رغم إختلاف الأراء حول العصيان المدنى ما بين مؤيد و معارض و تحريم الجماعات الاسلاميه للعصيان يوم 11فبراير 2012 إلا أن الواقع السياسي المصري يثبت أنه لا حلول سوى العصيان المدنى العام .. ذلك العصيان الذى سيعيد كل شيئ لأصله فيحقق مكتسبات الثورة و يضع أعدائها فى مكانهم الطبيعي ليه عصيان مدنى عام ؟ عندما تشتد على المواطن الأوضاع السياسيه و الإقتصاديه فى بلاده يلجأ إلى التظاهرات ، وإذا لم يجد نتيجه يلجأ إلى الإضراب - عن العمل أو الطعام أو أى شيئ يؤثر فى الشخص المتحكم فيه – فإذا ضاقت به الحياه ولم يري تغييراً قد حدث و وجد أن الحكومه تساعد فى ظلمه و قهره يضطر إلى إعلان العصيان المدنى وهو احد وسائل الضغط الشعبي المشروع لتحقيق مطالب يجمع عليها الشعب (تلك المطالب التى لم ينفذ منها شيئ حتى الآن ) .. و هو ما فعلناه نحن المصريون فى ثورة 1919 السلميه .. وما سنفعله يوم 11 فبراير 2012 . لسنا اول دوله تستخدم العصيان كوسيله للخلاص من الاوضاع السياسيه و الاقتصاديه الفاسده ، فسبق أن إستخدمه "غاندى" فى الهند ضد ظلم الامبراطوريه البريطانيه وإستطاع التخلص من الإستعمار ، و نجح إستخدامه فى مقاومه الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا ، كما لجأ إليه مارتن لوثر كنج فى الولاياتالمتحده فى الستينات و أثناء حرب فيتنام ، وفى أوروبا كان العصيان سببا فى خلع رئيس صربيا و رئيس جورجيا و كذلك فى أوكرانيا ... و غيره الكثير من أمثله الدول التى إستطاعت أخذ حقها عن طريق العصيان المدنى سواء من حكومات محليه ظالمه أو دول إستعماريه (ويكيبيديا) مطالبنا من العصيان - تحقيق مطالب ثورة يناير 2011 بالكامل - إجراء الإصلاحات السياسيه و الإقتصاديه العاجله - إجبار المجلس العسكرى على التنحى - إنهاء المحاكمات لرموز النظام السابق سريعاً - سحب الثقه من الحكومه - تشكيل حكومه إنقاذ وطنى العصيان المدنى لا يؤذى الإقتصاد نعم .. الهدف الأساسي من العصيان المدنى هو التخلص من الأوضاع الإقتصاديه المزريه والتخلص أيضاً من الآوضاع السياسيه التى وصلت بالبلاد لهذا الوضع الإقتصادى المتدنى اليوم كما الآمس .. لم يتغير شيئ .. فلا تزال أسهم البورصه تتحكم بها القله الموضوعه بالسجن حالياً (صورياً) - لم ينفذ حتى اليوم الحكم الصادر بالحد الآدنى و الآعلى للأجور – كما أن أبسط الخدمات كالغاز و البنزين لم تعد متوفره وذلك بسبب سياسات حكوميه غير سويه – سيناريوهات الإنفلات الأمنى و التى نخسر أمولاً طائله بسببها - سيناريوهات الخصخصه لاتزال قائمه رغم وقف التنفيذ .. إلخ إلخ الحجج القائله بأن الإقتصاد سينهار فى حاله العصيان المدنى هى حجج جبانه تخشي على نفسها فقط .. فالإقتصاد أصلاً فى حاله تراخى شديد .. والسبيل الوحيد لإعاده بناءه هو الإصلاح الجذرى وهذا الإصلاح الجذرى لن يحدث إلا بحل مشكلات المجتمع ، وهذا الحل لن يتوفر فى ظل حكومات مرتعشه و حاكم غير مسيطر على البلاد إذن فالعصيان المدنى هو الحل الوحيد المتبقي أمام هذا الشعب من أجل تنفيذ مطالبه التى لم تنفذ حتى الآن .. العصيان هو الحل الوحيد للخروج من الآزمه الإقتصاديه ردا على دار الإفتاء .. العصيان المدنى ليس حراما العصيان ليس حراماً كما قالت دار الفتوى المصريه ، وردا على بيانها ، الغايه من التظاهر والإعتصام هو إنهاء الازمات لا إفتعالها ، وطلب المطالب التى سبق وأشارت دار الإفتاء بمشروعيتها ، الدعوة للإضراب خارجه من مواطنين يسعون لمصلحه بلادهم و بالتالى فهم غير مخربون ولا خوف منهم على الممتلكات بل كل الخوف من البلطجيه الذين يعيثون فى الآرض فساداً بسبب إستكانتنا و عدم خروجنا فى مثل هذه الإضرابات وهو عكس ما أمرا به الإسلام حين قال " من رأى منكم منكرا فليغيره " ها نحن نغيره ، الدعوة للإضراب لن تخل بالمصالح مثل المستشفيات لكنها لابد وأن تخل بمصالح إخرى فاسده مثل المدارس و الجامعات و التليفزيون .. كما لابد وأن تخل بالمصانع و الشركات التى تمتلك إدارات فاسده تعمل على سرقة أموالنا حتى الآن .. إنه قمه العدل أن يسقط إقتصاد منهوب .. قمه العدل أن نخل بإقتصاد فاسد لنستيطع بناءه من جديد ، وبالنسبه لتفكيك الدوله فقد أمرنا الإسلام بعدم توليه حاكم ظالم على المؤمنين ومع كل تجاوزات المجلس العسكرى أثبت أنه حاكم ظالم لابد و أن نثور عليه و بالتالى فتفكيك الدوله العسكريه أمر واجب سيدي المفتى . وبخصوص الأحكام المشروطه عند التظاهر و الإضراب فنعدك نحن جميع الثوار المصريون بتنفيذها (لن تكون غايه التظاهر أمراً محرماً – لن يتضمن ألفاظاً يحرمها الشرع .. إلخ ) 11 فبراير 2012 الثورة مستمرة