الدكتور أحمد عبد الهادى خنجر القوى الناعمة يخترق صدر مصر ------------------------------------- بقلم : د.أحمد عبد الهادى رئيس حزب شباب مصر --------------------------------------- فصل من كتاب " عبد الفتاح السيسى الجنرال الذى غير وجه التاريخ " كتاب تحت الطبع يكشف أسرار أخطر مؤامرة لتدمير مصر ------------------------------------------------------------- الساحة الآن أصبحت مستعدة لإستقبال تنفيذ المخطط الكبير بعد أن إعتمدت الإدارة الأمريكية فى تنفيذ مخططها على عدد من الأطراف والتى كان فى مقدمتها تركيا ودول الثمانية الكبار وأخيرا جماعة الإخوان التى إتفقت الرؤية على ضرورة الإستعانة بها ... وكانت هناك أطراف ناعمة إعتمدت عليها أميركا فى هذا الشأن . فهى أكدت وعبر الخطة التى أعلنتها فى أول لقاء للثمانية الكبار أنها سوف تعتمد على قوى ومنظمات تبحث وترصد وتقوم بالتدريب وتخترق المجتمعات الشرق أوسطية جميعا وتمهد أرض العمليات للديمقراطية ... لقد أكد مشروع البيت الأبيض الدور غير العادى الذى سوف تلعبه القوى الناعمة والتى كان فى مقدمتها جميعا منظمات المجتمع المدنى والتى كان لها دور بارز فى ثورات الربيع العربى وفى تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة الذى تحدثت عنه قيادات واشنطن . لقد كانت هذه المنظمات بمثابة رأس حربة إخترق نصلها صدر المنطقة وتحديدا صدر القلب ... مصر ... ونجحت فى أداء دورها بالفعل ومهدت أرض العمليات للتحركات الفاعلة التى قادتها واشنطن بعدها . وأول هذه المنظمات التى لعبت دورها باتقان منظمة فريدوم هاوس . وهى منظمة دولية غير حكومية مقرها واشنطن . وتقوم فريدم هاوس بإجراء بحوث ودعوات حول الديمقراطيه والحريه السياسيه ومن قياداتها زينب السويج وهى عراقيه شيعيه من البصره تحمل الجنسيه الامريكيه هربت من العراق بعد حرب الخليج الاولى 1991 وهى عضو في الحزب الجمهوري الامريكي . وسعد الدين ابراهيم مدير مركز إبن خلدون المصري . وهيليل فرادكين مدير مركز دراسه مستقبل العالم الاسلامي بمؤسسه هدسن الأمريكيه المحافظه . وشريف منصور مدير برنامج التدريب في منطقه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذى عمل كمدير للبرامج في مركز إبن خلدون . وأسماء أعضاء المنظمة كفيل بأن يجعلك تعرف مايدور فى الظلام باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان فى المناطق التى تغزوها مثل هذه المنظمة . والذى يجعلك تتأكد من مخاوفك إعلان المنظمة نفسه والتى أكدت أنها قامت بتدريب و تثقيف نشطاء من دول عربيه (مصر و تونس و سورياوالبحرين واليمن) على الديمقراطيه وحقوق الانسان . والأخطر من كل ذلك أن هذه المنظمة إعترفت وبكل تبجح أنها قامت بتدريب شباب على كيفيه إسقاط أنظمه الحكم في البلاد العربيه . ليس هذا فحسب و لكن المنظمه قامت بتمويل حركات و منظمات مدنيه مصريه مثل حركه 6 أبريل . وهى نتائج طبيعية لمنظمة يعتبر تمويلها الاساسي من البيت الأبيض ووزارتى الخارجيه والدفاع الأمريكيه ومن شخصيات يهوديه صهيونيه ويترأس سلطه هذه المنظمه وزير دفاع امريكي سابق وتضم في عضويه مجلسها أعضاء سابقون في الجيش والمخابرات الامريكيه والبيت الأبيض .وتجعلك تتأكد أن هذه المنظمة لاتنشر الديمقراطية لله والوطن ولسيادتك إنما تنشرها لأهداف أخرى من بينها إسقاط كل الأنظمة التى تعترض طريق أهدافها ونشر الفوضى فى البلاد التى ترغب فى تركيعها وتركيع شعوبها وصولا لأهدافها . هذا عن منظمة واحدة فقط دخلت المشهد لتحقيق أهداف واشنطين فى المنطقة : فماذا عن المنظمات الأخرى ؟ بتتبع الأحداث نكتشف وجود منظمات أخرى فى المشهد . وهذه المنظمات مارست أخطر دور إستهدف نشر الفوضى فى مصر وفى المنطقة ففي ديسمبر 2008 عُقدت في مدينه نيويورك قمه لتحديد وإشراك حركات الانترنت خلال القرن الواحد والعشرين في منظمه واحده. وقد نظم هذه القمة منظمة موفمنتس دوت أورج . واشتركت وزاره الخارجيه الأمريكيه مع كليه حقوق جامعه كولومبيا بالإضافه الى شركات إعلاميه عالميه واتفق المشاركون في هذه القمه على إنشاء وإطلاق شبكه عالميه لتمكين الشباب من محاربه العنف والإضطهاد والإرهاب . وتمت تسميه هذا المشروع باسم " برنامج جيل جديد " . وقد شارك في هذه القمه وكيل وزاره الخارجيه الأمريكيه للدبلوماسيه والشؤون العامه "جايمس جلسمان" بالاضافه الى الفريق الإعلامي للحمله الرئاسيه للرئيس الامريكي باراك أوباما والمؤسس الشريك لشبكه التواصل الإجتماعي فيسبوك داستين مواسافيتش . في مارس 2009 افتتحت وزيره الخارجيه الامريكيه القمه الثانيه لبرنامج جيل جديد في مدينه "ميكسيكو سيتي" . وفى هذه القمه إستعرض المشاركون طرق استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثه في تعبئه الشباب في العالم لمحاربه العنف. وفي مارس 2010 عُقدت القمه الثالثه لمنظمه موفمنس دوت أورج في مدينه لندن برعايه وزاره الداخليه البريطانيه وشركات دعايه أمريكيه مثل تويتر وسكايب . ولأن برنامج جيل جديد حريص على المنطقة العربية جدا . وحريص على مستقبل الشباب العربى خاصة المصرى فقد إستعان البرنامج بشركات الاتصال البارزة في العالم مثل AT&T بالاضافه الى شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر واليوتيوب . وطبعا كله لله والوطن دون مقابل كما يقول بعض الدعاة الداعمين للإدارة الأمريكية فى الخفاء داخل مصر . وهو مايحيلنا إلى مؤسسى منظمة موفمنتس دوت أورج التى إنبثقت منها منظمة أوبرنامج " جيل جديد " فعلى رأس مؤسسيها نجد جارد كوهين:المستشار السابق لوزيرتي خارجيه أمريكا كونداليزا رايس وهيلاري كلينتون وهو مدير في شركه جوجل وهو يهودي الديانه ويتحدث كوهين العربيه و الفارسيه والسواحليه بطلاقه. والسيد كوهين شارك في مجموعه "السياسيات والعمليات الايرانيه السوريه"إيسوج"وهي مجموعه مشتركه بين بين وكالات مسؤوله عن التخطيط و التنفيذ لأعمال سريه ضد ايران و سوريا بهدف تغيير النظام والتى ساعدت الثوره المخمليه في إيران في 2006. وفي اكتوبر 2007 القى كوهين محاضره أمام "وينيب" تحت عنوان : (النساء و الشباب و التغيير في الشرق الاوسط) وكان موضوع كوهين المحوري "الديمقراطيه الرقميه" وهو مفهوم يقوم على أن الشباب في الشرق الاوسط جاهزون بشكل خاص للتأثير الخارجي عبر ممرات التكنولوجيا مثل الإنترنت و الهواتف المحموله. وقد نجح برنامج جيل جديد بالتعاون مع منظمه موفمنتس دوت اورج فى تدريب و تنظيم وتمويل وتوفير سبل التكنولوجيا والنصائح والإستراتجيات للشباب (خاصه مصر وتونس واليمن والبحرينوسوريا والأردن) والذين لم يتم تدريبهم فقط على مواجهة الإرهاب وإنما تدريبهم على أعلى مستوى على تغيير الانظمه ومواجهه التحديات . ليس هذا فحسب بل المنظمة قامت بتدريب الشباب المصرى على التجمهر و التظاهر و كيفيه إستقطاب الناس للمشاركه وكيفيه اقتحام المباني الحكوميه وقامت هذه المنظمة أيضا بتدريب شباب مصر وتونسى وسورى وشباب من مختلف الجنسيات العربية على إستخدام الأسلحه الحربيه و التدريب على الإستراتجيات العسكريه . وكان من بين الذين تم تدريبهم وائل غنيم وأسماء محفوظ وإسراء عبد الفتاح وقيادات حركة 6 إبريل فى مصر . خيوط العنكبوت بدأت تتضح ملامحها وبدأنا نعرف أبعادها وبدأت فى التشكل أمام الأعين والسمع هل تريد أن تعرف المزيد من خيوط المؤامرة التى عرفها عمر سليمان رئيس المخابرات العامة قبل أن يعرفها أحد ؟ وتعرف لماذا كان حزينا وكئيبا فى تلك اللحظة التى بدأت البلاد تغرق خلالها فى الفوضى ؟ حسنا ... سأطرحها أمامك : أثناء ثورة يناير 2011م تعاونت منظمه موفمنتس وبرنامج جيل جديد مع شركه جوجل الأمريكيه وتويتر فى إطلاق خدمه جديده للشباب المصرى الذى قامت بتدريبه بعد أن قامت السلطات المصريه بقطع خدمه الانترنت والتليفون المحمول على مستوى الجمهوريه لمنع المتظاهرين من التواصل معاً وأطلقا على هذه الخدمه اسم تويت تو سبيك وهى خدمة تقوم على طلب أحد الارقام الدوليه من الولاياتالمتحدهالامريكيه أو إيطاليا أو البحرين ومن ثم ترك رساله صوتيه عبرها,لتقوم تويتر لاحقاً بإرسالها على موقعها حاملاً رمز Egypt# بصوره أوتوماتيكيه وتُعتبر هذه الخدمه اول تطبيق عملي للتدريبات التي تلقاها الناشطون المصريون في برنامج جيل جديد . الغريب أن شركه جوجل و قبل إطلاق هذه الخدمه بأسبوع قامت بانشاء شركه جديده إسمها SayNow ودخلت على الخط شبكة الجزيره الانجليزيه (القطريه) حيث أطلقت خدمه مشابهه للمصريين داخل مصر و ذلك عبر إستقبال رسائلهم الصوتيه على هواتف أرضيه حددت أرقامها ومن ثم بث هذه الرسائل على الموقع الإلكتروني للمحطه. وبالطبع هذه الآليات المدعومة بمليارات الدولارات ليست لوجه الله ووجه الشعب المصرى العزيز . وليست من أجل نشر الديمقراطية والتغيير المزعومين . إنما جاء من أجل تنفيذ مخطط الفوضى . ثم نقل القطعة الأخيرة على رقعة الشطرنج المصرية لقتل كل " العساكر وقطع الشطرنج والملك " لقد سخرت الإدارة الأمريكية كل قواتها الخفية والتكنولوجية من أجل إنجاح مخطط الفوضى خلال ثورة يناير 2011. ونجحت فى غرس عدد من الشباب المصرى الذى دربته على أعلى مستوى فى قلب الثورة البكر التى تم إغتصابها وتوجيهها إلى الناحية التى تحقق أهدافها عبر عدد من الشباب السابق ذكره . وعبر ما أطلقت عليه إسم " الحركات الشعبية " وهى أخطر النتائج التى نجحت تلك المنظمات فى خلقها حيث تم تجنيد أخطر العقول المخابراتية اليهودية لتنفيذ سبل وآليات جديدة يتم من خلالها قيادة شعوب بأكملها . وتفتق ذهن ماكينة المخابرات الأمريكية CIA وداخل الموساد الإسرائيلى وداخل أجهزة المخابرات التركية عن نظام أطلقوا عليه إسم "الحركات الشعبية " والتى اعتبرت أخطر إستراتيجيات التدريب والدعم التي إنتهجتها منظمه برنامج جيل جيد مع منظمه موفمنتس دوت أورج . والحركة الشعبية : كما أطلقت عليها ملفات هذه المنظمات هي حركه شعبيه في سياق حركه سياسيه يقودها المجتمع تعتمد على حشد أكبر عدد من الأشخاص نحو هدف محدد بدون أن يكون كل الاشخاص أعضاء فى هذه المنظمة . فالقادة فى هذه الحركة يعملون والحشود لا تكون تابعه للحركة ولكن يتم جذب الحشود نحو هدف تخطط له الحركة . والحركة ليست مسجلة رسميا . ولاإنتماءات حزبية أوسياسية لقياداتها . وتعمل على تعبئة الجماهير نحو أهداف محدد لها سلفا من قبل قيادات الحركة . ويشترط فى قيادات هذه الحركة أن لايكونوا قد تلوثوا بخطايا السياسة والإنتماء فى محاولة لجذب الجماهير وجذب كل الإنتماءات . وكانت أول حركة شعبية نتاج هذه التدريبات ونتاج تلك المنظمات ونتاج العقليات المخابرات الأمريكية حركة 6 أبريل التى تم تدريب كل أعضائها فى برنامج جيل جديد وموفمنس دوت أورج وهي اول من دعى المصريين للخروج من يوم 25 / 28 يناير 2011 بالاضافه الى صفحه كلنا خالد سعيد . وهى أهداف لم يختلف عليها أى مصرى فالجميع كان فى حاجة لثورة تطيح بالظلم والفساد وبكل معالم نظام حسنى مبارك . فقد كانت هناك حالة إحتقان لعقود سابقة . وكان الجميع فى حاجة للتغيير والإطاحة بكل معالم الفساد التى إستشرت آنذاك . ولذلك إنساقت الجماهير خلف قيادات الحركة . وخلف شعاراتها التى تم رسمها بشكل جيد . فقد إستغلت حاجة الجماهير إلى التغيير . والديمقراطية . والخبز . والأمان والحرية . ومن الأهداف التى لايمكن الإختلاف عليها إنطلقت حركة 6 إبريل فقد ساقت قطعان الشعب المصرى عبر برنامج ممنهج ومخطط له سلفا تم التدريب عليه فى معامل المخابرات الأميركية . فحركة 6 إبريل رفعت شعار : الشعب يريد اسقاط النظام فردد الناس نفس الشعار دون أن يعرف الناس ماذا بعد؟ نفس الحركه هي من طالبت بتشكيل مجلس رئاسي مدني فردد الناس نفس الشعار. .. وهي من طالبت بالبرادعي رئيسا للوزراء فردد الناس نفس الشعار… وهي من طالبت بالغاء المحاكمات العسكريه للمدنيين فردد الناس نفس الشعار دون ان يعرفوا جريمه هؤلاء المدنيين… وهي من رفضت حكومه الجنزوري فردد الناس نفس الشعار … وهى من ساقت ثورة المصريين البكر إلى حتفها عبر فوضى غير خلاقة إنتشرت فى كل ربوع البلاد فوصلت مصر لما وصلت عليه . لم يتوقف أحد عند المعلومات الخطيرة التى بدأت تنتشر بشكل سريع جدا عبر موقع برنامج جيل جديد ومنظمة موفمنتس دوت أورج يوم 14 فبراير2011 والتى نشرت بعنوان " يوميات الثورة المصرية " . فبعض هذه المعلومات الهامة والخطيرة تقول أنه وفى ربيع 2010 عقد إجتماع بين وائل غنيم وهو مدير تسويق شركة جوجل بالشرق الأوسط وصديق شخصى لجاريد كوهين وبين أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 إبريل . ومنذ ذلك الحين توالت اللقاءات بين وائل غنيم وماهر لمناقشة ترتيبات المظاهرات التى إندلعت فى مرحلة تالية وساقت ثورة يناير إلى أنفاقها المظلمة . ليس هذا فحسب بل أنه وبعد قيام الثورة المصرية واقتحام مقرات مباحث أمن الدولة فى 3 مارس 2011 تم العثور على تقرير يخص الثورة المصرية والذى جاء فى إحدى فقراته اعترافات وائل غنيم أدمين صفحة كلنا خالد سعيد بانه أطلع جارد كوهين بأمر إنشائه صفحة كلنا خالد سعيد قبل 6 اشهر . واشار إلى أن كوهين تردد على مصر وإلتقى وائل غنيم يوم 27 يناير أى ليلة مظاهرات جمعة الغضب . الآن عرفنا خيوط المؤامرة ... والتى تحيلنا إلى سؤال غاية فى الأهمية : هل يعنى ذلك أن ثورة 2011 كانت مؤامرة ؟ والإجابة تتلخص فى كلمات بسيطة : ثورة الشعب المصرى يوم 25 يناير 2011 كانت ثورة بكر حقيقية . مهدت لها الإدارة الأميركية من خلال تصعيد عملية الإحتقان ضد نظام حسنى مبارك ... ودربت هؤلاء الشباب على التعبئة ... فانفجر بركان الغضب دون وجود قيادة يلتف حولها الجميع وهو أمر بالطبع متفق عليه . حيث تم إقتياد الجميع إلى أعلى قمة الجبل وتم دفعهم وراء بعضهم لإسقاطهم جميعا من فوقه ... لقد إستغلت الإدارة الأميركية الوضع كله فى محاولة تحقيق مشروعها " الشرق الأوسط الكبير " وباسم الديمقراطية وحريات الشعوب قررت غزو الدول وتفتيتها . ونجحت فى إستغلال حالة الإحتقان التى سادت عبر السنوات الماضية من أجل تنفيذ أهدافها . فكانت الفوضى غير الخلاقة التى إنتشرت فى مصر فى أعقاب الثورة . وكانت معالم الخراب والتدمير والقتل وإقتحام مقار الأجهزة الحكومية وكانت الإعتصامات والمطالب الفئوية والمظاهرات غير المبررة التى تطالب باسقاط كل شئ فى البلاد بدءا من الجهاز الأمنى وإنتهاءا بالجيش عبر شعارات براقة تم صياغتها فى الغرف المغلقة بالجانب الآخر من العالم . وهو مايتضح جزء من معالمه فى الصفحات التالية للكتاب