مقدرتهم على استخراج الناخب من بيته وتوجيهه نحو مرشح بعينه، ومن ثم ستشهد الأيام المقبلة بعد فتح باب الترشيح للرئاسة، تزاحم المرشحين على باب مكتب الإرشاد ليحظى بالتأييد الإخواني. ثانياً أن المجلس العسكري تأكد تماماً من قوة الدفع الإخوانية في الشارع المصري، وأنهم أصبحوا أصحاب الكلمة العلي لتعزيز حظوظ مرشح ما، فبدت اتفاقات كثيرة في وجهات النظر الإخوانية العسكرية، وراح العسكر يستثمرون هذه العلاقة الحميمية لتوجيه الرأي العام نحو هدف معين، ومن الطبيعي أن تطالعنا الصحف مؤخراً بأن المجلس العسكري يحشد الإخوان المسلمين لتأييد ترشيح منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري، لرئاسة الجمهورية.. ثالثاً أن المرشحين الإسلاميين بما فيهم القطب الإخواني عبد المنعم أبو الفتوح، قد يتعاملون مع مثل هذه التصريحات الإخوانية بطريقة مختلفة تضمن لهم اجتذاب الأصوات المناوئة للجماعة، وإذا صدقت النوايا السياسية لهذه التصريحات في عدم تأييد مرشح للرئاسة من التيار الإسلامي. رابعاً يبرز هنا سؤال عريض مفاده: هل المرشح المحتمل التوافقي سيكون ذا خلفية عسكرية، إذا لم يكن منصور كما ذكرت الصحف؟ أم أن العسكر سئموا السياسة، وسينزلون عند رغبة الجماهير المطالبة برئيس مدني تماماً؟ وإذا كان كذلك فمن أبرز المرشحين الآن، إن لم يكن هناك طرح لأسماء جديدة؟ .. ربما ترتفع أسهم اسم كالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إذا افتقدت كل الاحتمالات الأخرى، لأنه أكثر المرشحين حتى الآن تعاملاً مع الأحداث بشكل سياسي رفيع، فلم نسمعه أطلق تصريحاً انتقد فيه المجلس العسكري أو الحكومة أو الإخوان، وإن بدا في صفوف الثائرين.. كل ذلك اجتهاد.. وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً [email protected]