أيا وطنى أعدك ألا أهمل بعد اليوم عملى ولن أعطى لقلبى فى حب مصر أجازة. لقد طلقت الكسل ثلاثا ، طلاقا بائنا لا رجعة فيه .لا لن أسكت بعد اليوم عن الحديث فى حب الوطن فى حب مصر وكل المصريين .فأنا مصرى بدمى وعقلى وقلبى ووجدانى .أنا المصرى يا بلدى . أنا المُعلم لن أتوقف عن تعليم بناتى وأبنائى حب الوطن سأعطيهم درسا خاصا فى كيفية بناء الوطن من جديد ، سأكافئ كل تلاميذى حين يعملون واجباتهم حين يستذكرون دروسهم حين يحبون مدارسهم حين يعلنون أن كل ذلك فى حب مصر .أنا الذى يصوغ عقول البشر فيشكلها سأصوغها على حب الوطن وأشكلها على عشق مصر .أنا المصرى يا وطنى . وأنا الطبيب يا وطنى لا لن أتوقف عن علاج مرضاى لا لن أهمل مريضى حتى لو لم يدفع حتى لو لم يكن من رواد عيادتى لأنه واجبى نحو وطنى نحو شعبى ، من الآن المستشفى عيادتى والمريض أينما كان هو هدفى وعلاجه هو رسالتى ، سيعود الطب كما كان مهنتى أنا الإنسان الطبيب . أنا المصرى يا وطنى . وأنا الفلاح يا أرضى . أصون الأرض كالعرضِ قد أفلح من كان الوطن يسكنه .قد فاز من زرع وتعب فحصد الثمر والخير من أرض هى الخير كل الخير .أرض الوطن فى أحضان النيل فى روافد الجنة .أنا المزارع سأزرع فى وجدان الوطن كل أشجار المحبة فتؤتى أكلها كل حين بإذن ربها . وأما كل أشجار الخبث والكراهية والحقد ، فقد اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار .سأزرع كل أشجار المودة كل أشجار المحبة .سأزرع شجرة لكل المصريين يرويها المسيحى و المسلم ، سأزرع شجرة ثمارها ليست مُرة ، بل هى بطعم الوحدة الوطنية ومذاق الثورة. أنا الفلاح يا وطنى .أنا المصرى يا وطنى . وأنا المهندس يا بلدى . سأبنى على أرض الكنانة عمارة لكل المصريين ، لبناتها واحدة من طين الدلتا والأخرى من قلب الوطن ، تطل على مصر ، حدها البحرى نيل وغربيها الواحات.شرقيها بحر و الغرب دلتا الفراعين , يسكنها من شردته السنون و الأيام ، يقطنها خير أجناد الأرض ، بوابها مصرى ، مكتوب على بابها هنا يسكن كل الوطن .أنا المصرى يا وطنى . وأنا الجندى يا بلدى ، أحمى ترابا كله وطنى ، أحمى أناسا كلهم أهلى ، أحمى حدود البر و الجو والبحر.فى السلم أحميكِ وفى الوغى والحرب أفديكِ .أنا المصرى يا وطنى . وأما أنا فلن أتوقف عن قرع أبواب المصريين جميعا حتى أوقظ كل من فى الديار .ألا إن مصر تناديكم أن هبوا وأفيقوا وارعوا يا أبنائى وفلذة كبدى حقى عليكم وأدوا واجبكم نحوى ، إن مصر تتوسل إلى من حولها وهى على فراش المرض قائلة : أخرجونى من هنا كى ألقى على أولادى نظرة ففى نظرتى إليهم ما لا يفهمه غيرهم فدعونى أراهم ويرونى ، فرؤيتى لهم شفاء لى وحنان لهم ، فلما رأت مصر أبناءها ، جلست من بعد رقود قد طال وبدأت توقظ فيهم بنظراتها الحانية همما قد غفلت عنها سنين طويلة ، فاطمأنت لشىء رأته فى عيون أبنائها ،فقوى عزمها وبدأت تقاوم ما هى فيه من وهن و ضعف ،وانصرف عنها أولادها وهم يعرفون وجهتهم وهى تؤمن يقينا أنهم عائدون بما يشد من أزرها ويقوى عزمها و يرد عليها عافيتها . فى انتظار هذا العود الحميد هشام الجوهرى