لدى موعد مع صديقتي اقف فى محطة القطار انتظر مجيئه . نظرت في الساعة فالوقت يمر ولم أتحرك من مكاني بعد !. تُري هل سانتظر كثيرا ؟! أشعر بالضيق . أردت دوماً خلع ذلك الثوب الخانق . لمَاذا أشعر دوماً بأن الثوب الكبير يقيدني ؟ وهل يفيد ذلك الثوب الصغير في احتوائي ؟ فما أجمل ثوب الطفولة الذي يحاك بروح المغامرة فلأخلع ذلك الثوب إذن ولو لبضع دقائق . أفقت على صافرة ذلك القطار السرمدي يأتي من بعيد فانتشت روحي فرحاً استقبالاً لتلك المغامرة فإنى أعلم أنه سيأخذني في أحضان محطاته . الحمد لله قد وصل إذن لن أتأخر توقف القطار ، هممت بالركوب وأسرعت إلي المقعد المجاور للنافذة ؛ ذلك المقعد الذى تخضب بخضاب السنين . - أحب الجلوس هناك دوماً كى انظر إلى الطريق بوضوح - تحرك القطار نظرت من النافذة كالعادة وجدت على جانبي الطريق ما لم تتسع له النافذة ! أرض بور بها جرافات "الأنا" وبيوت تظهر على ملامحها غني متهالك . نظرت بحسرة على تلك الأرض أيعقل أن تجرف تلك "الأنا " مصدر الامان مقايضة علي الحياة ؟! ولمَ ؟! أكل ذلك من أجل زجاج الدنيا البراق . ! ما لبث القطار أن مر علي ذاك المكان لبضع دقائق (وجودية) رأيت فيها كل ما هو مهترئ ، مجذوذ ، وللأسف السبب مجهول !. وفجأة وفى بضع دقائق مرت ثقيلة على نفسي اضطربت سرعة القطار، أخذ رأسي يترنح يمنة ويسرة تتقلب فية الأفكار وتنقلب رأسا على عقب أغمضت عيني، وقاومت الترنح ، استجلبت قوة بصيرتي بدعوة إلي الله يارب سلم .. يارب سلم هدأت سرعة القطار واتزنت ، فتحت عيني لأجد القطار قد وصل إلي محطتي. أسرعت مغادرة بالنزول فالتقيت صديقتي ومشينا فى طريقنا معاً ...