وزير العمل يعلن عن 3000 وظيفة بمحطة الضبعة النووية    وزير قطاع الأعمال العام يستعرض مؤشرات أداء القابضة الكيماوية وشركاتها التابعة    مراسل «إكسترا نيوز»: إقبال كبير على منافذ حياة كريمة لبيع اللحوم بأبو النمرس    محافظ المنيا: الاستعداد لبدء الموجة 24 لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية    وزير التموين يعين رئيسًا جديدًا لشركة السكر والصناعات التكاملية    وزير الطيران المدني: المطارات المصرية ليست للبيع    طلاب جامعة المنوفية ينجحون في تحرير 4744 مواطنا من الأمية    الخارجية الفرنسية: إستدعاء سفير إسرائيل فى باريس بسبب استهداف قوات اليونيفيل جنوب لبنان    تسليم السفينة الثانية للمسح البحري إلى الهند    خبير عسكري: وقف إطلاق النار في غزة هدف حزب الله من دخول الحرب    روسيا تتهم سويسرا بالتخلي عن مبدأ «الحياد» في القضية الأوكرانية    الليلة.. الفراعنة و «المرابطون» في مواجهة أفريقية على استاد القاهرة    مدرب كوريا الجنوبية: مستوانا فاق التوقعات أمام الأردن    أونانا يحقق جائزة خاصة في الدوري الإنجليزي    ميناء القاهره الجوي: السيطرة على حريق خارج حدود المطار دون خسائر    فصل جديد في قضية شيك بدون رصيد ل إسلام بحيري    مهرجان الموسيقى العربية.. شاهد على تاريخ مصر الفني    بحضور وزير الثقافة.. مدحت صالح ولطفى بوشناق ولينا شاماميان نجوم افتتاح مهرجان الموسيقى العربية فى دورته ال32    وزارة الصحة: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 112 مليون خدمة مجانية خلال شهرين    الكشف على 1272 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بالبحيرة    ضمن جهود مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان.. الصحة تنظم دورات تدريبية حول الإسعافات الأولية من خلال فروع الهيئة بالمحافظات    لأول مرة منذ 7 سنوات القوات الجوية الكورية الجنوبية تجرى تدريبات بالذخيرة الحية    الأنبا توماس يشارك في ورشة العمل "القادة الدينيين وبداية جديدة لبناء الإنسان"    الداخلية تطلق قوافل إلكترونية لتقديم خدمات الأحوال المدنية والمرور بالمحافظات-(فيديو وصور)    ضمن مبادرة بداية.. ندوات ومحاضرات لأئمة الأوقاف في شمال سيناء    بالصور- محافظ بورسعيد يفتتح مسجدا جديدا بمنطقة كربة عايد    تشكيل منتخب مصر أمام روسيا مواليد 2008    جنوب سيناء تطلق برنامجًا رياضيًا احتفالًا باليوم العربي للمسنين    دويدار يؤكد.. ثنائي الأهلي سيكونوا كبش فداء عند خسارة مبارياته القادمة    مصرع شاب دهسا أسفل عجلات قطار بالمنيا    رسالة نارية من إبراهيم سعيد ل «شيكابالا»: اعتزل واحترم تاريخك    محافظ أسوان يستمع لمطالب المواطنين عقب صلاة الجمعة (صور)    الصعيد في عيون حياة كريمة.. مدينة إسنا تحصل على دعم كبير برعاية مجلس الوزراء    محمد راضي رائد السينما الوطنية وصانع ملاحم الحرب على الشاشة المصرية    4 أبراج مخلصة في الحب والعلاقات.. «مترتبطش غير بيهم»    دار الإفتاء توضح فضل زيارة مقامات آل البيت    الأردن يدين استهداف الاحتلال الإسرائيلى لقوات اليونيفيل جنوب لبنان    حزب الاتحاد ينظم ندوة بعنوان «إفريقيا عمق استراتيجي لمصر ومصير مشترك»    ضبط 5 آلاف زجاجة زيت مجهولة المصدر داخل مخزن دون ترخيص بالمنوفية (صور)    وكيل صحة سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزي ووحدات الرعاية الصحية    فضل الدعاء للأب المتوفي في يوم الجمعة: مناجاةٌ بالرحمة والمغفرة    بالتزامن مع الاحتفال بذكرى بنصر أكتوبر.. تنسيقية شباب الأحزاب تعلن عن استراتيجيتها الجديدة    شبهت غزة بوضع اليابان قبل 80 عامًا.. منظمة «نيهون هيدانكيو» تفوز بجائزة نوبل للسلام    90 صورة من حفل زفاف مريم الخشت بحضور أسماء جلال ويسرا وجميلة عوض    مسؤولون أمريكيون: المرشد الإيراني لم يقرر استئناف برنامج السلاح النووي    أخصائية تغذية: هذا الجزء من الدجاج لا يُنصح بتناوله    أوقاف بني سويف: افتتاح 6 مساجد بالمحافظة خلال الشهر الماضي    تعرف علي حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة    القومى للطفولة يولي مهام رئاسة المجلس لعدد من الفتيات في يومهن العالمي    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة سيارات النقل بالأقصر    الصحة: إغلاق عيادة جلدية يديرها أجانب مخالفة لاشتراطات التراخيص في مدينة نصر    خطبة الجمعة اليوم.. تتحدث عن السماحة في البيع والشراء والمعاملات    تغيرات حادة في أسعار الحديد والأسمنت بمصر: التقلبات تعكس الوضع الاقتصادي الحالي    مشادة كلامية.. حبس فتاة قتلت صديقتها طعنا داخل كمباوند شهير في أكتوبر    أسعار الأسماك بكفر الشيخ اليوم.. الماكريل ب 180 جنيهًا    اختللاط أنساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    ميوزك أورد وجينيس وفوربس.. أبرز 20 جائزة حققها الهضبة طوال مشواره    «بعيدة عن اللقاء».. تعليق مثير من نجم الأهلي السابق بشأن تصريحات حسام حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.أحمد صبحي منصور يكتب : النبي محمد في حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق الكون بين القرآن الكريم والعهد القديم ( 2 )
نشر في شباب مصر يوم 25 - 01 - 2017


د.أحمد صبحي منصور
النبي محمد في حوار مع ال (سى إن إن ) عن خلق الكون بين القرآن الكريم والعهد القديم
قال المذيع : بدءا من هذه الحلقة سنتحاور حول القصص بين القرآن والعهد القديم
قال النبي محمد عليه السلام : نعم .!
قال المذيع : سفر التكوين يقولون إنه أول أسفار التوراة الخمسة . وقد بدأ بقصة خلق العالم . سأقرأ لك ما جاء في الإصحاح الأول في الحديث عن خلق الكون .
يقرأ المذيع : الإصحاح الأول :
( 1 :1 في البدء خلق الله السموات و الأرض. 1 :2 و كانت الأرض خربة و خالية و على وجه الغمر ظلمة و روح الله يرف على وجه المياه . 1 :3 و قال الله ليكن نور فكان نور. 1 :4 و رأى الله النور انه حسن و فصل الله بين النور و الظلمة. 1 :5 و دعا الله النور نهارا و الظلمة دعاها ليلا و كان مساء و كان صباح يوما واحدا. )
سكت المذيع ثم قال : ماذا قال القرآن عن هذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : هنا حديث عن خلق السماوات والأرض والظلمات والنور . وقد جاء في القرآن الكريم قول ربى جل وعلا : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ )الآية الأولي من سورة الأنعام
في البداية خلق السماوات والأرض ومنه جعل وليس خلق الظلمات والنور . فهما تابعان لخلق السماوات والأرض . والظلمات أقدم من النور . وقال ربى جل وعلا عن السماء : ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا )
سورة النازعات الآية 2 )، أي جعل ليلها مظلما ، وأبرز النور .
سكت المذيع ، ثم أخذ يقرأ في العهد القديم : بعدها في الإصحاح الأول من سفر التكوين : ( 1 :6 و قال الله ليكن جلد في وسط المياه و ليكن فاصلا بين مياه و مياه . 1 :7 فعمل الله الجلد و فصل بين المياه التي تحت الجلد و المياه التي فوق الجلد و كان كذلك . 1 :8 و دعا الله الجلد سماء و كان مساء و كان صباح يوما ثانيا . 1 :9 و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد و لتظهر اليابسة و كان كذلك. 1 :10 و دعا الله اليابسة أرضا و مجتمع المياه دعاه بحارا ورأى الله ذلك انه
حسن) .
سكت المذيع ثم قال : المفهوم من هذا وجود ( جلد ) وسط المياه . وهذه أول مرة يأتي فيها الحديث عن الماء . مفروض أن يذكر الماء قبل ذلك مع خلق السماوات والأرض . ثم تكلم عن الفصل بين مياه ومياه ، وصار من المياه الأولى سماء وصار من المياه الأخرى أرضا . وصارت الأرض يابسة وبحارا . ماذا قال القرآن في هذا؟
قال النبي محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء )الآية 7 من سورة هود
. عرش الرحمن هو هذا الملكوت بكل ما فيه ومن فيه . وقبل خلق السماوات والأرض كان هناك الماء .
قال المذيع :هل هو نفس الماء الذي نعرفه؟
قال النبي محمد عليه السلام : رب العزة جل وعلا جعل من الماء كل شيء حي .
قال جل وعلا : (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) سورة الأنبياء الآية 30
فالملائكة والجن والشياطين وكل الدواب في الأرض وفى البرزخ والسماوات مخلوقة من ماء . منها ما نراها في الأرض ومنا ما لا نستطيع رؤيته . أي هناك أنواع مختلفة من الماء في هذه الدنيا ، وأيضا في الآخرة فالماء الذي في الجنة غير ماء الحميم الذي في النار . والجن مخلوق قبلنا من ماء ، ولكنه ماء من النار ،
( نار السموم ) . قال ربى جل وعلا عن خلق الإنسان وخلق الجان : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) 26 : 27 ) الحجر ) الجان والإنسان مخلوقان من ماء مع اختلاف نوعية الماء . فالماء هو أصل الخلق والمخلوقات ،أو هو العرش ، أي هو أصل هذه الموجودات ما نراها وما لا نراها .
سكت المذيع متفكرا ، ثم قال : هذا شيء مختلف تماما عما جاء هنا .
عاد المذيع يقرأ من العهد القديم ( 1 :11 و قال الله لتنبت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الأرض
وكان كذلك . 1 :12 فأخرجت الأرض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و رأى الله ذلك انه حسن) .
ثم قال المذيع : ماذا يقول القرآن في هذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : يقول ربى جل وعلا تعبيرا غاية في الإعجاز والإيجاز في هذا الشأن ، هو (وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ) ، أي نشر في كل الأرض كل كائن حىء يدب فيها من اليابسة والماء والغلاف الجوى . جاء هذا مرتبطا بالحديث عن خلق السماوات والأرض . قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) 164 ) البقرة ) ، وقال ربى جل وعلا : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ) سورة لقمان الآية 10
وهو نفس الحال عن الإنسان الذي تكاثر من نسل آدم وزوجه . قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ) سورة النساء الآية 1
قال المذيع : مقابل هذا الإيجاز في القرآن نرى تفصيلا في العهد القديم في خلق الظلمات والنور وخلق الأحياء في الأرض . وأقرأ لك الآتي :
( 1 :13 و كان مساء و كان صباح يوما ثالثا . 1 :14 و قال الله لتكن أنوار في جلد السماء لتفصل بين النهار و الليل و تكون لآيات و أوقات و أيام و سنين . 1 :15 و تكون أنوارا في جلد السماء لتنير على الأرض و كان كذلك . 1 :16 فعمل الله النورين العظيمين النور الأكبر لحكم النهار و النور الأصغر لحكم الليل
و النجوم . 1 :17 و جعلها الله في جلد السماء لتنير على الأرض . 1 :18 و لتحكم على النهار و الليل و لتفصل بين النور و الظلمة ورأى الله ذلك انه حسن . 1 :19
و كان مساء و كان صباح يوما رابعا . 1 :20 و قال الله لتفض المياه زحافات ذات نفس حية و ليطر طير فوق الأرض على وجه جلد السماء. 1 :21 فخلق الله التنانين العظام و كل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها و كل طائر ذي جناح كجنسه و رأى الله ذلك انه حسن . 1 :22 و باركها الله قائلا أثمري و أكثري و أملاي المياه في البحار و ليكثر الطير على الأرض . 1 :23 و كان مساء و كان صباح يوما خامسا . 1 :24 و قال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم و دبابات و وحوش ارض كأجناسها و كان كذلك. 1 :25 فعمل الله وحوش الأرض كأجناسها و البهائم كأجناسها و جميع دبابات الأرض كأجناسها و رأى الله ذلك انه حسن. )
قال النبي محمد عليه السلام : فيما ذكرت من إصحاحات وردت إشارات عن الزمن من صباح ومساء وأيام وسنين.
قال المذيع : نعم . خصوصا وان الحديث هنا عن خلق الله للأرض والسماوات خلال ستة أيام . فالزمن هنا هو إطار هذا الخلق .وهو يعرض لما خلقه الله جل وعلا فى كل يوم من هذه الأيام الستة .
قال النبي محمد عليه السلام : الزمن مخلوق مع خلق السماوات والأرض ، وقد قسّم رب العزة السّنة بإثنى عشرة شهرا فقال جل وعلا : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ) سورة التوبة الآية 36
قال المذيع : ليس هذا في العهد القديم . دعنا نراجع ما تبقى من الإصحاح الأول في سفر التكوين .
المذيع يقرأ ( 1 :26 و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر و على طير السماء و على البهائم و على كل الأرض و على جميع الدبابات التي تدب على الأرض 1 :27 فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكرا وأنثى خلقهم )
قال النبي محمد عليه السلام مستنكرا : هل يكون الإنسان المخلوق على صورة الله جل وعلا؟ هذا تناقض هائل مع القرآن الكريم . الله جل وعلا هو وحده صاحب الحق فى الحديث عن ذاته ، وهو جل وعلا ليس كمثله شيء . قال جل وعلا : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) 11 ) الشورى )
قال المذيع : ولكن البخاري يروى حديثا لك عن أبى هريرة تقول فيه ( خلق الله آدم على صورته )؟
قال النبي محمد عليه السلام : سبحانك ربى هذا بهتان عظيم . لم أقل هذا الكلام. وأنا بريء مما يقولون.
قال المذيع : ولكن خلق البشر على صورة رب العزة أساس فى اليهودية والمسيحية وفى الصوفية والشيعة والسنة ..
قال النبي محمد عليه السلام :
أنا بريء مما يقولون . هذا يخالف ( لا إله إلا الله ) . فالله جل وعلا لا يشبهه أحد من خلقه ، ولا يشبه أحدا من خلقه . الله جل وعلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . الله جل وعلا ليس له نظير ولا مثيل ولا شريك . لقد زعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه ، فردّ عليهم ربى جل وعلا : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) سورة المائدة الآية 18
قال المذيع : هذا ما يقوله المسلمون الصوفية والسنة والشيعة ، وهم يستشهدون بقول الله في القرآن عن خلق آدم :( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ) سورة الحجر الآية 29 اى الإنسان نفخة من روح الله .!
قال النبي محمد عليه السلام : الروح هو جبريل عليه السلام .ووظيفته نفخ النفس والنزول بالوحي , وهو الذي حمل الأمر الالهى ( كن ) إلى مريم فحملت بالمسيح ووضعته . قال جل وعلا : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ) 16 : 21 ) مريم ) . وهذا معنى قوله جل وعلا : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) 91 ) الأنبياء ) ولذا قال جل وعلا عن خلق آدم وخلق المسيح : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) 59 )
آل عمران )
قال المذيع : هذا واضح لمن يؤمن بأن الخالق لا يمكن أن يشبه المخلوق . دعنا نستكمل استعراضنا للإصحاح الأول من سفر التكوين : ( 1 :28 و باركهم الله و قال لهم أثمروا و أكثروا و املاوا الأرض وأخضعوها و تسلطوا على سمك البحر و على طير السماء و على كل حيوان يدب على الأرض. 1 :29 و قال الله إني قد أعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الأرض و كل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا لكم يكون طعاما . 1 :30 و لكل حيوان الأرض و كل طير السماء و كل دبابة على الأرض فيها نفس حية أعطيت كل عشب اخضر طعاما و كان كذلك . 1 :31 ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جدا و كان مساء و كان صباح يوما سادسا .) ماذا قال القرآن فى هذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : قال رب العزة إنه سخر للإنسان كل ما في السماوات والأرض جميعا منه . قال جل وعلا يخاطب البشر : ( اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) 12 : 13 ) الجاثية ) .
قال المذيع : هذا فعلا يستحق التفكير العقلي والتفكير العلمي .
بالتفكير العقلي يؤمن ويشكر الخالق . وبالتفكير العلمي يبحث علميا في الاستفادة مما سخره الله له في هذا الكون من السماوات والأرض .
قال المذيع : موجز مراحل الخلق كما جاء في العهد القديم أنه في اليوم الأول خلق السماوات والأرض والنور والليل والنهار وفصل السماء عن الأرض.
وفى اليوم الثاني خلق اليابسة والبحار وخلق العشب والزرع . وفى اليوم الثالث خلق الوقت والسنين والفصل بين النور والظلام . وفى اليوم الرابع خلق الحيوانات البحرية والدواب والتنانين والطيور . وفى اليوم الخامس خلق الحيوانات والإنسان واخضع للإنسان ما في الأرض وانتهى الخلق في اليوم السادس فاستراح في اليوم السابع .. وبقية حديث العهد القديم عن خلق الكون يأتي في الإصحاح الثاني .
المذيع يقرأ من العهد القديم : ( الإصحاح الثاني: 2 :1 فأكملت السماوات والأرض
و كل جندها . 2 :2 و فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل . 2 :3 و بارك الله اليوم السابع و قدسه لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقا . 2 :4 هذه مبادئ السماوات و الأرض حين خلقت يوم عمل الرب الإله الأرض و السماوات . )
المذيع يلتفت إلى النبي صلي الله عليه وسلم ويسأله : ماذا قال القرآن في هذا الصدد ؟
قال النبي محمد عليه السلام : ربى جل وعلا بربط خلق السماوات والأرض في ستة أيام بتحكمه في الكون أي بالاستواء على العرش أي يقوم جل وعلا بتدبير الأمر . قال جل وعلا ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ ) 3 ) يونس ) ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) 4 ) الحديد ) ، ( الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) الآية 59 من سورة الفرقان
وقال تعالي في كتابه الكريم ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا
تَعُدُّونَ ) سورة السجدة الآية 4و5
قال المذيع : ما معنى ( وما بينهما ) ؟
قال النبي محمد عليه السلام : أي النجوم والمجرات وما تسمونه بالكون .
قال المذيع : ماذا عن قول العهد القديم : ( فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل )
قال النبي محمد عليه السلام : قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ )الآية 38 من سورة ق
خلق السماوات والأرض تم في ستة أيام بلا تعب ولا لغوب . وقد قال ربى جل وعلا عن بدء الخلق وإعادته بالبعث ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) سورة الروم الآية 27
فالخلق للسماوات والأرض هيُّن على الرحمن . والبعث أهون .
قال المذيع : وماذا عمّا جاء فى العهد القديم عن تفصيلات الخلق فى كل يوم من الأيام الست ؟
قال النبي محمد عليه السلام . ليس هذا في القرآن الكريم ، بل قال ربى جل وعلا شيئا مختلفا : ( قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) 9 : 12 سورة فصلت الآيات من 9 إلي 12
قال المذيع : المفهوم هنا أن الله خلق الأرض في يومين .
وجعل فيها الرواسي الجبال والموارد الطبيعية في أربعة أيام . ثم خلق السماوات السبع في يومين. نحن هنا أمام سبعة أيام وليس ستة أيام أليس هنا خطأ ؟
قال النبي محمد عليه السلام هنا اختلاف في الزمن .
خلق الله جل وعلا الأرض في يومين وأرسى جبالها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام . هذا كله بالزمن الذي كانت عليه الأرض في تقدير الله جل وعلا . أما خلق السماوات السبع في يومين فهذا بتقدير رب العزة جل وعلا فيما يخص زمن السماوات السبع وقتها .
قال المذيع : لا أفهم
قال النبي محمد عليه السلام : هناك اختلاف في الزمن في كواكب المجموعة الشمسية ، واختلافات في الزمن في النجوم وفى المجرات حسب السرعة . وهذا كله في إطار الكون المرئي لنا . الزمن في الكون غير المرئي في السماوات والسبع أكثر اختلافا .
وعبر اختلافات الزمن يتم تدبير الله جل وعلا للخلق .
قال المذيع : كيف ؟
قال النبي محمد عليه السلام : الخالق جل وعلا يعلم كل ما يجرى في الأرض والسماء حتى في داخل الذرة وما هو اقل من الذرة وما بداخلها من عوالم ، قال جل وعلا : ( وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) 61 ) يونس ) (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )
سورة سبأ الآية 3وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ) سورة سبأ الآية 2
والله جل وعلا يدبر ويدير هذا الكون عبر اختلاف أزمنته بيوم الأرض والسماء . قال جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) 5 سورة السجدة الآية 5
في الأمور الخاصة بتدبيره جل وعلا في الحتميات الخاصة بنا تتنزل في ليلة القدر كل عام ما يخص المواليد والموت والرزق والمصائب للعام القادم ، وهذا رغم أن يوما عند الله جل وعلا كألف سنة من حساب زمننا . ولهذا فعندما طلب كفار قريش أن ينزل بهم العذاب قال لي ربى جل وعلا : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ) سورة الحج الآية 74
فالعذاب سيقع بهم وفق تقدير رب العزة ، ويأتي هنا اختلاف الزمن الأرضي عن الزمن الالهى فيما يخص الحتميات . ينزل بها الروح جبريل في ليلة القدر كل عام ، يقطع يوما إلاهيا يساوى ألف عام بتقديرنا . ثم سيأتي قيام الساعة وتدمير هذا العالم ، وهو في حد ذاته عذاب . وقد كانوا يسألونني عن موعد الساعة فنزل قول ربى جل وعلا : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) . سال أحدهم عن موعد قيام الساعة الذي هو عذاب حتمي للكافرين لا سبيل إلى دفعه والنجاة منه . وأخبر رب العزة أن الملائكة بعد أن تنتهي من النزول بالحتميات لكل البشر وفى الجيل الأخير للبشر يعرجون اى يصعدون إليه جل وعلا في زمن خاص به هو يوم مقداره خمسون ألف سنة ، ليست بتعدادنا الزمني .
وقال لي ربى جل وعلا يؤكد على اختلاف الزمن : ( فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلا إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا )، ثم ذكر بعض وقائع تدمير العالم : ( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ): سورة المعارج ) حين تتحول السماء إلى ما يشبه المُهل اى الجمرات السائلة وتتحول الجبال إلى ما يشبه الصوف .
قال المذيع : هل لهذا صلة بحديث القرآن عن اقتراب قيام الساعة ؟
قال النبي محمد عليه السلام : تكرر الحديث عن اقتراب نهاية العالم ، ويكفى أن القرآن الكريم هو الرسالة الإلهية الخاتمة والأخيرة للبشر دليلا على أن البشرية دخلت طورها الأخير قبل قيام الساعة وتدمير العالم .وقد قال ربى جل وعلا : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ) سورة الأنبياء الآية 1
وقال تعالي (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ ) سورة القمر الآية 1
وكانوا يستعجلون قيام الساعة فقال جل وعلا : (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) سورة النحل الآية 1
أي إن الأمر الالهى صدر فعلا بقيام الساعة لذا جاء التعبير عنه بالفعل الماضي
( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ). هذا في الزمن الالهى . ولكن بزمننا الأرضي لم يأت بعد وإن كان قريبا ، لذا جاء النهى عن الاستعجال بالفعل المضارع ( فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ) الذي ينطبق على كل البشر من وقت نزول الآية وما بعدها .
قال المذيع : الملاحظ هو التداخل والتكرار في خلق المخلوقات مع تحديد أزمانها بستة أيام في رواية العهد القديم خصوصا في خلق النبات والحيوان . ماذا في القرآن ؟
قال النبي محمد عليه السلام : تكلمنا من قبل عن أن رب العزة بثّ فى الأرض من كل دابة . وقال جل وعلا عن كروية الأرض: ( وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ) الآيات 30 : 31 من سورة النازعات
أي باختصار شديد أخرج من الأرض ماءها ومرعاها . والمرعى يشمل كل النبات ومن النبات يتغذى الحيوان والإنسان.
والإنسان يأكل من النبات ومن الحيوان .
قال المذيع : وماذا عمّا جاء في العهد القديم عن الفصل بين النهار والليل والنور والظلام ؟
قال النبي محمد عليه السلام ليس هناك انفصال بين النهار والليل ، بل هناك تداخل بينهما بسبب كروية الأرض ودورانها حول الشمس ، والتعبير الالهى فى القرآن بأن الليل يغشى النهار ويطارده . : قال ربى جل وعلا : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا ) الآية 54 من سورة الأعراف وهناك تعبير آخر هو ولوج أو تداخل النهار في الليل والليل في النهار في أوقات الفجر والمغرب ، مع طلوع الشمس وغروبها ، يقول ربى جل وعلا : ( يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ ) الآية 6 من سورة الحديد
وعن خلق السماوات والأرض وجعل الأرض كروية بما ينتج عنه تداخل الليل والنهار يقول ربى جل وعلا : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) سورة الزمر الآية 5
قال المذيع : حين أقرأ بمنظور عقلي المكتوب في العهد القديم عن خلق الكون في ستة أيام أراه تعبيرا عن ثقافة من كتبوه في عصرهم . ربما كان هذا ترديدا لموروثات سابقة عن خلق العالم تأثر بها من كتب العهد القديم . ولكن من يقرأ هذا بمنظور إيماني لا يستعمل عقله ناقدا متفحصا . ما رأيك في المكتوب في القرآن عن خلق العالم . هل هو للنظر العقلي النقدي أم لا بد من التسليم به إيمانا به ؟
بمعنى آخر هل يحتاج القرآن مثل العهد القديم إلى أن يحجب القارئ عقله وهو يقرأ ما فيه من آيات تتعرض لموضوعات علمية مثل خلق العالم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : مجرد وجود آيات فيها إشارات علمية هي دليل على أنني لست من قال هذا القرآن الكريم ولستُ من ألّفه ، بل هو وحى إلا هي
فكيف لرجل عربي في القرن السابع الميلادي أن يعرف هذا ؟
قال المذيع : أنا قلتُ هذا من قبل ، وأريد كلاما جديدا لا أعرفه .
قال النبي محمد عليه السلام : أنا قلت من قبل أن للقرآن الكريم منهجا يخالف المنهج الذي سار عليه ما تقول عنه انه العهد القديم . القرآن الكريم ليس كتابا في التاريخ يحكى تاريخ السابقين بتسلسل زمني فيه أسماء الأشخاص وتحديد الزمان والمكان ، بل هو كتاب الهي في الهداية ويستخدم القصص في دعوته للهداية ، لذا يتحول القصص التاريخي فيه إلى عظة وعبرة تنطبق على البشر في كل زمان ومكان . أيضا القرآن الكريم ليس كتابا في العلم في الطبيعة والكون . صحيح إن فيه إشارات علمية ولكنها في إطار الدعوة إلى الإيمان بالخالق جل وعلا الذي أبدع هذا الكون من الذرة إلى المجرة . ولهذا لا تأتى الإشارات العلمية في تسلسل حتى لو كانت في موضوع واحد مثل خلق السماوات والأرض . يل تأتى متكررة لأن الدعوة تحتاج إلى التكرار والتذكير أملا أن يتذكر الغافل وأن يعلم الجاهل وأن يستجيب العاصي
قال المذيع : ولكن للحقيقة العلمية صيغة محددة . ولو جاءت آية قرآنية بهذه الصيغة المحددة تخاطب العرب في جاهليتهم لتندروا على القرآن واعتبروه تخريفا . هكذا يفعل الجاهلون في عصور التخلف . يعنى مثلا كان الشائع وقت نزول القرآن ان الشمس تدور حول الأرض حسبما يرون . لو قيل لهم غير هذا لاعتبروه جنونا وتندروا عليه.
قال النبي محمد عليه السلام : هنا يتجلى الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، ليس فقط فى الإتيان بالحقيقة العلمية أو بالإشارة إليها ولكن أيضا بطريقة صياغتها حتى يتقبلها البشر مما بلغ جهلهم . وفيما يخص سؤالك عن اعتقادهم الخاطئ بدوار الشمس حول الأرض قال جل وعلا : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) الآية 38 من سورة يس
هي حقيقة علمية أن الشمس تجرى في فلكها داخل المجرة إلى مستقر لها أي موعد قيام الساعة . جيء بهذه الصياغة حتى لا تصدم الجاهلين . وأحيانا يؤتى بالحقيقة العلمية بأسلوب تعليمي بسيط لا يصدم الجاهلين .
قال المذيع : أعطني مثلا
قال النبي محمد عليه السلام : تداخل الليل مع النهار وتداخل النهار مع الليل فيما بين الفجر والصبح وفيما بين المغرب والعشاء هو بسبب دوران الأرض حول محورها ودورانها في نفس الوقت حول الشمس .
في عصري كان الناس لا يبتلعون هذا ولا يتصورونه . لذا جاء التعبير عنه ب
( يولج ) الليل في النار و( يولج ) النهار في الليل تعبير عن هذا التداخل ، أو بتعبير ( السلخ ) يقول ربى جل وعلا : ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ) الآية 37 من سورة يس ) ، أو بتعبير ( التكوير ) كقول ربى جل وعلا : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) الآية 5من سورة الزمر ) . كروية الأرض جاء التعبير عنها بقول ربى جل وعلا :
( وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا )الآية 30 من سورة النازعات
والأرض ليست كروية تماما بل هي بالبيضة أشبه . والبيضة في اللسان العربي تعنى ( دحية ).
قال المذيع : وماذا عن الهدف من إيراد الحقائق العلمية ؟
قال النبي محمد عليه السلام : العادة أن الآية العلمية في القرآن تأتى في إطار الدعوة للهداية . ويمكن أن تراجع الآيات لتتأكد من هذا . هذا يعنى أن إيراد الحقيقة العلمية أو الإشارة إليها ليست هدفا ، وإنما هي وسيلة للدعوة إلى ( لا إله إلا الله ) . إذ يستحيل أن يقوم مخلوق بهذا الإبداع في خلق السماوات والأرض وما بينهما، وبالتالي فلا إله إلا الله ، لأنه لا خالق للسماوات والأرض وما بينهما إلا الله .
قال المذيع : دعنا نعود إلى موضوع خلق السماوات والأرض في القرآن بعد أن عرفناه في العهد القديم .
قال النبي محمد عليه السلام : باختصار فإن خلق السماوات والأرض مرتبط بتدمير السماوات والأرض . هناك انفجار أنتج السماوات والأرض .. ثم سيأتي انفجار آخر يدمر السماوات والأرض ، وكل هذا بحساب وتقدير لا فكاك منه ولا خروج عليه .
قال المذيع : لا أفهم
قال النبي محمد عليه السلام : الله جل وعلا فطر السماوات والأرض ، يعنى خلقهما من لا شيء ، وبدون مثال سابق . أي خلقهما من نقطة الصفر ، انفجار أنتجهما .
قال المذيع : وماذا عن انفجار القيامة ؟
قال النبي محمد عليه السلام : لا نتحدث الآن عن انفجار القيامة الذي هو بعث البشر وبداية اليوم الآخر. نتحدث عن انفجار تدمير الكون أي انفجار قيام الساعة.
قال المذيع : لا أفهم ان يكون خلق السماوات والأرض من الصفر ، من لا شيء .
قال النبي محمد عليه السلام : ربما يكون من قطعة من الزمن تفجرت ، وتحولت إلى مادة ، وفى كل قطعة من المادة يحيط بها زمنها الخاص .
قال المذيع : كيف توصلت إلى هذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : الزمن هو الذي يغلف كل شيء . وبه يسمى رب العزة ما يتعلق بهذا الموضوع ،مثل ( الساعة ) وهى زمن ، واليوم الآخر وهو زمن ويوم البعث ويوم الحشر ويوم القيامة ويوم الحساب . الزمن يغلف كل شيء مع إننا لا نراه نعيش داخله ولا نراه .
قال المذيع :نعود إلى الانفجار الأول .
والذي أنتج خلق السماوات والأرض . لا أفهم كيف ينتج عنه العكس وهو تدمير السماوات والأرض .
قال النبي محمد عليه السلام : بالانفجار الأول نتج كونان ، أحدهما نقيض للآخر
قال المذيع : تعنى سالب وموجب ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . ولابد أن يتباعدا ، لأنهما متناقضان ولو التقيا سينفجران . لذا يتباعدان ولكن فى شكل قوسي ، وفى النهاية يلتقيان فيصطدمان فيتدمران ويحدث الانفجار الثاني الخاص بقيام الساعة . ثم يليه الانفجار الأخير وهو البعث وبداية اليوم الآخر .
قال المذيع : الانفجار الأول يعنى خلق أرض وسماوات ، ونقيضها أرض وسماوات أخرى، ثم التباعد ، ثم التلاقي والانفجار ونهاية العالم . هل هذا في القرآن الكريم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم ، ولكن
قال المذيع : ولكن ماذا ؟
قال النبي محمد عليه السلام : عليك أن تقرأ القرآن الكريم بمصطلحاته هو وليس بمصطلحات عصرك . لكل عصر مصطلحاته ، والعلم الحديث اخترع مصطلحات لم تكن موجودة.
قال المذيع : هذا مفهوم
قال النبي محمد عليه السلام : قال ربى جل وعلا يخاطب الكافرين يدعوهم إلى الهداية : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) 30 : 32 ) الأنبياء ). يهمنا هنا قوله جل وعلا : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا )
قال المذيع : ما هو المعنى ؟
قال النبي محمد عليه السلام : ( رتقا ) يعي بلا مسام . ( فتقناهما ) : الفتق هو الانفجار .
أي كانت السماوات والأرض نقطة واحدة بلا مسام فانفجرتا . هذا هو ما تسمونه بالانفجار الكبير ، مع فارق أنكم تتحدثون عن الكون الذي تعرفونه من الأرض والنجوم والمجرات . وليس عن السماوات السبع . وقلنا أن النجوم والمجرات هي ما بين السماوات والأرض . الله جل وعلا يخبرنا أن السماوات والأرض معا كانت نقطة بلا مسام فلما انفجرت هذه النقطة تحولت إلى أرض وسماوات سبع وما بينهما من مجرات ونجوم وكواكب .
قال المذيع : ثم ؟
قال النبي محمد عليه السلام : تأتى هنا الزوجية ، أي الشيء ونقيضه ، أو ما تسميه بالموجب والسالب . المصطلح القرآن هو
( الزوجين ) . والسماوات والأرض مخلوقة على أساس الزوجين الموجب والسالب .
قال المذيع : نحن نرى الزوجية في الكائنات الحية الذكر والأنثى
قال النبي محمد عليه السلام : قال جل وعلا عن البشر ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى )45 : 46 ) النجم )
قال المذيع : وأيضا في النبات وفى غيره حتى في الطاقة الكهربائية سالب وموجب .
قال النبي محمد عليه السلام : كل المخلوقات زوجين ، موجب وسالب ، قال ربى جل وعلا ( وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا ) 12 ) الزخرف ). هذا يشمل كل شيء :
( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )الآية 49 من سورة الذاريات
يشمل كل شيء نعرفه أو لا نعرفه ، قال ربى جل وعلا : ( سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ ) 36 ) يس ).
قال المذيع : يعنى بالتالي فإن السماوات المخلوقة زوجان متناقضان ، وكذلك هناك الأرض التي نعيش عليها وأرض نقيضة لها ، والنجوم والمجرات التي نكتشفها وهناك في الناحية الأخرى نفس النجوم والمجرات ولكن نقيضة .
قال النبي محمد عليه السلام : هذا عن الزوجية في السماوات والأرض ، ونفهم أنهما كونان نقيضان ، ولو التقى قطب سالب وقطب موجب يصطدمان ويشتعلان ويدمر أحدهما الآخر ، وهو نفس الحال ولكن على نطاق أفظع فيما يخص الكونين.
قال المذيع : ما الذي يمنعهما الآن من الاصطدام ؟
قال النبي محمد عليه السلام : توسع الكونين كل منهما ينطلق في طريق نقيض للآخر
قال المذيع : هل هذا التوسع مذكور في القرآن ؟
قال النبي محمد عليه السلام : نعم . يقول ربى جل وعلا : ( وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) 47 الذاريات ). أي إن الله جل وعلا بني السماء بقوة ، ثم يأتي التأكيد باتساع الكون وتمدده باستمرار فيقول جل وعلا : ( وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) الآية 47 من سورة الذاريات وواضح هنا أن التمدد والتوسع مصاحبا للخلق .
قال المذيع : من الممكن أن يكون التوسع لا نهائيا ، أي ينطلق هذا في اتجاه مستقيم والآخر في اتجاه مستقيم ولا يلتقيان ولا يصطدمان .!
قال النبي محمد عليه السلام : ليست هذه إرادة الخالق جل وعلا، بل أراد أن يكون توسعهما في اتجاه بيضاوي حتى يلتقيا وينفجرا ويدمر كل منهما الآخر. قال جل وعلا : ( يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) 104 ) الأنبياء ). مثلما تفتح كتابا ثم تقفله هكذا هو الخلق ثم تدميره .
قال المذيع : هذا رائع ..
سكت المذيع قليلا ثم قال : هذه الإشارات العلمية عن خلق الكون وتدميره لماذا لم يلتفت إليها المسلمون طيلة القرون الماضية ؟ العالم اليوم يكتشف المادة والمادة النقيضة وأنهما لو اصطدمت ذرة بذرة نقيضة ينجم عنهما انفجار هائل . فكيف بالسماوات والأرض ؟ هذه الآية : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ) 30 : 32 ) الأنبياء ) موجودة في القرآن دون أن يلتفت إليها المسلمون .
هي ليست فقط خطابا للكافرين بالقرآن في عهدك بل للمسلمين في هذا العصر أيضا
قال النبي محمد عليه السلام : اتخذوا هذا القرآن مهجورا . وأنا بريء مما يعملون .
--------------
بقلم الدكتور / أحمد صبحي منصور
من علماء الأزهر سابقا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.