الشوارع والطرقات .. ذاتها ... بأشجارها العارية ... ودموع المطر ... عناويننا فقط .. هي التي تغيرت .. ملامحنا فقط .. هي التي تغيرت ... يدفعني الحنين .. الي مكاننا الأول ... أجلس ... ويتبعني ظلا اخر ... ظلا ... يحمل معه الايام والسنين ... وهذه الشجرة .. التي تحدثنا معها مرارا ... بأوراقها الصفراء ... وعصافير ... كأطفالنا نائمون علي الورق ... وجزعا ميتا ... نحت الذكريات عليه ... ليبقي حيا ... سأنصت ... وأتأملك هنا .. حتي تنام العصافير . كل منا له ظل ... وذكريات خاصة ... عبرنا سنوات طويلة .... وغادرتنا وجوه ليست كالوجوه .. صنعنا مركب ... من جلدنا الورقي ... لنصل الي الشاطئ ... غرقنا ... من ماء فوق ماء ... في السماء ... أطفالنا في أحضان الملائكة ... كل ما كان لي ... تركته معك ... كل ما حلمت به ... داخل أحلامك ... عبرنا الغرق ... الي غابة الذكريات ... رأيت .. أحلامي ... وقصائدي تغادرني ... أنا وانتي .. أنتي وأنا .. علي الجانب الأخر ... من الحياة ... إلتقينا في الفراغ ... في عالمنا الخاص ... أنا وأنتي ... جلسنا ... تبادلنا الحديث ... والأسئلة ... لم نكمل قهوتنا ... مشينا بين الليل والسنين .. وفي لحظة من العدم ... طلبت منك الزواج ... فأبتسمتي .. فرأيت فراشة ... أعارتني جناحيها .. فذهبت الي السماء ... فوجدت نجمة .. حملتها ... قدمتها لك مهرا ... فأبتسمتي ... فرأيت ساحرة ... فأعارتني سحرها .. فبنيت لك قصرا ... فأبتسمتي ... وفي لحظة من العدم ... سألتك لماذا افترقنا ... وكعادتك ... لا تجيبي .. وذهبتي كأننا لم نلتقي .