منذ نشأت الدعوة السلفية وقد وضعوا لأنفسهم منهجاً يسيرون علية وكان قوام هذا المنهج هو اطلاق اللحية وتقصير الجلباب وقد كانت شريعة السلفية تنهاهم عن التصوير وعن تعليق الصور وكان مبدأهم أن الديمقراطية حرام شرعاً وأنه لا يجوز الخروج علي الحاكم . ***وقد تمسكوا بذالك حتي 31/ 1/ 2011 م وبداية فبراير 2011 وعندما رأوا أن الثورة نجحت وأن النظام قد أسقط فخرجوا ليلتحقوا بالثورة ويهللوا لينالوا نصيبهم من الثورة في الشارع المصري . ** ثم خرجوا علينا بخطبهم الرنانة بدأً من غزوة الصناديق وانتهاء بتكفير الجيش ووجوب الجزية علي الأقباط وعدم أحقيتهم في الإدلاء بأصواتهم أو الترشح إلا إذا وضعوا ضمن برنامجهم الانتخابي تطبيق الشريعة الإسلامية . *** ومع بداية الحديث عن الانتخابات البرلمانية خرج علينا السلفية بل وخرجوا عن شريعتهم بتعليق صورهم علي الحوائط وفي الشوارع وعلي النتائج والإعلانات وخالفوا تلك الشريعة التي فرضوها علي أنفسهم منذ سنوات طويلة وأوهمونا بأنها حرام شرعاً وأنها تجلب الشياطين وتمنع الملائكة . ثم أخذ أحدهم يحرم علي الأقباط الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لأنهم غير مسلمين ويحرم عليهم الترشح الااذا كان تطبيق الشريعة الإسلامية هدفا من أهداف برنامجه الانتخابي . ثم خرج آخر يفتينا بأن علي الأقباط أن تدفع الجزية ما متجاهلاً أن الجزية كانت تدفع كضريبة لدفاع المسلمين عنهم وحمايتهم في حين أنهم الآن يؤدون الخدمة العسكرية ويشتركون في الدفاع عن أنفسهم وعن البلاد. ثم خرج علينا أخر ليقرر أن مفتي الجمهورية ولد ميتاً ويقذفه في الفضائيات ويرفض الاعتذار ثم يخرج أتباعه أمام محكمة كفر الشيخ ليهتفوا بسقوط المفتي عميل النظام السابق ويغلقون الشوارع وكأن من سب وقذف هذا فوق القانون وأن أقواله أحاديث نبوية ولأنة لا يجوز محاسبته أو معاقبته . ** وفي خطبة العيد خرجوا عن الشريعة بأن تناسوا لما شرع هذا العيد وماذا نفعل فيه وكيف يتم ذبح الأضحية وكيفية توزيعها اقتداء بالرسول علية الصلاة والسلام والسلف الصالح قدوتهم أساس منهجهم . ** بل تناسوا الحجيج في البيت الحرام وأدائهم لمناسك الحج التي كانت خطبتهم لا تخرج عنها وتناولوا في خطبة اليوم اختيارهم في الانتخابات البرلمانية وأنهم أحق بها وأن من يقول أنهم لا يعرفون شيئاً عن السياسة لم يقرأ وليسانس ودكتوراه . ** والحقيقة أنهم لم يفهموا قصة سيدنا يوسف لأنه كان معه الوحي الذي يوحي إليه من السماء بما يقول وما يفعل فكان معه الله وهم ليسوا أنبياء وليس من بينهم يوسف ولا علاقة لهم به ولا يوحي إليهم . ** بل أضاف خطيب العيد بأن علي المواطنين ألا يقرأوا مقالات غير المسلمين من العلمانيين واللبراليين وعليهم أن يختاروا السلفيين . ** وبذلك فقد أصبح كل من ليس سلفي ليس مسلم فخرجوا عن الشريعة واتهموا من عاداهم بالكفر والخروج عن الإسلام . واختتم خطبته وانكحوا ما طاب لكم من النساء ولا ندري علاقة ذلك بخطبة العيد أم أنهم يبرروا تزوجهم جميعا بثلاث وأربع نساء وإنجابهم عشرون لكل منهم . ** ونحن الآن نتساءل هل من الشريعة التعدي بالسب والقذف علي من يخالفهم المذهب والاتجاه والرأي' هل من الشريعة أن يقولون شئ ويفعلون شيء أخر ويتلونون بكل لون حسب الظروف والأحوال . ** وهل من الشريعة أن يتهمون غيرهم بالكفر لأنه ليس تابعاً لمذهبهم . ** ثم من هم السلفية ،وهل اختصهم الله بالإسلام، أم أنهم أوصياء علي الإسلام ومن هم حتي يحرموا ويحللوا ما يشاءون ويضعوا أنفسهم الخصم والحكم . *** من اختار السياسة علية البعد عن الإفتاء في الشريعة الإسلامية لأنه أصبح صاحب مصلحة وسيوظف فتواه وآرائه الدينية لخدمة ارائة السياسية . *** ففي أول خطبة عيد خرجوا عن الشريعة ووظفوا الخطبة لخدمة أهدافهم السياسية وأصبحت بدلاً من دعوة إلي الله دعوة إلي للتصويت للسلفية . ** لقد عجزوا عن جمع صفوفهم في الدائرة الواحدة الانتخابية بل في داخل القسم الواحد وأصبحوا عدة طوائف وفرق' وأصبح لكل طائفة رأي وفتوى بل أصبحوا يسبون بعضهم البعض ويحاربون بعضهم البعض في الانتخابات . ** ثم يخرج علينا كل يوم أحدهم بفتوى غير مسئولة وغير صحيحة ولا يدري معناها . ثم يخرج علينا آخر بفتوى أخري مخالفة لها . ** فكيف سيجمعون صفوف الأمة وكيف نتبع أرائهم وفتواهم التي تخرج تبعا لهواهم . *** وعلي الشعب أن يختار بين الحرية والديمقراطية والتعددية' وبين العودة للجاهلية وللعصر البائد وفرض الرأي بالقوة وعدم قبول الرأي الأخر وإلا كان غير مسلم وخارج عن الشريعة . ً