هل يعتبر الرئيس السوري بشار الأسد من النهاية التي وصل إليها العقيد معمر ألقذافي, وهل يعتبر من الدماء الغزيرة التي أسيلت من اجل الوصول إلى هذه الغاية المتمثلة بان الشعوب العربية ضاقت ذرعا من الحكم الجبري والدكتاتوريات والحكم العائلي عن طريق التوريث, ولماذا يصر هؤلاء الطواغيط من الحكام على إراقة الدماء وتسليم البلاد لإطراف خارجية لتتحكم بمصير الشعوب بعد أن كانوا الوكلاء لهم على طول سنوات حكمهم في بلادهم وكانوا يبيعون خيرات ومقدرات وآمال وطموحات شعوبهم للدول الغربية بأرخص ألاثمان. لماذا هذا الإصرار من هؤلاء الحكام على عدم التغيير بشكل ذاتي ودون التدخل الأجنبي ودون أن تراق الدماء, وبالتالي تحميل الشعوب والقادة الجدد فواتير باهظة تكون ثقيلة على كاهلهم وتضمن للدول الغربية والاستعمارية سنوات إضافية لتكون الوصية على هؤلاء الشعوب التي باتت تتوق للحرية وهي بين أحضان قياداتها التي تدعي الوطنية وحرصها على مصالح الأمة, ولماذا تتكر اسطوانة إما أنا وعائلتي في الحكم ولا فليكن الطوفان, وهل خلقت الشعوب في هذه الدول لتكون الخادم والمطيع لحكامها حتى ولو أوغلوا في الظلم والقتل وفشلوا في كل مناحي الحكم الرشيد, إنني استغرب هذه الاستماتة والاستبسال من قبل الحكام في سبيل البقاء على سدة الحكم وعلى رقاب شعوبهم في الوقت الذي كانوا يمارسون الأرنبة السياسية والعجز السياسي بكل أنواعها أمام الإدارة الأمريكية وإسرائيل والدول الغربية ولم يستطع أحدا منهم ولو تحرير شبر من الأراضي العربية المحتلة ولم يحقق أحدا منهم أي إنجاز له علاقة بالرخاء والعيش الكريم والمستقبل لشعوبهم بل على العكس أورثوهم الفقر وانعدام الثقة وفقدان الأمل على حساب الفساد المالي والإداري وسرقة الأموال والممتلكات العامة والاسوا من ذلك أن هؤلاء الحكام كانوا يدخرون أموالهم المسروقة من أفواه الشعوب في البنوك الأوربية والعالمية وكلنهم يعلمون أن ساعتهم قادمة لا محال. إنني أرى وبكل وضوح أن الإدارة الأمريكية تسعي لإعادة صياغة خارطة جديدة للشرق الأوسط وهي بذلك تسعي لتغيير الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط بشكل يضمن لها استمرارية القبضة الحديدية على كل الأمور في هذه المنطقة من العالم وهي بذلك تتنكر للخدمة المجانية التي كان يقدمها لها هؤلاء الحكام, وهنا يجب أن نتوقف ونسال؟ الم يكن من الأفضل لهؤلاء الحكام أن يعودوا إلى أحضان شعوبهم الدافئة وان يتقوا الله فيهم وان يقاوموا هذه السياسة الأمريكية وغيرها من السياسات الغربية وهم مسلحين بسواعد شعوبهم بدل أن ينقضوا على شعوبهم المقهورة واهمين أنهم سينتصروا على إرادة الشعوب وآفة التدخل الأجنبي, وأنني اجزم أنهم لو فعلوا ذلك سوف يجدون من شعوبهم تسامح ما بعده تسامح وربما يكونوا على سدة الحكم ولكن بطريقة الحكم الرشيد والمشاركة وعن طريق إرساء الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان. وأخيرا أقول افعل ذلك يا بشار الأسد وافعل ذلك يا علي عبدالله صالح إن بيوتكم وقصوركم وكل ما بنيتموه من وراء الظلم والاستبداد هو الآن محاصر من قبل الثوار ولن ينقذكم احد ولن يترحم على زمانكم احد ولن يذكركم التاريخ إلا من خلال إجرامكم المشهود, تراجعوا عن إجرامكم وعودوا إلى أحضان الشعوب وأعطوا الحقوق لأهلها, إن الرجولة هي رجولة الموقف ولسيت الرجولة أن يقتل على يد أبناء شعبه إن الرجولة إن يقتل الإنسان ألف مرة في سبيل الحرية لأبناء شعبه خيرا من أن يقتل في سبيل الدكتاتورية على يد أبناء شعبه ويا رضى الله ورضى الوالدين.