نواصل حديثنا عن بشارات السيد المسيح عليه السلام بقدوم سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فنقول وبالله التوفيق: ضرورة الإيمان برسول الله صلي الله عليه وسلم هنا.. بعد أن اتضح الحق جلياً. وانكشف الحجاب عن القلوب وظهرت أسرار الغيوب. لا أراني مغالياً إن حكمت بأن من غض بصره عن هذا السيد الكريم صلي الله عليه وسلم. أو أنكر رسالته كافر بالله سبحانه وبموسي والمسيح عليهما السلام. عدو لله ولرسله عليهم الصلاة والسلام. وكيف لا. والتواتر الذي نقل إلينا أخبار المسيح وآياته وكتابه أثبتت أنه يأتي رسول من بعده بالبشائر المتقدمة. وقد بعث الله هذا الرسول داعياً إلي ما دعا إليه الكليم والمسيح عليهما الصلاة والسلام. مبيناً للناس ما أُبهم عليهم من الكتب السماوية. مفصلاً ما أجمل منها. مكملاً العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق. أنزل الله عليه الكتاب معجزة وتبياناً لكل شيء فدعا الناس إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وأقام الحجة بالمعجزة الباهرة. فسارع أهل العلم من اليهود والنصاري واتبعوه خاضعين لما ظهر لهم من الحق. واتضح لهم من الحجة. وأبي أكابر مجرميهم ممن خاف زوال ملكه وضياع عزه. فرضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها. والذين هم عن آياتنا غافلون. أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون.وقد سجلت سورة البينة الإجماع الذي وقع بين اليهود والمشركين علي الإيمان بالسيد الكريم. ثم تفرق اليهود كافرين وسبق الأوس والخزرج للإيمان. قال الله تعالي: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّي تَأْتِيَهُمُ البَيِّنَةُ * رَسُولى مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبى قَيِّمَةى* وَمَا تَفَرَّقَ الَذينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ* وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ" "البينة: 1-5". وسر سبق الأوس والخزرج للإيمان والتصديق سماعهم البشائر بالنبي المنتظر. والاستفتاح به في المعارك. والنصر به. وللحديث بقية إن شاء الله.