نستمع كثيرآ هذه الأيام الى كلمة الآناركية وانتشار الآناركيين فى مصر فمن هم الآناركيين ؟؟؟؟؟؟ الاناركية كلمة يونانية تتكون من مقطعين: "أنا"، و"آركي"، حيث كلمة "أنا" تعني "دون"، وكلمة "آركي" معناها "رئيس" او "سلطة"، اي هي الفكرة الداعية الى مجتمع "دون رؤساء" او "دون سلطة". لذا، فالاناركية في التحليل الاخير هي اسم اصطلح على اطلاقه على تلاوين شتى من تيار عريض من تيارات الحركة الاشتراكية الحديثة، نشأ من رحم الثورة الفرنسية الكبرى (1789 – 1815) التي كانت اهم العلامات الفارقة على اجتياح وسيادة النظام الرأسمالي مجتمعات الغرب بداية ثم توسعه وانتشاره حتى شمل مجتمعات الكوكب كله تقريبا. تفترض معظم بيانات تاريخ الأناركية أنها كانت مماثلة جوهريا للماركسية: برزت الأناركية كبنات أفكار لعدد معين من مفكري القرن التاسع عشر (برودون، وباكونين، وكروبتكين...)، واستمرت حينئذ في الهام منظمات الطبقة العاملة، والمضطهدين اجتماعيا، ودخلت في نسيج النضالات السياسية وانقسمت إلى شيع... ولا يعني الأناركيون بفكرة "مجتمع بلا رؤساء"، انه مجتمع يتكون من نمط واحد لافراد متماثلين في كل شيء، حتى انك لا تستطيع التمييز بينهم، بنفس القدر الذي لا تستطيع التمييز به بين اصناف الدجاج الذي تنتجه صناعة الدواجن الحديثة. بل إن الأمر عند الأناركيين هو، للمفارقة، النقيض من ذلك تماما. فهذه المدرسة الثورية، على اختلاف جماعاتها، تشترك في اعلاء قيمة الحرية الفردية، وكراهية الايديولوجيا، وتعلو بمرتبة الحرية الشخصية علوا سامقا. بل ان هناك من تلاوينها من يصل بقدسية الحرية الشخصية الى حدها الاقصى – فريق "الفردويين – individualists"، ومنهم حتى من يرفض التكنولوجيا الحديثة بما تمليه على البشر من اعتمادية وما تفرضه من تقسيم للعمل وبناء هياكل تراتبية لتسيير المجتمع، وبالتالي التنازل عن حريتهم الشخصية مقابل ما يقدمه لهم هذا التطور التكنولوجي من تسهيلات في المعيشة اليومية أى أن هؤلاء فعلآ بدأ ظهورهم فى مصر وبالعودة الى أحداث الشهر الأخير ستجد أن ماحدث فى شارع محمد محمود عند مجلس الوزراء وغير ذلك يؤيد هذه النظرية فالأخوة الذين أطلقوا على أنفسهم اسم ثوار أو لنقل بعضهم فى حالة حدوث أى شىء لايسير على هواهم أو لايروق لهم مثل اختيار رئيس وزراء جديد أو وزير جديد أو رئيس لأحدى المؤسسات الحكومية جديد لايروق لهم ينادون بالاعتصام والثورة وتدمير الممتلكات العامة وعدم العمل والحاق الضرر بالاقتصاد القومى وبالآخرين ممن ترتبط اعمالهم ومصالحهم بهذه الطرق أو الاماكن التى يدمرونهاوكأنه مطلوب ممن يدير الدولة عند اتخاذ كل قرار ادارى للدولة أن يستشير الشعب كله فردآ فردآ .....كيف ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اى انها فعلآ فوضى اى انهم لايريدون سوى مجتمع بلا رئيس يفعلون فيه مايشاءون دون حساب تحت اسم الحرية والديمقراطية ولايفهم هؤلاء الأغبياء أنه ليست هذه الديمقراطية وليست هذه الحرية التى ينادون بها وأن المجتمع ليس بالسهل ان يسايرهم فى اصطناع هذه الفوضى التى يسعون اليها مادامت تتوافق مع مصالحهم هم فقط بغض النظر عن مصلحة الشعب ككل أو الوطن !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! واذا كانت الآناركية كما يقولون يجب ان تتماشى مع مصلحة الفرد بغض النظر عن المجموع فيجب ان يدركوا انه لايمكن تحقيق ذلك ليس فى مصر وحدها بل فى أى مكان فى العالم فالولايات المتحدةالأمريكية التى تنادى بالديمقراطية والحرية عندما رأت أن مصلحة المتظاهرون وما يفعلونه وهم بضعة مئات فى الوول ستريت تعارض مع مصلحة الدولة ككل قامت بسحلهم هناك وقامت بأعتقالهم اذن فتنفيذ الأناركية فى العصر الحديث فى أى مكان ماهو الا أمر مستحيل لابد أن ينتهى فى النهاية بكارثة على الجميع ...............لأن الأغلبية سترفض ذلك وسترفض فكرتها ومضمونها الأساسى ومن يقول انها - كما سمعت - تسير مع تعاليم الأديان وخاصة الدين الاسلامى فهو مخطىء أشد الخطأ وبصراحة من يؤمنون بفكرة الآناركية من الصعب ان تجعلهم يقلعوا عما يفعلون أو يريدون لهذا اذا زاد خطرهم فلاتلوم الحكومات التى تقوم بمحاسبة مثل هؤلاء الذين يريدون مجتمع بلا رئاسة فى العمل أو فى المنزل يتساوى فيه الجميع فلارئيس فى العمل أو قائد أورب بيت فى المنزل فمثل هؤلاء - اذا صمموا على ذلك - يجب قمعهم والا فخطرهم كبير على المجتمع بوجه عام لأن العلاقة مختلفة بين مفهوم الحرية أو الديمقراطية وهذه الآناركية التى دمارها واضرارها أكثر بكثير عشرات المرات من فوائدها