ان للحج نفحات ربانية يحيايها المسلمون لاظهار كلمة الله العليا وابراز شعائر الاسلام وتعظيمها. قال الله عز وجل "ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب" . هذا المشهد الايماني المهيب ذو المشاعر والاحاسيس الروحية الفياضة الذي تبرزفيه المعاني الغيبية والفيوضات الاهية للعبادات في الاسلام باعتبارها ربطا لعلاقة المؤمن بالعوالم الغيبية - أنه يوم الوقوف بعرفة وقوف التامل والخشوع والتبصر و الامعان المخلص في ملكوت الله سبحان وتعالي صاحب الجلال والسلطان . وقفة التعمق والتعبير والتجسيد الحي لمعاني الايمان بالله --- معان ننظر اليها ببصيرتنا وبقلوبنا - أن ما عند الله عز وجل للمستجيبين لأوامره هو أكبر وأعظم من أن تدركه العقول البشرية القاصرة -- "وما عند الله خير وأبقى". و ما أحواجنا اليوم الوقوف وقفة تأمل وتفكر وتبصر في تجليات ذلك المشهد الروحاني لنستلهم منه معاني الوحدة والقوة والإرادة والحب . يارب يالله عندما أطوف بالكعبة تنهمر دموعى وتنهمر ويكاد قلبى بقفز من بين ضلوعى لوعه وفرحه واشتياقا ياله من نور مبهر يغمرنى انى اكاد اطير من فوق الارض – اشعر كان جسدي خف وزنه وكأنى امشي على ارض القمر كم هى جميله ومبهرة اخيرا وقعت عيناى عليها كم كنت اتلهف واشتاق لرؤيتها تلك التى أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بإعاده بنائها وجعل النظر إليها عباده - إنها الكعبه المشرفه . – أطوف حولها فاشعر بالملائكة تطوف معي ورحمه الله تغمرنى - ادع ولى ولوالدى واحبابى وارجو ان يقبل الله دعائى – أطوف وأطوف وتلامس يداى كسوتها الشريفه احلم هذا ام حقيقه ؟ انظر الى السماء فأرى حمام الحمى يطوف معى – اشعر كأن شعاع مبهر من الضوء يخرج منها الى السماء—أطوف وارتوى من ماء زمزم الطاهر – منذ آلاف السنين وهذا الماء الطاهر يتدفق ليروى المسلمين زوار بيت الله الحرام – من شربه وكانت نيته الشفاء شفاه الله ومن كان نيته الدعاء استجاب الله له – تلامس قدامى ارض الحرم الشريف تلك الأرض الطاهرة التى لامست قدمى الحبيب صلى الله عليه وسلم ألامسها انا الان ، كلى رجاء ان اظل اسير على خطى الحبيب ما حييت . اصلى فى حجر إسماعيل اسجد فتسمو روحي وتعلو فى ملكوت الله تعالى – اتجه الى المسعى نفس الطريق الذى مشيت فيه السيده هاجر وهى تبحث عن الماء لولدها فى واد غير ذى ماء ولا زرع ولا أهل – حتى تتفجر تحت قدميه الشريفين زمزم الطاهرة – ادعو وادعو انظر حولى فأرى وجوه مضيئه وقلوب عامرة اشعر بالملائكه حولى تسبح وتصلى معى - ينفطر فلبى لوعه ورجاء ودعاء بالرحمه والمغفرة انهى سبعه اشواط وكأنى ما مشيت من قبل انهى الحج وكلى أمل ورجاء أن يكررها الله لى وانا وكل من احب . باسم الله والله اكبر قولنا عند النحر اعتراف منا بان القصد والوجهة لله -- سبحان الله يطعم ولا يطعم – هو الغني ما يحتاج الاضاحي –– شرعته لذكرك ولطاعتك واتباع سنة نبيك – انما هو التقوي تتحقق لمن اطاعك وسمع نداءك يارب ياعظيم . وكل عام ومصر والامة العربية والاسلامية في خير وتقدم وازدهار بمتاسبة عيد الاضحي المبارك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته