“متلازمة داون” قد شخصها العالم البريطاني جون لانجدون داون عام 1866م، حيث لاحظ أن أغلبية الأطفال في مركز للإعاقة يشبهون بعضهم البعض في ملامح الوجه وخصوصاً في العين التي تمتد إلى أعلى والتي تشبه العرق الأصفر، فأطلق عليهم اسم “المنغوليين” نسبة إلى جمهورية منغوليا. ومن جانبه، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس في حديث خاص ل”محيط”، أن العالم يحتفل هذا الشهر باليوم العالمي ل”متلازمة داون”، والتي تعتبر من أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً، حيث تنتج من وجود كروموزوم زائد في خلايا الجسم وهو الكروموزوم رقم 21، مما يسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية و مشاكل جسدية. وأوضح بدران أن متلازمة داون تصيب واحدآ من كل 800 طفل، كما أن إحتمال إصابة الطفل يزداد مع تقدم عمر الأم، حيث أن توتر وإكتئاب الأمهات يعتبر من عوامل الخطورة لإصابة الأطفال بالتأخر المعرفي للأطفال. العلامات الجسمانية لمتلازمة داون - الرأس قد تكون أصغر من الحجم الطبيعي. - مسطح من الخلف، كما يبدو الوجه مسطح أيضا، مع تسطح الأنف و صغر حجمه. - بروز اللسان. - العنق قصير وعريض. - شكل الأذنين غير طبيعي. - ربما يحدث فقدان بالسمع. - تكون الأسنان غير طبيعية. - سقف الحلق مرتفع وأكثر تقوس. - ضعف وارتخاء في العضلات و أربطة المفاصل ولذلك يكون ثنى و مد المفاصل زائد عن الطبيعي. - قصر الأطراف، فاليدين قصيرتين وعريضتين والأصابع قصيرة. - راحة اليد بها خط واحد عميق. - تأخر النمو، جفاف الجلد. - الشيخوخة المبكرة و تحول الشعر إلى اللون الرمادي مبكرا. - عيوب خلقية، عيوب بالقلب. احترس.. زواج الأقارب وأوضح بدران أن زواج الأقارب مازال منتشراً، حيث يشكل 32%من حالات الزواج في مصر، 10% من الزيجات عالمياً، حيث أن 75% من حالات التخلف العقلي في مصر سببها زواج الأقارب. وأكد بدران أن زواج الأقارب يورث 82 مرضاً، مثل الإجهاض المتكرر، الإعاقات المتعددة، مرض الحويصلات المتعددة بالكلية، مرض الثلاسيميا، مرض زيادة الحديد بالدم، وبالتالي التأثير على كفاءة القلب والكبد والبنكرياس، مرض ضمور عضلات الوجه والكتفين، مرض الأورام المتعددة بالقولون، وزن المواليد يكون أقل من زيجات غير الأقارب، زيادة نسبة وفيات الأطفال، نقص المناعة. وقد أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بالتخير إذ قال: “تخيروا لنطفكم” والتخير في عصرنا الحاضر يحتاج إلي الاستشارة الوراثية. عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال: “اغتربوا كي لا تضووا” أى “تضعفوا”، زواج الأقارب لم يرد به نهي صريح في الإسلام ولا حث عليه. فهو متروك لاختيار الناس ما هو أنسب لهم. لذا يوصي بدران بتشجيع فحوصات ما قبل الزواج وقبل الحمل والاهتمام بالتثقيف الصحي للتوعية بمشاكل زواج الأقارب من خلال وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة والندوات والمساجد. كما ينصح بدران الأم الحامل والمرضع الاهتمام بالزنك لأن الزنك في لبن الأم يصبح غير كافياً بعد الشهر السادس من العمر وأحياناً يسحب الرضيع رصيد الزنك من الأم فتعاني الأم نفسها من نقص الزنك. إهمال الحساسية قد يسبب الإعاقة أصبحت الحساسية من أمراض الأطفال المزمنة الشائعة في العصر الحديث، مشيراً إلى أن إهمال الحساسية ربما يسبب إعاقة الطفل عن التمتع بطفولته والإنتظام في الدراسة. وأكد بدران أن 10% من أطفال العالم يعانون حالياً من حساسية الصدر و20% من حساسية الأنف، لذا قد تمنع أزمات الحساسية الطفل من الذهاب للمدرسة حتى وقت الإمتحانات, وربما تفاجائه أزمة ربو خلال جلسة إمتحان وتمنعه من الإستمرار فيه, مسببة توتر نفسي يجلب له العديد من أمراض أخرى! لذا ينصح الأمهات بعدم إهمال أمراض الأطفال خاصةً المزمنة. أعراض التخلف العقلي - انخفاض ملحوظ في درجة الذكاء والأداء يتراوح بين الإمكانيات التالية: المعتوه: يكون الطفل دون حول أو قوة ولا يستطيع حماية نفسه من الأخطار، ولا ينطق إلا ببضعه حروف وكلمات، ولا يكترث بالألم أو يميز من حواليه ويمكن تعليمه على إطعام نفسه بنفسه. الابلة : يكون المصاب عاجزاً عن تحصيل رزقه ولكنه يستطيع حماية نفسه من المخاطر الجسمية: يتكلم أكثر من المعتوه، ويفهم بعض الأوامر البسيطة، ويميز الأوقات والألوان ويمكن تعليمه على ارتداء ملابسه وعلى الكنس والغسل. ضعيف العقل: له قابلية التكيف البسيط، ويتمكن من تحصيل رزقه فى ظروف مريحة ومهيأة ويمتلك قابلية لغوية بسيطة، ويحمى نفسه من الأخطار ويقوم بعمليات حسابية أولية ويمكن تعليمه القراءة البسيطة والكتابة والعادات الاجتماعية المقبولة. - انخفاض ملحوظ في القدرة اللغوية ومن ثم العجز عن التحصيل في مواضيع القراءة والكتابة. - القصور الشديد في الملكة الحسابية. - عجز قوى الانتباه والتركيز ولذلك يسهل الهاء المصاب. - قصور في قابلية المصاب على التفكير المجرد والمنطقى ولذلك تظهر فيهم صفات سلوكية جامدة وغير متطورة ويميل المصاب إلى الحركات الرتيبة والتكرار دون ملل أو تعب. - بسبب ضعف البصيرة والحكمة والمنطق يسهل استغلال المتأخر عقليا من قبل الأذكياء. فإذا كان المُستغِل ذا ميول إجرامية لا اجتماعية جمع له زمرة أو عصابة من المتخلفين عقلياً ووجههم إلى أعمال إجرامية خطيرة. - اضطرابات جسمية – حركية: فبعض المتأخرين عقلياً كثيرو الحركة والنشاط وقد تصل حركاتهم إلى حد الفوضى والإزعاج، وقد تصاحب الحركة ميول إلى التحطيم والتكسير والأذى العام لمن حواليه، وقد يكون المصاب على النقيض من ذلك: خاملاً بطيئاً قليل الحركة، أو أنه يحرك أحد أطراف جسمه بصورة آلية متكررة وخاصةً الرأس والذراع والجذع (التمايل والتأرجح). - علامات جسمية: بعض المتأخرين عقلياً يصابون بتشوهات خلقية فى الأطراف والوجه والرأس وقد تكون هى العلامات المميزة للمرض. أسباب التخلف العقلي - زواج الأقارب. - إصابة الأم بالعدوى الفيروسية (الحصبة الألمانية– الأنفلونزا– شلل الأطفال– الجدري). - تناول الأم العقاقير والأدوية قد يؤدي إلى حدوث التخلف. - تعرض الأم للحوادث. - أسباب أثناء الولادة: وتتمثل في الصعوبات التالية: - تعثر عملية الولادة. - حدوث نزيف للمخ أثناء الولادة. - عدم طهارة الأجهزة الطبية المستخدمة في عملية الولادة. - نقص في الأكسجين للطفل أثناء الولادة، مثل إلتفاف الحبل السري حول الرقبة نصائح - البعد عن زواج الأقارب فى الأسر ذات تاريخ بأمرض وراثية. - ضرورة إجراء فحص طبي قبل الزواج يتضمن إستشارة أطباء الوراثة. - تناول الملح الغني باليود، وذلك لأن نقص اليود يؤدي إلى زيادة معدلات وفيات الرضع، والتخلف العقلي. - التشخيص المبكر للإعاقات ربما ينقذ الأجيال من عواقب وخيمة. ويتمنى بدران إجراء مزيد من البحوث المتقدمة للتوصل لتدخل مبكر في المستقبل يوقف حدوث المرض عند التخصيب في الساعات الأولى للحمل.