اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    تقارير إعلامية: 21 غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    مصرع شاب بطعنة نافذة وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ابن رشد جنت عليه ترجمة ارسطو ,فقرا الناس عن محنة ترجمان
نشر في شباب مصر يوم 03 - 11 - 2018

ابن رشد ابي الوليد الجد ,ولد سنة 520هجرية بقرطبة ,وكما قال العقاد في كتابه ابن رشد وعصره ,فقرطبة الاندلسية توازي العواصم التاريخية الكبرى مثل روما واثينا والاسكندرية وبغداد ,وبمناسبة ذكر هذه الاخيرة فالخليفة الاموي المستنصر الثاني, مستقطب القالي صاحب الامالي اهدى للاصفهاني صاحب الاغاني هدايا ذهبية كثيرة مقابل كتابه
التنافس بين صاحب بيت الحكمة والترجمة الخليفة المامون ,والمستنصر الاموي الثاني بالاندلس ,لفت انتباه الخلفاء الى ان الاهتمام بالعلم والمعرفة سوف تخلدهم للابد ,وبالفعل كانت بغداد كما قرطبة مجالا خصبا ممهدا لظهور اقطاب من طينة ابن رشد وابن خلدون وغيرهم ,فلو لم تكن لدى العرب سياسة معرفية واهتمام بالثقافة كبدايات ما كنا لنخلص الى نهايات على كل حال تظل بالاجمال جميلة
نهايات جعلت ايضا من حقل العلم والمعرفة والثقافة مجالا قائما بذاته وشاغلا للناس ,على طريقة المنابر الاعلامية والصحفية وكل الاطقم المهتمة بالكلمة
ومتتبعي تاريخ الطبيب الرئيس ابن سينا ,سوف يجدون ا ن اول ما فتح عينيه على عالم الكتب عثوره بسوق دلالة الكتب على كتاب للفرابي ,فما احوج المنطقة العربية الاسلامية لاحياء تقاليد سوق دلالة الكتب لشغل فراغ المتقاعدين, وغيرهم من الشباب العاطل ,فالاهتمام ببناء المركبات البنيانية هو شكلانية تلزمها روح وجود الكتاب والكتاب والمهتمين بالزاد المعرفي المختلف المشارب
السياسة الثقافية تدبر ثقافيا شعبيا عبر اسواق الدلالالة الخاصة بالكتاب والكتب ,مع النظر للامور بنسبية لان عالم الطباعة وفر كل شيئ اليوم
ازدهار الفن والثقافة بالاندلس الراشدية ,اختصره ابن رشد في انه اذامات عالم باشبيلية حملت كتبه لقرطبة لتباع فيها ,واذا مات مغني مطرب بقرطبة حملت تركته لاشبيلية لتباع فيها ,هذه الحواضر الاندلسية كانت تسري في شرايينها رياح التخصص المبطن,وكذلك رغبوت علية القوم من اهل الحل والعقد ,الذين تنتهي اليهم خيوط السياسات العامة لتدبير شؤون المدن
كما اورد العقاد ايضا , فالتوارث بين اسرة ابن رشد وابن زهر ,جعلهم يميزون بين الجد والابن والحفيد والاصغر ,خلافا للتقاليد الشريفية الادريسية التي تستعمل الاكبر والازهر بين الاب والابن ,وفق ماجرى به العمل ,في المولى ادريس الاكبر وابنه المولى ادريس الازهر او الاصغر ,لكن عند الاندلسيين الاصغر تقال لحفدة الابن
ابن رشد كان يتردد على السلطان ابي يعقوب المنصور الموحدي تردد وظيفاني مع ارتياب واضح دوما بين السيف والقلم ,وذات يوم في مجلس جمعه مع ابن طفيل ابوبكر ,فقال له السلطان اي لابن رشد ,مارايك في السماء اقديمة هي ام جديدة ؟
ابن رشد استحيا من الخوض في امور المعرفة, امام حاكم همه قيادة قاطرة حكمه بين الامرة والطاعة ,وان كانت نذر الشؤم لاتخفي نهاياتها كان الهدف من فتح ذلك المجال للنقاش العلني المفتوح ,هو تشجيع السلطان الموحدي لابن رشد على ترجمة ارسطو ونقل معارفه للعربية وتبث لاحقا ان ابن رشد جلدته ترجمته بصيغ مختلفة
معلوم ان ابن رشد وفق في ذلك ,عدا ما لاحظه نقاد الادب من خلط للتراجيدا والكوميديا, خلال نقلها من اليونانية للعربية
وابن رشد على غرار غيره اعتنق المدهب الظاهري الاندلسي الابن حزمي ,هذا المدهب يرفض التاويل وهو الذي شجع على الاكتفاء بالتفسير فقط ,وانسحب هذا حتى على السوسيولوجية الحديثة فمعظمها تفسيرية اكثر منها تاويلية ,لان التاويل منهجيا هو كلام جديد ,بينما التفسير يتقيد بسياق الكلام موضوع التحليل, اكان نص ديني مقدس او وثيقة دستورية لسلط الحكم في زمننا الراهن,بينما المدهب الاسماعيلي الجعفري هو مدهب باطني تاويلي ,ولاتزال هذه الامور مستمرة بين مدارس الفقه الدستوري بين الشكلانيين القانونيين ,والجوهرانيين السياسيين
اورد العقاد ان الصراع المدهبي بين الشرق والغرب الاسلاميين بلغ اوجه في هذه الفترة ,التي انتقم فيها الغزالي ابو حامد لنفسه من محرقة كتبه بالاندلس, واعتمد تلميذه ابن تومرت الحسني العلوي للقيام بانهاء ملك المرابطين في عهد علي بن تاشفين
فعلا دام حكمهم فقط 70سنة عاكسة للانقلاب العباسي على الحكم الطالبي ,وكانت حادثة كارنفال العيد الكبير حيث يحتفي الجلادية بمنتوجهم من جلود الاضاحي ,ضربة مروحة ذلك الزمان
امتد الصراع بين المدهب الراشدي والمدهب الاسماعيلي الجعفري الذي ينتهي للافلوطينية الاسيوطية القديمة ,على مستوى الشكل ,اما جوهر الامور فقد كان لعبد المطلب تلاثة احفاد حركوا التاريخ في اعماق اعماقه ,النبي محمد صلع ,وعلي ابن اب طالب ,وجعفر ابن ابي طالب عليه السلام ,معظم حركات التاريخ تغترف من هذه الاتجاهات التي وحدها النبي في حياته, وسرعان ماتفجرت بين نسل بقية الحفدة بعد قرون من وفاته
حاجة الموحدين لابن رشد الحكيم , خاصة في مهمة تعميم الفلسفة الارسطية القديمة واليونانية عموما او في منافحة المدهب الجعفري الاسماعيلي الطالبي ,لانه معروف ان نقباء الطالبيين انتقلوا للغرب الاسلامي, بعدما لم يمكنهم بنوعمومتهم العباسيين من الحكم عموما, وملئ فراغ دهاب الشيخ الكيساني ثانيا
العقاد يرى ان ظروف البداوة الطاغية على المرابطين الملثمين ,هي التي جعلتهم يحرقون كتب ابي حامد الغزالي, وهي من اعظم ماكتبه المتكلمون ,لكن لاننسى ان فقيه قرطبة في عهد علي بن تاشفين ابي الوليد ابن رشد سئل عن حكم الشرع في لباس الملثمين ؟
فكان رده يشي بان مابين الاندلسيين القرطبيين وملثمي طوارق الصحاري مساحة تفي باحترام خصوصية لباسهم التي املتها ظروف عيشهم ,برياحها وترحالاتها ما يسمى بالرحل او ارحالن بالتعابير العامية الدارجة مغاربيا
بالنسبة للدعوة الاسماعيلية ففي العهد المريني كانت رحلة ابن بطوطة وضمنها وجود جبل صهيون بالاسماعيلية ,ما يعني انتروبولوجيا ان العهد المريني لم يعد يتبنى الطرح الاسيوطي الافلوطيني بل انتقل لتبني طرح ساميي صاهي بن يعقوب على غرار بقية اليعاقبة الساميين,فالتحليل الانتروبولوجي دائما يتخذ مسارات مختلفة في تحليل ظواهر الحكم ونسب الحاكمين,لكن على العموم هناك التراث الاسرائيلي الذي يعتمل في هذه الامور ,واصبح يسمى الان بالاسرائيليات والى عهد قريب ,ادى مفكرون ثمن الخلط بين الخلق البيولوجي والسلالي والترياقي
الاصل الفلسفي الراشدي الاندلسي يرجعه العقاد عباس محمود ,لفيلسوفين اخرين هما ابن باجة المدفون بصعيد مصر, وابن الصائغ ,كانوا سباقين للخوض في الخلق والتوحيد والوحي والقضاء والقدر والثواب والعقاب ,والجبر والاختيار ,وما شابه ذلك من مواضيع علم الكلام التي هيمن عليها المعتزلة في البداية, قبل ان يرتد عنهم ابي الحسن الاشعري واسس مدهب السنة وسمي بسيف السنة ,وظهر الى جانبهم اتجاه تالث هو اتجاه المرجئة الذين يرجئون الامر لله ,وهذه الاتجاهات الكلامية والفلسفية اي المهتمة بصياغة اسئلة مؤرقة لمعضلات شاغلة للناس , قبل نقل نقاشاتهم للحياة الفقهية المدنية ,كانت قد تاصلت ايديولوجيا في القتاليات العسكراتية ,كالذي كان في التشظي المعروف الى شيعة علوية ,وعثمانية اموية, وخوارج اباظية رافضية
اما في مجال التصوف والتامل والادراك الوجودي ,فقد سبق ابن طفيل صاحب حي ابن يقظان ابن رشد ,فابن طفيل الذي سيلهم ابن رشد جاء كنتاج تاثر وتاثير
ابن طفيل تاثر بعقيدة اليوغا البوذية التي تفضي من خلال الرياضة لسعادة النيفاردا او سعادة مابعد الالم والاشهوة ,كما ان ترجمة حي بن يقظان لابن طفيل للانجليزية خلال القرن السادس عشر, تلاه مباشرة ميلاد العقد الاجتماعي في صيغته الاولى الخاصة بالحقوق الطبيعية مع جون لوك
الى جانب امور اخرى تتعلق بالمحن اليقظانية التي تعبر عن العيش في ظل الاضطهاد المدهبي ,لانه لاننسى انه بعد حكم الزيريين قام على انقاض تاكل حكم العبيديين الكتاميين الفاطميين
ذلك انه بمجرد سك الزيريين لنقود التجاري, صعد ائمتهم للمنابر الريفية والمغاربية, واقروا نهاية الوحدة المدهبية بين السنة والشيعة من خلال رفع اية, لكم دينكم ولي دين
التلاقي المدهبي منذ تلك اللحظة اصبح يدبر ايديولوجيا بقراءة ماتيسر من لكم دينكم ولي دين
كل ذلك رغم ان الدين واحد والمسجد واحد, والاختلاف في تراويح رمضان حيث الشيعة يطولون صلاة العشاء ,بينما السنة يقيمون تراويح عمر الرمضانية
معلوم ان الصراع المدهبي السني الشيعي, انتهى الى رفض الامويين والزبيريين والخطابيين ,فالصراع يعرف كنهه من يقرا مقاتل الطالبيين للاصبهاني, حيث سيقف على ان جعفر بن ابي طالب راس الطالبيين قضى في ساحة الوغى, وقال فيه النبي *****مثل امتي كمثل حديقة قام عليها صاحبها ,فاصلح رواكيها وهيا مساكبها ,وحلق سعفها ,فاطعمت عاما فوجا ,ثم عاما فوجا ,ثم عاما فوجا ,فلعل اخرها طعما ان يكون اجودها قنوانا ,واطولها شمراخا **
ابن رشد على غرار ابن سينا ترفعوا عن طربيات وموانسات وموشحات ابن زهر الاندلسية ,ربما عند ابن رشد لان المقام يلزمه بذلك ,بل اكثر من ذلك اراد قرطبة الفقهية الفلسفية تحت الحكم الفقهي الرشدي على نفس طريقة ابن بطوطة بالهند الاسلامية حين كان بها قاضيا
التاريخ القرطبي غيرالذي يريده ابن رشد , ويكفي مارايناه مع عند ابن شهيد الذي وصفها بالزانية ,لانها دهبت بشبابه في كبارياتها وبورديلاتها الليلية ,ولمثل ذلك دهب ابن زهر, حين وقف امام المراة وهي قرطبة والكناية واضحة ,فحاورها عن شبابه الذي صار شيخوخة فاخبرته المراة قرطبة بما يلي =
اني نظرت الى المراة اسئلها **فانكرت مقلتاي كل ماراتا
رايت فيها شييخا لست اعرفه**وكنت اعرف فيها قبل ذاك فتى
فقلت اين الذي كان بالامس هنا؟**متى ترحل عن هذا المكان متى ؟
فاستضحكت ثم قالت وهي معجبة**ان الذي انكرته مقلتاك اتى
كانت سليمى تنادي يااخي وقد **صارت سليمى تنادي اليوم ياابتا
العقاد وهو يكتب عن ابن رشد الفيلسوف ,اخذ عن المطبوعة الاصلية لرينان لسنة 1866عن ابن رشد والرشدية ,كما ارخ له ابن صبيعة في طبقات الاطباء
ابن رشد عاش تكليف التقرب من السلطان ,وكذلك محنة النفي لقرية يشانة التي يعيش فيها اليهود ,بل راجت عنه اخبار بانه من اصول يهودية ,وكل ذلك محض افتراء,وهو من نتاج الصراع السبئي المضري الذي عاشت عليه الاندلس طوال تاريخها وبكل تناقضاتها ,كما ان ارتياب الدخيل من الاصيل شيئ طبيعي
كان ابن رشد يسامح في حقه ولايسامح في حق غيره ,ومن شدة كرمه كان يقول ان اعطاء العدو فضيلة اما الصديق فلا فضل فيه ,وكان دائم التدريس ولم يتوقف عن ذلك ' سوى ليلة زفافه وليلة وفاة ابيه,ومثل هذا معروف ايضا عن العلامة المختار السوسي الذي نقل اليه نبا فقد احد صباياه في عمق الدرس ,فاحتسب واستمر
ابن رشد الفقيه الفيلسوف ,عمد الى حرق اشعاره التي الفها في صباه ,ولم يعرف عنه الانبساط لمجالس اللهو ,فاراد من قرطبة ان تكون فتاة وقورة ليلها كنهارها ,لكنها غير ذلك تظهر وجها نهاريا,غير الذي تركن له حين يعسعس الليل
اجوبة وفتاوى ابن رشد على النوازل والمسائل المعروضة عليه, يكون دوما فيها مقتضبا, سمته الايجاز المطوق للمسالة ,وكان دائما يمتتثل قائما لزائريه فقال له ابن الطائي زائرا =
قد قام لي السيد الهمام ***قاضي قضاة الورى الامام
فقلت قم بي ولاتقم لي ***فقلما يؤكل القيام
وترجمة الزرافة في كتاب الحيوان لارسطو,كادت توقع بين ابن رشد والسلطان ,لانه ورد بالترجمة الزرافة ملك البرين ,واخذها النساخون بعبارة ملك البربر ,لانه معلوم ان الموحدين اقاموا حكم اسدي متفوق على الحكم الارنبي المرابطي ,وهذا الاختلاف بين ملوك بني عبد الواد التلمسانيين , وملوك المرابطين اللثاميين جد معروف
يقال ايضا ان محنته كانت نتيجة مصاحبة اخ السلطان يحيى ,وخاف الوشاة من ذلك الانقلاب الفقهي ان يترجم بثورة عوام لاتبقي ولاتدر,وهو الطرح الذي تبناه الجابري في كتابه عن ابن رشد
على كل حال ابن رشد نكب ولم ينكب ابن باجة كما اورد العقاد ,لاعتبار اساسي ان ابن باجة ديبلوماسي ماهر ,بينما ابن رشد فقيه قاضي وطبيب صارم
الجدير بالذكر ان الة التنكيل باليهود لم تحدث فقط في مدينة يثرب العمرانية- بكسر العين- ولكن امتدت التصفية العرقية العقدية لليهود بشكل نهائي مع ابن تومرت ,حيث اورد مؤرخ اليهود الزعفراني ان ابن تومرت قتل كل اليهود العبرانيين الذين رفضوا التحول لمعتقد الاسلام ,وابن تومرت مع الوانشريس قتل ايضا بالرمي من زبية جبال تنمل كل اهالي اولوز الذين يتعاطون اللواطية ,فبعد تحريات جد معمقة اجراها عبدالمومن والبشير الونشريسي وابن تومرت ,حددوا يوم التمييز الاعظم ,فكل من يتورط في اللواطية يرمون به من عل الجبل ,كانهم اقاموا نكبة سدوم جديدة باقليم اولوز ,حاضرة الاطلس الكبير بتارودانت,وطبقوا التعزير الشرعي المعرف في المادة اللواطية عند فقهاء الشريعة الاسلامية
قبل نكبة اليهود والاندلسيين مع ابن تومرت ,كان العهد الزيري قد اقام مجزرة تصفوية لليهود بفاس, قضى منهم ستة الاف شخص في عهد السلطان حمامة الزيري كما اورد ابي زرع الفاسي في القرطاس
وتعلل السلطان المنصور مرة اخرى لتعليل لزومية التبري من ابن رشد , بترجمة ابن رشد عن اليونانية للزهرة, كاحد الالهة, وهذا اخذه اليونان عن البابليين ,وقامت قيامة لعن خط كاتب الالهة الزهرة ,وهذه حلقة من مسلسل اندلسي معروف قوامه قيام السلطة ,على الاضطهاد والدعاية السوداء وانتهاء بقطع الرؤوس
مؤخرا انتشرت اطاريح بان الذكور من المريخ والاناث من كوكب الزهرة ,وهو احياء للاساطير اليونانية القديمة التي تنطق وتكتب الفاء باء كما في زهرة فينوس التي تنطق بينوت ,والزهرة عند اليونان ربة الحب والهته, على غرار باقي الهة الاساطير اليونانية بالاخص الالياذة التي اسرت الجميع ,حيث نجد باريزيحتكم له في تحديد الفتاة الاجمل, التي تستحق التفاحة الذهبية, التي رمت بها الهة النزاع اوزيس التي لم تدع للعرس
نستنتج من كل هذا ان اقبال الموحدين على ترجمة التراث اليوناني وتوظيف شخص ابن رشد في ذلك ,لم تراع فيه ادنى معايير اللياقة الاعتبارية التي يجب ان يحظى وفق مبدا ,المستشار مؤتمن,ومبدا ماخاب من استشار ,نخلص من هذا الى ان الترجمة بالاندلس لم تكن بمستوى ماقام به المامون ,الذي كان مخلصا لها
قيل ايضا ان نكبة ابن رشد هي تهدئة روع الساكنة ,من مخافة هبوب ريح كريح قوم عاد ,فلما سئل قال ان عاد غير موجود فكيف بريحه ؟
تناقلها راديو قرطبة للسلطان, فكان الذي كان من نفي ابي الوليد للقرية المذكورة سالفا, قرب قرطبة ,كما طرد وابنه عبدالله من قبل سفلة العامة من المسجد ,لان التقاليد المرعية, ترفض البصق في البئر التي تشرب منها
موضوع ابن رشد سوف نعود اليه مرات مرات ,لكن بالاجمال الفقه والقضاء ربما لايتناغمان مع الفلسفة ,ومهدي الدولة الموحدية ابن تومرت هو نتاج كتاب التهافت, وتلميذ كاتبه ابي حامد ,فمن الطبيعي جدا ان يكون صاحب تهافث التهافث الذي يريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة في حيص بيص ,جراء تغير مجاري الامور بالاندلس الموحدية
الاتفاق اذن في البدايات على طقوسيات الحكم ,افسده لاحقا طريقة التعامل مع الترجمة ومعروف على فرض وجود كفربالفلسفة اليونانية , ان ناقل الكفر ليس بكافر ,لكن محنة الترجمة والفلسفة اليونانية, امتدت للترجمان نفسه ,الذي كانه ابن رشد ,وترك من بعده درس التخوف من الاقتراب من ارسطو كالذي نجده بمقدمة ابن خلدون ,الذي ارعبه سماع ارسطو,وكل هذا يدلل على لزومية الرجوع للنشاط السياسي اليوناني ,ومناقشة مختلف قضايا الناس من عدالة وتعليم ودولة وفرد وسوى من امور السياسات العامة ,التي تصدى لها الفكر السياسي اليوناني مبكرا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.