قالت بصوت فيه سحر الغناء يا شاعرى الأسمر مازلت تؤنس وحدتى فى المساء بشدوك الأخضر حتى إذا كدت ألبى النداء يوما وأن أظهر فى مئزر يشع منه الضياء ويهفق العنبر بعدت عن دربى فى كبرياء أنت إذن تحذر أن تلمس الجوهر يا ضيعة الجوهر إلى متى يدعو وما من مجيب ... قلت أصيخى السمع فالعندليب يقول للروض يا روض إنى فيك ناء غريب يا سارق النبض ماعاد يشجيك غنائى الكئيب دعنى إذن أمضى أسقى أناشيدى لألف حبيب جناحه فضى قالت بلا قيد وتشكو القيود قلت أجل صُكى عشاقك الكُثر وقلب عنيد يضيق بالشّرَك قالت إنى لأهفو للقوى الرشيد قلت الأسى منكى سألتهم عنكى ..فألهبوا شكى ولم أعد أعرف سر الخضوع ... الله لو أعرف سر الربيع من قبل أن يأتى وكيف تأتى ثم تمضى الجموع فى سكرة الموت وكيف يمضى الغروب الوديع فى لُجّة الصمت هاأنذا صوتى وراء القطيع يقول يا أنتِى النور من زيتى والليل فى بيتى والشمس لم تشرق فكيف الرجوع كيف الرجوع