من عمالقة دولة التلاوة القرآنية المصرية نقدم هذه السلسلة العطرة لشيوخ القرآن الكريم الذين علمونا وأمتعونا القراءة في زمن القراءة الجميل سواء كانوا في الإذاعة المصرية أو خارجها نبدأ بتوفيق الله تقديم هذه السيرة الذاتية عنهم ونبدأ بالشيخ الكبير علي حزين رحمه الله . فالشيخ علي حزين محمد عطية من كبار قراء مصر في القرن العشرين الماضي ولد الشيخ علي حزين في شهر مارس عام 1902 بمنطقة حدائق القبة بمدينة القاهرة وقبل أن يبلغ الثامنة من عمره حفظ القرآن الكريم حفظا كاملا وراجعه قبل أن يبلغ الخامسة عشر من عمره وقد درس الأحكام القرآنية من تجويد وتلاوة وظهرت موهبته في أداء القرآن الكريم من هذا السن وأصبح علي قائمة عمالقة القرآن الكريم في مصر ومن أعلام القراء مثل الشيخ محمد رفعت وعلي محمود وعبد الفتاح الشعشاعي وأبو العينين شعيشع وعبد العزيز حربي ومصطفي إسماعيل ومحمد الصيفي وعبد العظيم زاهر وغيرهم من رواد الجيل الأول من قراء القرآن الكريم في مصر . والشيخ الكبير علي حزين رحمه الله طاف مصر محافظة محا فظة وقرية قرية لقراءة القرآن الكريم في الحفلات القرآنية التي يدعوا إليها وفي أوقات أخري كان يتطوع بالقراءة لكثير من الناس الغير قادرة في إحضار قراء عند مناسبتهم المختلفة وكان يحضر للندوات الدينية وغير الدينية لتلاوة القرآن بها وتعريف الناس عن آداب التلاوة وأحكامها وقواعده السليمة وتعليم الناس القراءة لوجه الله في داره وغيرها . والشيخ علي حزين رحمه الله التحق بالإذاعة المصرية عند افتتاحها وكان سنه 32 سنة فأصبح قارئا بها في بداية إرسالها عام 1934 عندما أرسلوا إليه وكان مقر الإذاعة حين ذاك بمنطقة حدائق القبة ، وهي الإذاعة الملكية وكانت تبث إرسالها في ذاك الوقت من القصر الملكي بالقبة القصر الجمهوري الآن ،وقد قدم الشيخ علي حزين للمكتبة الإذاعية المصرية عدة تسجيلات نادرة تذاع بصوته حتى الآن عبر الأثير من خلال موجات البرنامج العام القرآن الكريم وصوت العرب والشرق الأوسط وغيرهما ليصبح الشيخ علي حزين واحد من كبار القرآن الكريم الذين سطر التاريخ أسمائهم بحروف من نور ، وقد فضل الشيخ علي حزين طيلة حياته بالإقامة في مصر علي السفر للبلاد العربية والأجنبية التي بها جاليات عربية وإسلامية علي الرغم من تلقي الدعوات الكثيرة عليه من هذه الدول لتلاوة القرآن عندها خاصة في شهر رمضان المكرم فكان يقول رحمه بارك الله في إخوتي من القراء فهم يؤدون هناك مثلي في القراءة ، وأن السفر غير مناسب لي لأنني أحب الإقامة مع أهلي في مصر علاوة علي أعمالي الخاصة والتي تمنعني من السفر للخارج ، والمرة الوحيدة التي غادر فيها الشيخ علي حزين مصر هي عندما ذهب مع الشيخ عبد العظيم زاهر وأبو العينين شعيشع وغيرهم عندما تعاقدت معهم إذاعة الشرق الأدنى بدولة فلسطين في عام 1940 لقراءة القرآن الكريم هناك يوميا بالتناوب مع الشيوخ الآخرين ولكنه لم يمكث إلا فترة قصيرة حوالي شهرين وعاوده الحنين إلي الوطن وعاد إلي القاهرة . والشيخ علي حزين رحمه الله كان رجل من أهل الكرم والشهامة ، وكان يقضي حوائج كثير من الناس والتي تحتاج إلي مساعدة سواء كانت مالية أو مساعدته في عمل أو إجراء عملية جراحية أو غيرها من أفعال الأخرى وكان يزور المرضي وينفق علي الناس من جيبه الخاص لوجه الله تعالي ، وكان لايتاخر عن شئ فيه خدمة للناس ويقدر عليه. والشيخ علي حزين رحمه الله تعالي كان كروان في قراءة القرآن الكريم وكان صوته جميل وكان يلتزم بالأحكام القرآنية وكان قارئا للسورة بجانب الإذاعة المصرية بمسجد فرج بمنطقة حدائق القبة بالقاهرة وهو من المساجد المشهورة حيث قام الملك فاروق رحمه الله بافتتاحه في حفل ديني رسمي بدأه الشيخ علي حزين بتلاوة آيات الذكر الحكيم ، وظل يقرا السورة في لهذا المسجد منذ عام 1948 وحتي عام 1972 فكان الشيخ علي حزين خلال هذه السنوات يعمل بهذا المسجد المذكور يؤدي فيه قرآن صلاة الجمعة وقرآن صلاة الفجر وكذلك المناسبات الدينية التي تقام في هذا المسجد كل فترة فكان صوته من الأصوات الملائكية التي من الله تبارك وتعالي بقوة الصوت وحلاوته وجماله وحسن التعامل مع الآخرين فكان يتمتع بحب الناس فكان ملتزما بإحكام التلاوة القرآنية والتي كانت تبهر الحاضرين من المستمعين من رواد المسجد وكذلك رواد الحفلات القرآنية التي يحضرها هنا وهناك داخل القاهرة وخارجها من المحافظات المصرية الأخرى فكانت قراءته خاشعة والتي تدخل قلوب المستمعين وتشرح صدورهم . وقد التزم الشيخ علي حزين بالتنافس الشريف مع عملاقة قراء مصر في ذلك الزمان وكان لايتاجر بالقرآن وكان يقرأ القرآن لأنه كتاب الله وليس سلعة تباع وتشتري ويلتزم بالقليل من المال ولا يشترط علي القراءة كما يفعل بعض القراء الآن عندما يدعوا للقراءة في المناسبات الدينية والمأتم وغير ذلك . من كلمات الشيخ علي حزين الطيبة : 1-أن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم لتكون هداية للناس إلي يوم القيامة . 2-ومن كلماته أيضا أن مصر بلد الحضارة والتنوير في العالم العربي والإسلامي وهي البلد التي تخرج الكثير من مواهب قراء القرآن الكريم وكذلك العلماء في جميع التخصصات الأخرى والتي تفيد الناس في كل العلوم المختلفة . توفي الشيخ علي حزين في شهر أغسطس عام 1972 ودفن بالقاهرة . رحم الله الشيخ علي حزين وأسكنه فسيح جناته مع سيد النبيين والمرسلين محمد وعلي آله وصحبه وسلم ببركة القرآن الكريم . وإلي لقاء آخر مع شيخ من عمالقة دولة التلاوة القرآنية المصرية .