قال الله تعالى فى سورة البينة والتى تتمثل فى ثمانى آيات : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ وهذه هى الاية الاولى لوقرآناها جيدآ لادركنا أن قال لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين لأن الكفار كانوا جنسين أهل كتاب ينسبون أنفسهم للتوراة والإنجيل وهم اليهود والنصارى والمشركون وهم عبدة الأوثان. ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾. و"البيّنة" الّتي أرادوها: رسول من الله يتلو عليهم كتاباً مطهّراً من ربّ العالمين: ﴿رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً﴾. وهذه الصحف فيها من الكتابة ما هو صحيح وثابت وذو قيمة. ﴿فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ﴾. كان هذا ادّعاؤهم قبل ظهور الإسلام وحينما ظهر ونزلت آياته تغيّر هؤلاء واختلفوا وتفرّقوا! وما تفرّقوا إلاّ بعد أن جاءهم الدليل الواضح والنبيّ الصادح بالحقّ. ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ هذا الوضع القائم الآن فهؤلاء الكفار يدركون جيدآ قيمة وأهمية وعظمة الاسلام وخوفآ من تفوق المسلمين عليهم تدخلوا للايقاع فيما بينهم ولابعادهم عن المعنى الحقيقى لما نادى به الاسلام واذا كان اهل الكتاب قديمآ قبل ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ينتظرون ظهوره فأنه بعد ظهوره حاربوه رغم اقتناعهم تمامآ بأنه النبى المنتظر والذى سبق وتحدث عنه موسى وعيسى وهم يدركون هذا الآن ورغم ذلك بدءوا هم من يشرعون الاسلام على طريقتهم وكيفما يريدون فأعدوا المستشرقين من المسلمين بما نادت ودعت اليه كتبهم هم كالتوراة والانجيل وقالوا انه من الاسلام وعليه ما يمكن استخلاصه من هذه الايات هو أن هذه الآيات تتحدّث عن أهل الكتاب والمشركين الّذين كانوا يدّعون أنّهم سوف يقبلون الدعوة إن جاءهم نبيٌّ بالدلائل الساطعة. لكنّهم أعرضوا حين ظهر، وجابهوه إلّا فريقٌ منهم آمن واهتدى. إنّ دين الإسلام ليس فيه سوى التوحيد الخالص والصلاة والزكاة وأمثالها من التعاليم. وذكر المؤمنين مقرون بذكر الأعمال الصالحة لو عدنا للمقارنة ونظرنا اليوم الى الشيعة والسنة وما نعيش نحن فيه من اختلاف يجعلنا يعادى كل منا الآخر لمصلحة الغرب والامريكان فهذا ما يجعل بعض المسلمين يندرجون تحت تسمية المنافقين فهم فعلوا مثلما فعل قديمآ المشركين والذين قال عنهم الله تعالى : ل يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة .............ولاحظ حتى تأتيهم البينة اى الاشارة الى الاختلاف بعد ظهور البينة والبينة المشار اليها هنا القرآن الكريم الذى لم يتحدث عن سنة او شيعة او ما الى ذلك ولكننا نحن كمسلمين فيما بيننا من صنعنا هذا الاختلاف لصالح الغرب ...............وسبحان الله فالقرآن هم المنارة لكل زمان ومكان