لم يبتسم عام المرأة 2017 لمرشحات مجلس نقابة الصحفيين؛ حيث سقطن جميعا في الانتخابات التي شهدت لأول مرة ترشح عدد كبير من السيدات، وصل إلى 14 من بين 77 مرشحا، سواء على مقعد النقيب أو عضوية المجلس. جاءت الأرقام مخيبة للآمال؛ حصدت نورا راشد، المرشحة على مقعد النقيب، أربعة أصوات فقط، وجيهان شعراوي 31 صوتا على نفس المقعد، واستمر هبوط الأرقام على مقاعد عضوية المجلس؛ فحصلت دعاء النجار 460 صوتا، ومروة الحداد 430، ورضوى عبد اللطيف 394، وحنان فكري 667، وشيماء مصطفى 365، وسمر الدسوقي 230، وعبير مرسى 191، ومحاسن السنوسي 184، وسامية أبو النصر 81، وبسنت ماجد 74، وفاطمة الحاج 64. وقالت الكاتبة الصحفية منى عبد الراضي، عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر، إنها مصدومة من النتيجة التي انتهت إليها انتخابات نقابة الصحفيين، بغياب تام للنساء في المجلس الجديد، بعدما كان لدينا عضوة وحيدة “حنان فكري”، أصبح المجلس الحالي رجالي فقط، ما يعكس خيبة أمل في الجماعة الصحفية، موضحة ل”البديل”، أن تراجع تمثيل النساء في العمل النقابي جزء من مشهد عام تنخفض فيه نسبة مشاركة المرأة بالمناصب القيادية، سواء الوزارات أو الجامعات أو القضاء. وطالبت عبد الراضي بضرورة تمثيل النساء في النقابات المهنية والعمالية، من خلال نظام “الكوتا” في لائحة قانون النقابة الجديد؛ بحيث تنص على تخصيص ثلث مقاعد مجلس نقابة الصحفيين للمرأة، خاصة أن السيدات في الجمعية العمومية يشكلن 30%، ومن ثم بحاجة إلى تمثل عادل لهن، مؤكدة أن “الكوتا” ليس قسرا على الجماعة الصحفية، بل محاولة لتدعيم النساء في العمل النقابي، حتى القضاء على الأفكار الذكورية النمطية التي تهمش اختيارها. وأوضحت الكاتبة الصحفية نور الهدى زكي، مؤسس حركة مصريات من أجل التغيير، أن ضعف تمثيل المرأة في نقابة الصحفيين سواء على مقعد النقيب أو عضوية المجلس؛ نتيجة أن الجماعة الصحفية تعاني من نفس أفكار المجتمع الذي يقصي المرأة ويهمشها من تولى المناصب القيادية، واصفة مجلس النقابة الحالي ب”رجعي” بعدما أرسل قائمة بأسماء عشرة صحفيين إلى رئاسة الجمهورية للاختيار من بينهم لتمثيل النقابة في الهيئة الوطنية للصحافة المقرر تدشينها، وجاءت جميع الأسماء لرجال فقط، مطالبة بضرورة تطبيق “الكوتا” في انتخابات نقابة الصحفيين، حيث تحتاج النساء إلى التمكين وتقوية دورهن لمحاربة الأفكار الإقصائية. 9 نقابيات فقط على مدار 76 عامًا ورغم مروة 76 عاما على إنشاء نقابة الصحفيين، تواجه المرأة الصحفية مشكلة في تمثيلها وتمكينها من العمل النقابي؛ حيث تعد “الصحفيين” من أقدم النقابات المهنية المنشأة في مصر، وتأسست بموجب قانون رقم 10 لسنة 1941 وشاركت الصحفيات نبوية موسى، وفاطمة يوسف، ومنيرفا عبد الحكيم، وفاطمة نعمت راشد، في الاجتماع التأسيسي الأول؛ لاهتمامهن بالعمل النقابي، وإيماناً بالمشاركة الفاعلة للنساء في دعمهن للنقابة، سواء بالمطالبة القانونية والحملات المستمرة لإنشاء النقابة، إلا أن خمسة عشر مجلسا للنقابة خلوا من تمثيل النساء نهائياً. ومثّلت النساء 7.7% في المجلس السابق، الذي لم يضم سوى حنان فكري، وعبر تاريخ نقابة الصحفيين بلغ عدد النساء في جميع مجالس النقابة منذ النشأة في 1941 حتى الآن تسعة نقابيات، هن: أمينة السعيد، ونوال مدكور، وفاطمة السعيد، وأمينة شفيق، وبهيرة مختار، وسناء البيسي، وشويكار طويلة، وعبير سعدي، وحنان فكري.