نشأت الأممالمتحدة سنة 1945بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وبعد أن ذاق العالم مرارتها فكان الهدف الاسمي لقيام الهيئة الدولية هو عدم قيام الحروب وحل المشاكل والنزاعات الدولية بالطرق السلمية، وتنتظم الأممالمتحدة في هيكلين هما الجمعية العامة وتشمل جميع أفراد المجتمع الدولي (كل دول العالم المنضمة إليها) ومجلس الأمن مكون من خمس- دول أعضاء دائمين هم الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي ( روسيا حاليا) والصين وبريطانيا وفرنسا، وهي القوي المؤثرة التي تمتلك حق النقض أو الفيتو وعشرة دول منتخبه وفقا لمعايير موضوعية وهي غير مؤثرة. بدأت الحرب الباردة منذ قيام الأممالمتحدة وحتى تفكيك الاتحاد السوفيتي فكانت الولاياتالمتحدة تتصارع مع السوفيت في السيطرة علي العالم وكانت كلا الدولتين تستقطب الدول إلي نظامها لتستقوي علي الدولة الأخرى وتحكم العالم وكان يتم ذلك عبر جميع وسائل الترغيب والترهيب والدعم، وأدي ذلك الصراع إلي وجود تضارب في مقررات الأممالمتحدة وجعل رغبات المجتمع الدولي مؤثرا وذلك بان تنتصر الدولة التي لها حق لا تدعمه دوله كبري بالقطب الثاني وظلت الحرب البادرة قائمه بين الدولتين إلي أن تمكنت الولاياتالمتحدة من النجاح في القضاء علي الاتحاد السوفيتي وتفكيكه وتم ذلك باستعمال العملاء وبإنهاكه الاقتصادي الذي أصاب الاتحاد السوفيتي وبدعم القوي الإسلامية التي حاربت الروس في أفغانستان، وبعد أن تخلصت الولاياتالمتحدة من عدوها السوفيتي وضمنت الولاء البريطاني والفرنسي لوحدة أيديولوجيتهم و أهدافهم . وانشغلت الصين بملفاتها الاقتصادية ودارت الاستثمارات بينها وبين الولاياتالمتحدة وأصبحت لغة المصلحة والشؤون التي تمس أمنها أو اقتصادها هي التي تحركها وانصرفت عن السياسات الدولية. بعد ذلك أصبح العالم خاليا للولايات المتحدة لكي تبسط سياستها ونفوذها منفردة علي العالم ومن هنا أطلقت اصطلاح العولمة وقد أسفرت سياسة العولمة عن تحكم الولاياتالمتحدة في العديد من الحروب وإدارتها في فترة استمرت عشر سنوات شنتها الولاياتالمتحدة منذ مطلع التسعينات، واختلقت الإسلام كعدو ، فقامت بضرب السودان والعراق، ثم شنت حرب ضروس على أفغانستان واحتلتها وبعدها دارت الدائرة على العراق،التي شهدت معارك لا إنسانية طالت البشر والحجر، ودون تغطية شرعية من الأممالمتحدة،وبالتالي هي أول من أهان المجتمع الدولي وأول من ضربه بمعول يقوض الكيان الدولي. بداية النهاية أوشكت المنظمة علي الانهيار لأسباب عديدة أولها: عدم ملائمة نظام الأممالمتحدة لمتغيرات الزمان فميثاق الأممالمتحدة ظل لمدة خمسة وستون عاما دون أن يواكب تطورات الزمن، وجار علي الشعوب و الدول، فلم تجد الشعوب في عصر العولمة في الأممالمتحدة سوي اله في يد الأمريكان يستعملوها في تحقيق أغراضهم السياسية وأصبحت القيم الإنسانية مهدره ولم تمنع الأممالمتحدة قيام الحروب وانتشار المجاعات والنزاعات، وقد أسهم الإعلام والثورة التكنولوجيا والفضائيات في إظهار هذا البعد لدي الشعوب فكان يجب تعديل الميثاق ، بل يجب تعديل نظام مجلس الأمن ليتوافق مع رغبات الشعوب. ثانيا: تغير خريطة القوي العالمية بريطانيا وفرنسا لم تصبح في مصاف الدول العظمي وان كانت دولا متقدمة فقد هرمت الإمبراطورية العجوز وأصبحت تابعا للولايات المتحدة كما أن شأن فرنسا لا يختلف عنها في الجانب الآخر، وقد ظهرت قوي أخرى لم تكن في الحسبان مثل كوريا الشمالية التي أصبحت دوله نووية، وظهور باكستان كدولة نووية، وفي الطريق إيران وتركيا التي أصبحت تحلم بزعامة العرب المسلمين في ظل التغيرات الحاصلة في المنطقة العربية، فكان يجب علي الأمريكان أن يكونوا أكثر حصافة بدلا من أن يتخذوا الإسلام عدوا، وكان يجب أن يقدروا إمكانيات الدول الإسلامية الاقتصادية والعسكرية لأنها لو اتحدت ستصبح قوي موازية للغرب ومن العدل أن تجد الدول الإسلامية من يمثلها بمقعد دائم في مجلس الأمن. ثالثا:ضعف الولاياتالمتحدة إن الحروب التي قامت بها الولاياتالمتحدة ضد بعض الدول الإسلامية وعدم التفاتها للداخل الأمريكي وفساد السياسة الداخلية بدليل المظاهرات الحاصلة في شوارعها،مما أحدث عدم مصداقيتها لدي شعوب العالم في العدالة الأمريكية أو الديمقراطية المزعومة ومحولاتها في استقطاب الصين وتحييدها أرهق الاقتصاد الأمريكي ومنتهي العبث أن تظن الولاياتالمتحدة أنها قادرة هي وكتلتها علي محاربة العالم الإسلامي،وما مصير العالم في العقد القادم، هذا ما ستتم الإشارة إليه في المقال القادم. محامي مصري ومحلل سياسي