-ليس معنى أن تؤكد مصر حق الجارة اثيوبيا فى التنمية والتقدم أن يتم ذلك على حساب المساس بحق مصر فى مياه النيل. موقف اتخذناه يجب أن يحسب لنا لا علينا هذا إذا كانت إثيوبيا تعي معنى التقدير للمواقف. -إن موقف السودان الشقيق ومساندته الواضحة لوجهة النظر الاثيوبية فى هذا الملف يثير تساؤلاً مهماً : لماذا تتخذ السودان مثل هذا الموقف ؟ وهل تنفذ أجندة خارجية على حساب شقيقتها مصر ؟أم أنها تمارس نوعاً من الضغط على الجانب المصرى للتنازل عن حقه التاريخى فى مثلث حلايب وشلاتين ؟؟!! أياً ما كان المقصد من الموقف إلا أنه ما كان ينبغي للسودان أن تقف مثل هذا الموقف وهى ترى محاولات اثيوبيا لقطع شريان الحياة عن أشقائها المصريين -إن حقوق مصر فى مياة النيل والمدعومة باتفاقيات ومعاهدات دولية هى مسألة حياة أو موت باعتبار أن المياه هى شريان الحياة لمصر والمصريين والعامل الرئيسي لقيام الزراعة فى مصر والتي من المستحيل أن يستغني الفلاح المصري عنها . -ميوعة المواقف من الجانب الاثيوبى ومساندة الجانب السودانى تجاه هذا الملف لن يكون إجباراً للجانب المصرى على الاستسلام ورفع الراية البيضاء أمام هذا العدوان الذى يريد أن يسلب المصريين حقهم فى مياه النيل . ومادامت المفاوضات لا تصل إلى حلول فلمصر حق اللجوء إلى كل الوسائل التى من شأنها دفع أي أخطار تتسبب فى الإضرار بحصة مصر فى مياه النيل وأعتقد أن المواثيق الدولية تعطى مصر الحق فى الدفاع عن نفسها حال تعرض أمنها القومى للمخاطر خاصة بعد استنفاذ كافه الحلول السلمية تقريباً. - اخشى أن تظن إثيوبيا أن صبر مصر على المفاوضات والتى لا تأتي بنتائج إيجابية وسلوكها الطرق السلمية فى التعامل مع هذا الملف هو ضعف منها ، كلا إنما هو احترام لحقوق الآخرين طالما لم ينتج عنه ضرر على حقوقنا . أما إذا حدث الضرر فرد مصر سيكون أقوى إن مصر التى هزمت الهكسوس والتتار والصليبين لم ولن تستسلم ابداً. -يذكر ان النتائج الاخيرة والتى انتهت بالتوقيع على وثيقة الخرطوم والتى اعتبرها خبراء انها ايضاً تمادى من الجانب الاثيوبى فى المماطله حتى يصبح السد امراً واقعاً . يقول هانيء رسلان رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية ما يحدث من تكرار جولات التفاوض حول سد النهضة هو سعي أثيوبي لفرض أمر واقع على مصر.. داعيا القاهرة إلى توظيف كل أوراق الضغط المتوفرة لديها وهي كثيرة لمواجهة "التعنت الأثيوبي" في عمليات التفاوض. -ان اى تفاوض مع اثيوبيا فى هذا الملف ان لم يكن مرهوناً بوقف بناء السد فهو تفاوض غير مجزى ومضيعه للوقت, وعلى اثيوبيا ان تعود إلى رشدها وتحسن التعامل مع هذا الملف ولتراجع حكومة السودان الشقيقة موقفها من مصر خاصة تجاه هذا الملف فقد اقترب موعد نفاد الصبر وكما تعلمون ان للصبر عند المصريين حدود وأن المسألة صارت مسألة حياة أو موت.