في ظل أحداث جسام تؤرق خاطر مُخلصي هذا الوطن يزداد القلق علي مصر وسط خوف لايفارق أن يمتد الوهن إلي سقوط مدوي ينال من الاخضرواليابس لتسقط والعياذ بالله مصر! وجدتني اعود إلي التاريخ لأبحث في ماضي مصر عن "شدائدها" عبر الزمن وكيف تخلصت منها لأبحث عن إجابة لسؤال يؤرقني ولا أجد إجابة شافية له يقول"مصر إلي أين؟!" أعود إلي ماكتبه المؤرخ الشهير إبن إياس في مؤلفه الرائع" بدائع الزهور" مُتحدثا عن اطول وباء حل بمصر وكان سنة 446هجرية(1053 ميلادية) .إمتد هذا الوباء نحو ثمانية أعوام! كان هذاالوباء في عهد الخليفة"الفاطمي" المستنصر بالله. عم هذا الوباء جميع الأمم الإسلامية من سمرقند إلي مصر! إقترن هذا الوباء بغلاء وقحط شديد وكتب عن تبعاته السيئة مايؤلم النفس وكفي أنه كان يموت بمصر نحو عشرة آلاف كل يوم ! ترتب علي هذا الوباء أن عَز تواجد القوت للمأكل حتي اكل الناس القطط والكلاب ثم أكلوا بعضهم بعضا! . ترتب علي ذلك أن أرسل الخليفة إلي قسطنطين التاسع إمبراطور قسطنطينية ليمد مصر"بالغلال" والأقوات وتم الإتفاق علي ذلك ولكن الإمبراطور توفي قبل التنفيذ! رفضت الإمبراطورة"تيودورا" تنفيذ ماتعهد به والدها"إلا بشروط تعجيزية"رفضتها مصر! ....................................نشبت حروبا بين مصروالقسطنطينية جراء هذا الرفض! . .................................تفاقمت الشدائد في مصروإستمر الوباء والغلاء وساد الموت والخراب! ..............................اُطلق علي تلك الأحداث "الشدةالعظمي"! ..............................ترتب علي هذه الشدة فتنا وحروبا أهلية في مصر! ...........................حسبما كتب "المقريزي في الخطط" فإن مصر (كادت) أن تذهب فريسة للدمار والفوضي! ................................أرسل القدر لمصر جنديا عظيما هو "بدر الجمالي"وقد إستطاع بعزمه وصرامته أن يعيد إليها النظام والحياة والنضارة! .....وإنتهت الشدة العظمي! ...................................عادت الشدة مرة أخري في عهد الملك العادل(597 هجرية) ......................... .......ثم في عهد السلطان حسن سنة (749 هجرية)(1348 ميلادية) وهذا التاريخ يُسجل له أنه تاريخ أعظم نكبة حلت بالعالم اجمع ليطلق عليها (الفناء الكبير)! ............................ .....كتب "إبن إياس" عن الفناء الكبير:-أنه كان يحمل في كل يوم من القاهرة وحدها نحو "عشرين ألفا" وأنه ضبط عدد من توفوا من شعبان إلي رمضان(سنة 749هجرية)فكانوا ""تسعمائة ألف""! ...................................كتب "المقريزي" عن ذلك قائلاً:-إن مصر أصيبت وقتها "بالخراب" المُطلق وأقفر معظم دورها وقد هلك الزرع وهلكت الأيدي العاملة"فلم" تُزرع الأرض وهلكت الدواب والحيوانات والوحوش أيضاً! ........................................قيل شِعرا في تلك الأحداث علي لسان الشاعر(الصفدي) ......................................."لاتثق بالحياة طرفة عين."--"في زمان طاعونه مستطير"! ..................................."فكأن القبور شعلة شمع"-- "والبرايا لها فراش تطير"! ..........................................تلك كانت لمحات من تاريخ مصر"عبر إبن إياس والمقريزي" وقد دونا ماحدث بها من نكبات اطلق عليها "الشدة العظمي والفناء الكبير"! . .........................................كتب الله لمصرالسلامة"من الشدة العظمي والفناء الكبير" وإستمرت تواجه الحياة بانوائها"قرونا" طويلة ؟! .......................................في أكتوبر سنة 2011 مصر "تعيش "مجددا "شدة عظمي" ويؤمل لها السلامة نأياً عن الوصول "للفَناء الكبير"! ......