مازالت الشرطة المصرية مصرة على التعامل مع المصريين وكأنهم عبيد ليس لديهم اى حقوق فى هذةالحياة وجائوا لهذة الدنيا فقط ليقولوا (تمام يا باشا) . فلم يتعلم جهاز الشرطة من الدروس التى يتلقنها كل يوم من الاحداث التى يتعامل فيها مع المواطنين. فهم مازالوا غير قادرين على إستوعاب ان المواطن المصرى لم يعد يخاف وادرك ان لدية حق لن يتركة مهما حصل. وبغض النظر عما حدث من تجاوزات من الشرطة خلال عشرات السنوات السابقة,ولكن بعد ثورة يناير توقع الجميع ان ينصلح حال هذة المؤسسة وتكون هى الدرع الواقى للمواطن, ولكن فوجئنا بأن الشرطة تتعامل مع المواطنين بأسلوب افضع مما كانت علية وكأن لم يحدث ثورة فى البلاد ,واصبح المواطن العادى يتعامل معاملة البلطجية والمجرمين, وتركوا البلطجية طلقاء يفعلون فى البلاد ما يحلو لهم . ويبدوا ان عناصر الشرطة فهمت ان الثورة قامت لتنادى بإطلاق سراح البلطجية والخارجين على القانون ومعاملتهم معاملة كريمة,وقتل,وتعذيب وترهيب المواطنين الابرياء والحقيقة انهم ينفذون ما فهموة بدقة. كنت قد اشفقت على الشرطة من كثرة الإتهامات الموجة إليها بأنها كانت تعمل تحت قيادة فاسدة ولابد ان تأخذ فرصتها لتعيد هيكلتها لكى تصبح مؤسسة تعمل على حفظ امن المواطن وراحتة. لكن ما رأيتة امامى ليلة امس من هجوم حملة امنية على منزل احد المواطنين فى الثالثة فجرا جعلنى أستغرب كثيرا حيث ان اهل هذا المنزل معروف عنهم السلوك الطيب وعدم السعى للمشاكل وربما لم يدخل احدا منهم قسم شرطة طوال حياتة.لكن توقيت هذة الحملة وطريقتهم فى التعامل يوحى بأن هذة الحملة تداهم منزل تاجر مخدرات او اسلحة , وبعد ان ألقوا القبض على المواطن وإيداعة فى السجن دون ان يعرف السبب قضى ليلتة وخرج فى الصباح, عندما سألتة عن السبب علمت ان هذا الرجل يعيش فى منزلة منذ عشرون عاما وهو فى منطقة سكنية مزد حمة وليس فى ارض زراعية, وقام بصب الدور الثانى من المنزل ولا يدرى انة كان علية أخذ تصريح من المجلس المحلى لهذا الغرض , فهو لم يبنى على ارض زراعية او بنى ادوار عليا مخالفة كما يفعل بعض رجال الاعمال حتى انة لم يصلة إنذار من اى جهة حتى يدرك انة مخالف. الآن وبعد ثورة يناير التى راح ضحيتها ومازال يروح ثمنا لها دماء الآف الشهداء لدينا شرطة تهاجم المواطنين الآبرياء فى ساعات الليل المتاخرة, وتذهب للبلطجية فى وضح النهار حتى يتمكنوا من الفرار. فكل ماحدث من تغيرات فى جهاز الشرطة هو ما لا نريدة مجرد تغيرات فى الوزراء وقيادات عليا لاتتعامل من قريب ولا من بعيد مع المواطنين فمازال فكر صغار ظباط الشرطة ,الامناء والمخبرين كما هو كأن شى لم يكن فهم لايعرفون شى عن 25 يناير وما حدث فية. متى يكون لدى المواطن المصرى جهاز شرطة على علم بواجباتة وحقوقة؟ متى تكون مهنة الشرطة هى مهنة ليست للتفاخر والإستعلاء على الناس ؟ متى يشعر المواطن المصرى عندما يرى شرطى بالامن والطمأنينة وليس الخوف والفزع؟