عيد الغفران أو يوم الغفران، والذي يُطلق عليه يوم هاكيبوريم باللغة العبريّة، هو اليوم العاشر من شهر تشرين في التقويم العبري أو اليهودي. عيد الغفران هو يومٌ مقدّس عند اليهود، وهو مخصصٌ للصلاة والصيام فقط، وهذا اليوم هو اليوم المتمم لأيّام التوبةِ العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة , يطلق عليه في العبريّة ب (روش هاشناه) أو رأس السنة العبريّة، وحسب التراث اليهودي فإن هذا اليوم يعتبر الفرصة الأخيرة لتغيير مصير العالم أو المصير الشخصي في السنة القادمة. وذكر عيد الغفران في سفر اللأويين، الإصحاح ال16، إذ يقول التوراة: «ويكون لكم فريضة دهرية، أنكم في الشهر السابع، في عاشر الشهر تذللون نفوسكم وكل عمل لا تعملون، الوطني والغريب النازل في وسطكم، لأنه في هذا اليوم يكفر عنكم لتطهيركم من جميع خطاياكم، أمام الرب تطهرون... وتكون هذه لكم فريضة دهرية للتكفير عن بني إسرائيل من جميع خطاياهم مرة في السنة، ففعل كما أمر الرب موسى». ويستمر صوم يوم كيبور لدى اليهود لمدة 25 ساعة، فهو يبدأ قبل غروب شمس اليوم التاسع من تشري – أول شهور السنة اليهودية - ويستمر إلى ما بعد غروب يوم العاشر من الشهر ذاه، ويتم خلالها الامتناع التام عن تناول أي طعام أو شراب. اعتاد اليهود المتدينون أو الذين يريدون حاجة ملحّة من الله سبحانه وتعالى وخصيصا يوم الغفران أن يتوجهوا إلى حائط "البراق" في القدس، أو ما يطلقون عليه اسم "حائط المبكى"، حيث يقيمون صلواتهم ويضعون في جدران الحائط أوراقاً يكتبون عليها بخط اليد طلباتهم وأمنياتهم التي يريدون أن يحققها الله لهم. اعتادت سلطة البريد في الكيان الصهيوني أن تستقبل سنوياً آلاف الرسائل موجهة إلى (الله) في يوم الغفران هذه الرسائل معنونة ب (ليهوه) و(لإيلوهيم) و(لإيل) وكلها كلمات عبرية تعني إلى الرب. وحدث أن أحد الفقراء اليهود ممن أرسلوا رسالة من هذه النوعية، كتب فيها طلباً للرب بأن يرسل له مبلغ خمسة آلاف (5000) شيكل , وقد زاد فيها الفقير من كلمات الرجاء والتوسل للرب أن يستجيب لدعائه. وحيث أن موظفو سلطة البريد يقومون بفتح هذه الرسائل المعنونة ب (عنوان الرب) لتحويلها إلى حائط البراق الذي أسموه زوراً "حائط المبكى" ، وقد جذبتهم رسالة هذا الفقير، فقاموا بتجميع الأموال لمساعدته، ووصلت حصيلة ما جمعوه من أموال (4300) شيكل، ثم أرسلوه في مظروف خاص على عنوان الفقير المكتوب بطبيعة الحال في رسالته الأولى بعد أسبوعين وصلت لسلطة البريد رسالة أخرى من الرجل نفسه، وعندما فتحوها وجدوا فيه كلمة شكر من الفقير إلى الرب يقول فيها: " أنا ممتن جداً لأنك أجبت دعائي، وأرجوك في أن لا ترسل لي أموالاً في المرات القادمة عن طريق سلطة البريد لأنهم قد سرقوا مبلغ 700 شيكل!! والجديد هو دخول الإنترنت والتقنية الحديثة لمن يرغب في تقديم طلباته إلى الله تعالى، حيث أصبح من الممكن لمن يرغب في أداء هذه الطقوس، أن يكتب أمنيته الخاصة على صفحة مخصصة لذلك على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وبعدها يتولى القائمون على الصفحة طباعة الأمنية وتعليقها على الحائط "لترتفع" من هناك إلى السماء. وجاء في نموذج تقديم الطلبات المنشور على الصفحة الإلكترونية: "أهلاً بكم في صفحة التطبيقات الأولى من نوعها الخاصة بحائط المبكى (البراق) اكتبوا رسالتكم وسنقوم بنقلها من أجلكم. بهذا تكون قد أرسلت رسالة إلى الحائط. وماذا مع أصدقائك؟ قم بدعوتهم لإرسال أمنياتهم". وحتى يشعر زوار الصفحة بالتواصل مع الحائط فعلاً، فإن المشرفين عليها وضعوا في خلفيتها صورة لحائط "البراق" يتم كتابة الرسائل عليها.