لا أدرى ما سر هذه الحملة الشرسة والمريبة على المجلس الأعلى للقوات المسلحة التى يشنها بعض الكتاب والصحفيين ومقدمى برامج التوك شو فى الفضائيات من أصحاب الميول والانتماءات المرفوضة من جموع الشعب المصرى . ولا أدرى ما سر هذا السباق المحموم للاعلام المرئى والمقروء لاختلاق القصص والأحداث الوهمية التى تهدف الى الاساءة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة واظهاره بمظهر ( المفترى ) الذى يأخذ بالبلاد الى حافة الهاوية ، ومحاولة الصاق كل ( نقيصة ) بهذا المجلس الذى يتعامل مع الأحداث بكل الحيدة وضبط النفس لكى يتم تسليم ادارة البلاد الى حكومة مدنية باقل خسائر ممكنة فى وسط هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها البلاد . ولا أدرى سر هذا الهجوم العنيف على المجلس العسكرى والاصرار الشديد على محاولة ابعاده عن ادارة البلاد خلال هذه الفترة الانتقالية التى تحتاج فيه البلاد الى الضبط والربط أكثر من أى وقت مضى ، والغريب فى الأمر أن كثيرا من القوى السياسية التى تسعى للسيطرة على مقاليد حكم البلاد بعد اجراء الانتخابات التشريعية واختيار رئيس الجمهورية هى نفسها التى تنادى برحيل المجلس العسكرى الآن بالرغم من أن هذا المجلس هو الضامن الوحيد للوصول بنا الى هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر . نقول لكل المتربصين بالمجلس العسكرى أن الشعب المصرى بفطرته قد كشف كل ألاعيبكم وتأكد من حقيقة أهدافكم التى لاتخدم مصالح مصر العليا وانما تخدم مصالحكم وأهوائكم . والمشكلة أن هذه الأغلبية الصامته – التى تشكل غالبية الشعب المصرى – ليس لديها الأدوات والوسائل التى تستطيع بها ومن خلالها اعلان رفضها لكل المحاولات المشبوهة للنيل من هيبة الدولة وسيادتها فى فترة حرجة من تاريخ مصر يمكن أن نطلق عليها مرحلة ( الديمقراطية العشوائية والحرية المشوهة ) . الأغلبية الصامتة ترجوكم أن تكفوا عن غرس سنون أقلامكم فى جسد مصر الجريح وأن تكمموا أفواه ابواقكم التى تنهش جسد الوطن ، وأن تتقوا الله فى مصر صاحبة الفضل علينا جميعا فيما وصلنا اليه من علم ومكانة وقدرة ، وواجب علينا توظيفها لخدمة بلادنا لاعلاء قيم الحق والعدل والمساواة ، ولنتذكر جميعا قول الحق تعالى : " ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . عاطف على عبد الحافظ